لا، حيطنا ليس "واطي"، و لم نعرف في تاريخنا أبداً التستّر تحت حيطان أو داخل آبار، أو حتى في أوكار الرمال.

لا، لسنا كذبة، لا في أول نيسان ولا في أيّ يومٍ مضى أو أيّ يومٍ آت. نحن حقيقة نركض نحو الشمس ولا نحترق، نحن حقيقة عينٍ كسرت مخارز مؤامرات بدلاتٍ وربطات عنق سيجار يحترق داخل سفارات و "كامب" الإستسلام و الخنوع. لا، لسنا بكذبة، بل نحن واقع جغرافي من أعلى صنين إلى آخر بقاع الأرض. نحن لسنا بكذبة، نحن نقطة الزيت في كوب ماءٍ عربي، نطفو ونعلو ونتميز ولا نخاف التعددية، محصنون بعرق الأصالة وفخر الإنتماء.
"كاريكاتور" صحيفة الشرق الأوسط، لم تؤرق عيون لبنانيين بهوية البطاقة، ومستزلمين بهوية الروح. إن كانت الفنانة الإماراتيّة أحلام قد أخطأت عن قصد أو بدونه، فالردّ عليها جاء بقوة دفاع بالونات حرارية تويترية و إعلامية، جاء الردّ عليها كفرصة قايين على قبر أخيه. لأنهم إقتنصوا فرصةً أحلامية لكسب الشهرة، و نفخ عضلات الوطنية المترفّخة بفعل حقنات الرايتينغ.
لهؤلاء الملوّحين برايات الدفاع عن لبنان، أين أنتم؟ أين وقفة عادل كرم الوطنية أمام الـ"برومبتر" يقرأ ما كُتب لهُ من أزاجيل نكتٍ "لُطشت" من التويتر لتُرمى كالسهام للدفاع عن لبنان؟ أم أن أحلام لقمة سائغة، سهلة، جالبة لحظ الرايتينغ، وفي ما يخص صحيفة الشرق الأوسط، فهي تدخل ضمن محسوبيات معينة .
أين نضال الأحمدية، تسترسل بجهابزية الكلام، عن سلالة سلطان باشا الأطرش وحاتم الطائي، حين هدّدتها أحلام بهزّ عرشها التويتري؟ أين هي لتدير حملات هاشتغات، تمنع دخول الصحيفة إلى لبنان، و تمسك بشعرها متوعدةً بالويل و الثبور و عظائم الأمور؟ أم أن أحلام نجمة، و الصحيفة كوكب لا يمكن أن نمسه؟
أين الصحافة، أين الفنانون، أين النقيب؟ أين نخوة الشعب العنيد؟ أين الضمير، العدل، الحياء؟ وهل باتت أحلام هي العدو، لأنها صفّت حسابات شخصية مع نافذي وسائل التواصل الإجتماعي؟
أين هاشتغاتكم عندما أهينت فيروز من قبل صبي مخابرات البوريفاج؟
أين تغريداتكم، عندما وصفنا على شاشة الـ CNN بأننا مهزلة الحاضر، وعُرضنا لنضحك العالم على نفاياتنا التي صنعتها أيدينا في صندوق الإنتخابات؟
أين صفحاتكم الفايسبوكيّة؟، أين فيديوهاتكم الشتّامة؟ أين عنفوانكم اللبنانيّ؟ هل فعلاً أصيبوا بنقص تروية في أوردتها الدمويّة؟
لا، يا صحيفة الشرق الأوسط . لبنان ليس كذبة، بل الشرق الأوسط هو كذبة بل مؤامرة رسمها لنا الشرق الأوسط في 1975، وها هو الشرق نفسه يشرب من كأسٍ سقاهُ لنا، ها هو يشرب، حتى الثمالة.
لبنان ليس كذبة، لبنان حقيقة في نيسان وفي كل شهر، طالما أن السماء سماء، وطالما أن الله يسكن سماءنا.