هي دراما تلفزيونية تخرج الى العلن من كواليس سياسيين وحكام فاسدين، حيث أحبت الاعلامية غادة عيد خوض غمار الكتابة فسخرت هذه المرة قلمها بوجه "الفساد" لتجربة درامية في مسلسل "كواليس المدينة" الذي سينطلق عبر شاشة الجديد من الأربعاء الى السبت ابتداء من بعد غد الأربعاء الساعة 8:40 مساء.


هو عمل تحت ادارة المخرج السوري اسامة الحمد، يجسد فيه كيفية عدم اتفاق القانون مع الفساد، ولا السطح مع الكواليس، ولا الحب مع الخيانة. لكن التسويات دائما ما تجد طريقها بين الضفتين بصفقات مشبوهة وطعنات غدر على حساب الضعفاء والأبرياء وغالبها من الضحايا، لصالح الفاسدين والمفسدين والجلادين.
وفي حديث يقول الحمد ان العمل يخرج من اطار تنميط الشر والخير والصراع بينهما، لانه لم يرسم شخصية متكاملة في الخير او الشر، بل كانت كل واحدة في العمل تجسد الاثنين معا. ويضيف :"كواليس المدينة" عمل يعالج صناعة الشر من خلال ترتيبه في صداقات ومصالح، ومن نتائج صراعات السلطة والمال. لم يكن الشر المقصود هو ذلك الفعل الذي يعكسه الفرد على الآخر بل هو تيار التحالفات اللاإنسانية التي تعطي اصحاب القرار والحاكم بأمر الله قوتهما في فرض الشر على المجتمع".
شخصيات "كواليس المدينة" هي انعكاس هذا الواقع المؤلم والحقيقي المستمدة منه أحداث العمل التي تدور في صراع درامي بين الخير والشر خارج إطار الإطلاق النمطي، في مساحات حسّاسة وعلاقات وملفات شائكة، كثير منها لم يتم التطرق إليها في الدراما اللبنانية من قبل، فندخل كواليس السلطة والنفوذ البعيدة عن الأعين، نجردها من ستار عتمتها، لتظهر على مستويين، القناع والوجه الذي خلفه.
ويتابع الحمد :"نحن نصنع الدراما التي لا يريدون لها صناعتها. تحقيق العمل اليوم بشكل قدم الشر المنمط في التشكيل البشري، ولم تكن قصة كتبت وسارت الشخصيات بتنفيذها بل قمنا برسم الشخصيات وبنائها لتعيش في المجتمع . ليست قصة حبيب وحبيبة بل هي شخصيات بأفعال وردود أفعال، وعلاقات محيطة مكتوبة بشكل جديد ليصل صداها عبر الفضاء الدرامي في المجتمع بشكل صحيح".
وعن تجربته الاولى انتاجيا ومع ممثلين لبنانيين فقط دون سوريين في العمل يقول الحمد: "ليس اعترافا مني بكفاءة الممثل اللبناني وحده من دون وجود السوري أو العربي إلى جانبه، لانه وببساطة يقف الممثل اللبناني منذ عقود وحده، بسبب المشكلة التي باتت واضحة في قطاع الانتاج والمنتج اللبناني الذي لم يصنع للممثل فضاء زمنيا وآلية لمسلسل، وهو ما يحد من حركة المخرج او يقلص ابداعه في ما لو دخل في تقليص التكاليف، فيحد من فضاء حركتهم.

