لأن بيروت لطالما كانت وستبقى العاصمة الحلم وقلب لبنان النابض بالأفكار والمشاريع الخلاقة والمبتكرة ثقافياً، سياحياً وحضارياً، وكونها محط أنظار العالم أجمع.

.. من هنا إستنبطت جمعية مهرجانات بيروت الثقافية التي ترأسها السيدة لمى تمام سلام فكرة إقامة هذه المهرجانات والسير قدماً في سبيل تقديم ما يليق بهذه المدينة العريقة وأهلها ومحبّيها.

وتحت شعار "بيروت تنبض"، أعلنت السيدة لمى سلام عن انطلاق الدورة الأولى من مهرجانات بيروت الثقافية، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في فندق فور سيزونز في بيروت. وأوضحت السيدة سلام أنه كان من المفترض أن تنطلق الدورة الأولى خلال فصل الصيف المنصرم إلا أن الوضع الأمني المتأزم حينها أدى إلى عملية التأجيل.

وتبدأ فعاليات هذه المهرجانات، التي ستقام على الواجهة البحرية لمدينة بيروت، في 17 أيار المقبل وتستمر حتى 22 منه، وتتضمن مجموعة من النشاطات الثقافية، الفنية والرياضية أبرزها "رواية بيروت" وهو عرض بصري-موسيقي يستعيد أهم المحطات التاريخية للعاصمة، بالإضافة إلى حفل فني ضخم، ناهيكم عن عرض لسيارات الـ"فورمولا 1". واللافت أن معظم الفعاليات ستقام داخل قبة دائرية عملاقة بمساحة 3600 متر مربع سيتمّ استقدامها من الولايات المتحدة الأميركية، وتشكّل من جهتها الداخلية شاشة بنطاق 360 درجة بانورامية لعرض المؤثرات البصرية، ويعود الفضل في فكرة استخدامها إلى شركة Backstage Production التي تتولى عملية التنظيم.

وسيقام بداخل القبة حفل فني ضخم يحييه السوبر ستار راغب علامة والنجمة نانسي عجرم إلى جانب خرّيجي برنامج "اكس فاكتور" لاتويا وناجيم، كما ستعرض داخلها "رواية بيروت" بواسطة تقنية الأبعاد الثلاثة التي تترافق مع مقطوعات موسيقية من وحي المدينة وتاريخها وتحمل توقيع غي مانوكيان من حيث التوزيع الموسيقي في حين يقدّمها حوالى 75 عازفاً من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.

وللرياضة حصة هامة في مهرجانات بيروت الثقافية إذ ستتضمن مهرجان بيروت الدولي لرياضة المحركات تحت إشراف بطل لبنان عبدو فغالي، وستقام حلبة للكارتينغ، بالإضافة إلى معرض للسيارات القديمة، وسيتاح للجمهور تابعة إنطلاق واختتام رالي "كأس لبنان"، وعروضاً في القيادة الإستعراضية drifting، عرضاً للكارتينغ مع نجوم معروفين، سباق بطولة لبنان للكارتينغ، وبطولة لبنان في الـdrifting، بالإضافة إلى إحدى مراحل بطولة لبنان للدراجات النارية.

وللمرة الأولى في لبنان، سيتاح للجمهور متابعة عرض "الفورمولا 1" بقيادة السائق الإسباني كارلوس ساينز جونيور، وذلك على الطريق بين فندق "فينيسيا" ومجمّع "البيال". وإلى جانب كل ما سبق ذكره، تمّ الإعلان عن إقامة جناح "سوق الأكل" الذي يتضمّن مأكولات لبنانية شعبية وأجنبية أيضاً.

وعلى هامش المؤتمر، إلتقى موقع "الفن" رئيسة جمعية مهرجانات بيروت الثقافية السيدة لمى تمام سلام التي عبّرت عن أملها بأن تنبض بيروت بالفرح والمحبة قائلة: "هذا أملي وأمل كل لبناني يحب لبنان وليس فقط أبناء العاصمة... هذا أمل كل من يحب لبنان حتى وإن لم يكن لبنانياً. هدفنا أن يعود إلى بيروت نبضها وأن تستعيد مكانتها". وتابعت بالقول: "هذه المهرجانات ستنتج من مجهود جبار يقوم به فريق العمل وجميع الأشخاص اللبنانيين والشركات التي تدعمنا وهدفنا جميعاً وضعها على خارطة المهرجانات العالمية". وعن أهمية مشاركة النجمين راغب علامة ونانسي عجرم، نوّهت سلام بالقول: "لا شك بذلك... لقد عمدنا إلى تنويع النشاطات ليشعر كل مواطن بأنه معني بما يحدث مهما اختلفت الأعمار والأذواق".

رئيس بلدية بيروت د. بلال حمد، نوّه بأهمية هذه المهرجانات قائلاً: "هذا المهرجان سيضع بيروت في مصاف المدن العالمية ومهرجاناتها، ولهذا وضعنا أملنا فيه ومددنا يدنا إلى السيدة لمى سلام ونحن الرعاة الرئيسيون له. أؤمن بأن هذا المهرجان سيحقق نجاحاً منقطع النظير وأنا متفائل وأعتقد أنه سيكون (قصة كبيرة). أما الموسيقي غي مانوكيان فأخبرنا أنه قام بإعداد الموسيقى الخاصة بعرض "رواية بيروت" والتي استغرق تحضيرها عاماً كاملاً. وتابع بالقول: "ثمة أعمال موسيقية جديدة تمّ تحضيرها خصيصاً لهذا الشأن وهي تصويرية تساند العروض البصرية الرائعة، بالإضافة إلى أغنيات تناولت بيروت وسترافقني فرقة موسيقية ضخمة تتضمن أكثر من 90 فرداً يتوزّعون ما بين عازفين وكورال وتقنيين. أشعر بالحماسة الشديدة وبالفعل يا ليت هذا العرض ينتقل إلى الخارج لأنه ضخم جداً".

ومن جانبه، أشار مدير عام شركة Backstage Production المشرفة على عملية التنظيم وأحد أعضاء جمعية مهرجانات بيروت الثقافية السيد خضر علامة إلى أن "الحضور سيكون من قبل جميع فئات المجتمع كون المهرجان يتضمن عدداً من الفعاليات المنوّعة ما بين ثقافية، فنية ورياضية خاصة الفورمولا 1 الذي يقام على الأرض اللبنانية للمرة الأولى لأننا أردنا تقديم عمل عالمي في لبنان لإحياء بيروت التي تعتبر واجهة لبنان وسيشاهد العالم أجمع بيروت في أبهى حلّة وأجمل صورة. بعدما تحوّلت نشرات الأخبار في بلدنا إلى (أوراق نعوة) للأسف، أردنا أن نعكس الصورة الجميلة التي يعيشها لبنان أساساً بعيداً عن الأخبار وما تتضمنها، ونتوقع حضوراً كبيراً لأن هذه المهرجانات موجّهة إلى مختلف الأذواق والأعمار والهوايات. هذه هي انطلاقة مهرجانات بيروت الثقافية لكن الآتي سيكون أعظم، ولدينا خطط أكبر وأضخم للدورات المقبلة. هذا هو المهرجان الأضخم الذي تنظمه شركة Backstage Production وستثبت من خلاله مقدرتها بخاصة وأن راغب يدعمنا وهو يعتبر نفسه إبن بيروت".