بعد إعلانها عن برنامجها "ذا كوين" لفترة طويلة والترويج لنفسها بأنها ملكة توجها محبوها على عرش الفن، تلقت الفنانة الإماراتية أحلام صفعة قوية بقرار قناة دبي الأولى وقف البرنامج بناء على رغبة المشاهدين وذلك بعد حلقته الأولى فقط، علماً بأنه لم يمر وقت طويل منذ تخصيص حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عهود الرومي وزيرة للسعادة التي يبدو أن أحلام قامت بعكس ما تسعى دبي لإبرازه ، حيث أحدث عرض الحلقة ثورة عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً من الإماراتيين أنفسهم، والتي تنوعت إعتراضاتهم بين الساخر والشاجب والغاضب ، فتصدّر هاشتاغ #ايقاف_ذا_كوين_مطلب_شعبي قائمة الأكثر تفاعلاً في الإمارات يوم أول من أمس الخميس.


تقوم فكرة البرنامج على تسابق مشتركين للوصول الى صداقة أحلام من الحلّوميين كما وصفتهم أي محبيها اذ تقدم 25 متسابقاً بقي منهم 12 الذين اكملوا في البرنامج، وقد ظهرت أحلام جالسة على عرش كعروش الملكات في الأزمنة الغابرة، وإلى الآن لا مشكلة في الفكرة، ولكننا تفاجأنا بالطريقة التي إعتمدتها أحلام لإختبارات من يستحق صداقتها التي تنقسم إلى مرحلتين : التحقيق، والمرحلة الثانية :مقابلتها شخصياً كي تختار من يفوز بالخاتم الحلومي الذي يؤهل المشترك لمتابعة البرنامج.

في مرحلة التحقيق يظهر أولا حارسها الشخصي العملاق "يوغا" الذي أخاف المشتركين وصار يعصب عيني كل واحد منهم ويقتاده إلى غرفة مظلمة فيجلس إلى طاولة بوجه المحقق الذي إختارته وإسمه "إدمون" ليطرح عليهم أسئلة تعجيزية تشبه ما كان يحدث في القرون الوسطى .
الحلوميون الذين ظهروا في الحلقة من الواضح أنهم مهووسون بأحلام إلى درجة أن بعضاً منهم أجّل زفافه ليشارك في البرنامج ، وهناك مشتركة تركت ابنتها وسافرت ، وآخر خاطر بخسارة عمله.


أحلام لا تظهر ملكة بل إنها تكرس العقد النفسية من النرجسية وتمارس نوعاً من السادية والتعالي وتطلب عبيداً لها ولكن بصفات مميزة ، فمن تخال نفسها ؟ ومن قال إن صداقة فنان تستوجب هذا الإذلال ؟ أساليب "مافيوزية" استخدمت في التحقيق ، وطريقة مخاطبتها إياهم تدل على أنهم لا يجب أن ينتقدوها، هي المنزهة عن العيوب.. الجميلة ، كل ما تلبسه لا تشوبه شائبة ، يجب أن يحفظوا كل أغانيها.. مثلاً سألت مشتركة : هل أنت مستعدة أن تبتعدي عن أهلك ومحبيك بلا تواصل معهم لمدة سنة؟ وسألت أخرى هل أنت مستعدة لقص شعرك ؟ وكانت تحمل مقصاً بيدها حين كانت المشتركة في التحقيق معصوبة العينين، فرفضت وبدا وكأن أحلام لم تتقبل هذا الجواب، وسألت أخرى "هل أنت مستعدة لعدم النوم 48 ساعة؟".

أغلب أجوبة المشتركين حين لقائهم بأحلام كانت أن لديها ثقة بنفسها وأنها طيبة القلب، فهوسهم بها منعهم عن رفض اساليب الذل التي مورست عليهم، فهل تحوّل الغرور والتعالي إلى ثقة بالنفس ؟، وكيف يحق لأحلام أن تنهرهم وكأنهم عبيد عندها وتطردهم بقسوة ؟

الفنان هو ملك الشعب وليس العكس ، وإذا كانت تظن أحلام أنها تملكت الناس فهي مخطئة.. التواضع هو من يبقي الفنان موجوداً على الخريطة الفنية، من أشهر وأهم، أنجلينا جولي أم أحلام؟ ولماذا هذا التباهي بالمال والفخامة في حين أن أطفال سوريا وفلسطين واليمن والعراق يموتون جوعاً ؟ أين أنت يا أحلام يا بنت الامارات يا بنت الشامسي من العطاء والتواضع ؟ أم أن عقدك النفسية جعلتك أشبه بالملكة الشريرة في أفلام الكارتون؟

فعلاً إنه لأمر رائع أن أخذت قناة دبي الأولى القرار الجريء وأوقفت برنامج من تدعي بأنها الإله المطلق أو فرعونة من فرعونات مصر القديمة، نزولاً عند رغبة جماهيرها، مهما كانت النتائج المترتبة عن هذا الموضوع ، فتحولت أحلام من تدعي أنها الملكة إلى كوابيس، وأطاحت ثورة ربيع إلكتروني بعرش مستبدة مصابة بعقد نقص تعوضها بنرجسية علّها تحاول أن تثبت أنها محبوبة ، الأمر الذي يبدو انها هي نفسها تشك فيه.