ان الممثل اللبناني لا يتحمل مسؤولية وجود الدراما وتكوينها ومقوماتها بل المنتج. واليوم يشاركنا في "كواليس المدينة" مجموعة من الممثلين اللبنانيين من أصحاب العمق والتاريخ في المهنة، ولكل منه مواصفاته ولا يمكننا الشك بقدراتهم للحظة، بعد أن شاهدنا جليا ابداع الممثل اللبناني في الانتاجات العربية المصرية منها والسورية، لا بل تفوقه في كثير من الاحيان".
من جهتها تكسر غادة عيد جدار الصمت وتدخل "كواليس المدينة" لتكشف من خلال نصها الحقيقي وملفاتها، عملا تلفزيونيا متقنا في 30 حلقة تلفزيونية. وتقول: "لم أعجز عن ايصال الصوت ضد الفساد في برنامجي الحواري فاستسلمت، ولجأت الى الكتابة الدرامية، لكني ومن خلال احتكاكي في المجتمع وجدت ان الناس يتعاطون المسلسلات والدراما وباتت صناعة رائجة، فاشتغلت على كتابة النصوص للدراما وتعلمت فن صنع حبكة درامية لاترجم ما لدي في وقائع "كواليس المدينة" والتي جرت بالفعل".

وتتابع: "هي قضايا حقيقية جمعتها في ملفات شهدت فصولها في المحاكم اللبنانية، فيها من الظلم والتبلي والفساد والقهر، شاهدتها بأم العين وقلت اننا حقاً وكاننا نشاهد فيلما واقعيا، ويستحق ان يكون بالفعل مسلسلا، فعل وعسى يمكن للدراما ايصال الفكرة اكثر من برامج الحوار عن الفساد، ولعل الناس تشاهد ما يحصل في مسلسل عبر الشاشة.
نعم "كواليس المدينة" هو مرآة المجتمع في التبذير والإسراف وحياة الليل والفقر والظلم والخيانة والجنوح للمظاهر وسلطة القضاء وبعض الامن الذي يبطش بالناس، ومن يريد اصلاح المجتمع من قضاة صالحين بوجه قضاة فاسدين."
وتروي: "العمل يقع في 30 حلقة كجزء اول واعمل على كتابة جزئه الثاني، لاني في حقيقة الامر احببت الكتابة من اجل ايصال الحقيقة عبر قصص واقعية وجزء واحد لا يكفي فمعاناة اللبنانيين كبيرة. ويتمحور الجزء الاول من "كواليس المدينة 1" حول ثلاثة قصص من حياة ويوميات اللبنانيين، منها التوقيف التعسفي ظلما لخمس سنوات وتعنت القضاء، ومنها ملف المخدرات في صفوف العسكريين وازدواجية الحكم، وقضية بنك فاسد وبطلته التي تشتري القضاة والسياسيين، وما يدور حولهم من أحداث أبطالها منهم اعلامية شريفة تناضل الى جانب قاضٍ شريف".
وعن فعل الرقابة على العمل تكشف عيد: "لقد كنت خائفة من الرقابة واعتراضها على عرض المسلسل كونه يضيء على قضية اللواط لاول مرة وعلى موضوع القضاة الفاسدين والضباط الذين يتقاضون الرشاوى ويتعاطون المخدرات ويبيعونها، لكن والحمد لله استطاعت الدراما ان تقتحم جدار القضاء لانه من غير المقبول بعد اليوم ان يصبح مصير الناس بين قضبان مملكة الفساد. لم يعترض على العمل أحد ولم يكن لدى أحد مخاوف لان موضوع الاسماء مبهمة ولا اسماء واضحة. وهنا اقف لاشكر المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي تابع شخصيا موضوع المسلسل ولم يكن هناك اي موانع من قبله كون العمل لم يتخطَ حدود الاداب العامة والحشمة".

وتعقد الشركة المنتجة "الصدى للإنتاج الفني" Assada Production لصاحبها المخرج اسامة الحمد مؤتمرا صحفيا في بيروت- فندق لانكستر بلازا يوم غد الثلاثاء 29 اذار 2016 للاعلان عن انطلاق مسلسل "كواليس المدينة" من كتابة وسيناريو وحوار غادة عيد، ومعالجة درامية بلال شحادات، وبطولة نخبة من نجوم الدراما اللبنانية منهم كارمن لبّس وعمّار شلق وسارة أبي كنعان وميرفا قاضي ويوسف حدّاد وغبريال يمّين وطلال الجردي ومجدي مشموشي ووسام حنّا وطوني مهنا وليلى جريج وخالد السيّد وإلسا زغيب ونخبة من الفنّ .