انطلقت ليلة أمس في متحف الشارقة للفنون فعاليات معرض فني يتضمن أعمال اثنتين من أبرز الفنانات المعاصرات في أوروبا ، حيث افتتح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام و رئيس مركز الشارقة الإعلامي المعرض الفني بحضور الشيخة نوار بنت أحمد القاسمي مسؤولة الاتصال والعلاقات العامة في مؤسسة الشارقة للفنون وسعادة منال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة والقيمتين على المعرض أميرة جاد وبريجيت شينك و الفنانتين ماريا زيريس وأنجيلا بولوك بالإضافة إلى ملاك لوحات المعرض وعدد من كبار المسؤولين و الفنانين في الدولة .

ويقدم معرض "رؤية في أشكال وديناميكية الفوضى" أكثر من 25 عملاً للفنانة البريطانية/ الكندية أنجيلا بولوك والتي تتنوع ما بين الرسومات والتحف والجداريات والتراكيب الفنية الكبيرة التي ترافقها مقطوعات صوتية، إضافة إلى 60 لوحة للرسامة الألمانية المعروفة ماريا زيريس.

ويتميز هذا المعرض بكونه المرة الأولى التي تعرض فيه أعمال الفنانتين زيريس وبولوك في دولة الإمارات على هذا المستوى، ليمنح متابعو الفنون في الإمارات والمنطقة فرصة للاطلاع على الأعمال الفنية المتميزة التي أبدعتها الفنانتان المعروفتان على مستوى العالم.

وقد عمل متحف الشارقة للفنون على تقديم مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة ضمن معرضين متوازيين تحت موضوع واحد. ويعبر عنوان المعرض عن رؤية كل من الفنانتين وتعريفهما للفوضى والعشوائية من خلال أنماط وأساليب فنية متنوعة.

وفي تصريح لها قالت سعادة منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة: "يسعى متحف الشارقة للفنون على الدوام إلى توسيع حدود فهم الفنون وتقديرها. كما أننا على ثقة من أن المعرض سيترك أثراً هائلاً في نفوس جمهور المتابعين بدءاً من طلاب الفنون وانتهاءً بجميع أفراد المجتمع".

ويعبر اسم رؤية في أشكال وديناميكية الفوضى، عن رؤية كل من الفنانتين لعالم الإنتروبي من خلال الأنماط الفنية والأدوات البصرية. ويعد مفهوم الإنتروبي مقياساً للفوضى ضمن النظام. وفي الفن المعاصر، برز هذا المفهوم منذ أواخر الستينيات في القرن الماضي في إشارة إلى الأعمال التي غالباً ما ترتبط بعناصر من النظام والفوضى والمعلومات والتناسق فيما بين هذه العناصر.

وكانت الفنانة الألمانية ماريا زيريس، المقيمة في نيويورك وألمانيا، قد بدأت دراسة الفن في جامعة بيداجوجيكال في كولونيا عام 1981، وفي العام التالي انتقلت لإكمال دراستها في أكاديمية الفنون التطبيقية في فيينا. وقد قدمت عدداً من الأعمال والمعروضات في مجموعة من المعارض في أوروبا والولايات المتحدة، ومنها بينالي فينيسيا.

تعرض بريجيت شينك (من غاليري بريجيت شينك في ألمانيا)، القيّمة على مجموعة الفنانة ماريا زيريس التي تتضمن أكثر من 60 لوحة فنية في متحف الشارقة للفنون. وتعرض اللوحات أشكالاً من التشوه التجريدي، فيما يبرز مفهوم الإنتروبي في أعمالها من خلال ضربات الفرشات العشوائية التي ينتج عنها إحساساً بالتجانس

أما الفنانة البريطانية / الكندية أنجيلا بولوك والمقيمة في برلين، فتشتهر بتقديم عدد من الأنماط الفنية المختلفة، والتي تشمل المنحوتات والتراكيب والعروض الصوتية. وقد درست الفنون في كلية غولدسميث في لندن، وسبق لها أن ترشحت لنيل جائزة ترنر عام 1997، وعُرضت أعمالها عام 1988 في معرض فريز الذي ينظمه الفنان الإنكليزي الشهير داميان هيرست.

وتشمل مجموعتها الفنية التي تشارك فيها ضمن معرض رؤية في أشكال وديناميكية الفوضى، التي تشرف عليها قيّمة أميرة جاد (سيربنتاين غاليري، المملكة المتحدة). ويمكن الاطلاع على الأسلوب الفني الذي تعتمده بولوك من خلال مفهوم الإنتروبي الذي يرتبط بتطبيق نظرية المعلومات. وتبرز الفوضى في أعمال أنجيلا بولوك عن طريق نظرية المعلومات، ومن خلال سلسلة صناديق البيكسل، فعلى سبيل المثال تم تقديم عرض مرئي للمعلومات الرمزية التي تتجرد ضمن عرض بصري، ومن ثم تتحول إلى عمل فني يتمتع بالجمالية والتناغم.

وأضافت عطايا بقولها: "نحن نشجع الزائرين على التعمق والذهاب لما وراء الصفات الجمالية أثناء مشاهدة هذه الأعمال الفنية من أجل ملاحظة الاعتماد على التقنيات والأساليب المتشابهة والإشارة إلى أنماط مختلفة من الفنون التبسيطي والتصوري والتجريدي".

كما ستقام إلى جانب المعرض مجموعة من ورش العمل خلال فترة انعقاده، ضمن برنامج "عبر عن نفسك" الذي أطلقته إدارة متاحف الشارقة. ويشمل البرنامج جولة في المعرض، يليها ورشة عمل يطلب فيها من المشاركين التعبير عن أحاسيسهم تجاه لوحات الفنانة ماريا زيريس. يتطلب حضور الورشة الحجز المسبق. كما سيتم إصدار كتاب من دار نشر ستيرنبيرغ الصحفية ومتحف الشارقة للفنون تزامناً مع المعرض.

ينظم المعرض بدعم من الشيخة حور القاسمي من الشارقة وبالتعاون مع غاليري بريجيت شينك في كولونيا، وإيسثار شيبر في برلين، وسعادة هيرزوغ فرانز فون بايرن من ميونخ، ومجموعة مارتن فيرفيرس في كولونيا. ومعرض سيمون لي في لندن وهونغ كونغ، وغاليري إيفا بريزينهوبر في زيورخ، وغاليري ميشلين سواجكير في بركسل، وداسماكسيمام وكونستجيجنوارت وتراونريوت، وهيسيش لاندميوزيوم في دارمستاد.