أعلنت مديرة "مهرجان بيروت الدولي للرقص المعاصر – بايبود 2016" ميا حبيس برنامج الدورة 12 الذي يتميّز بـ"نكهة" خاصة لهذه السنة، وذلك بحضور ورعاية وزير الثقافة روني عريجي والسفيرة الهولندية هستر سومسن، والأستاذ ميشال أبو خليل ممثل السفير السويسري في لبنان فرانسوا باراس، ومدير المعهد الثقافي الايطالي في لبنان الدكتور ادواردو كريسافولي وفرانسوا تيغر من المركز الثقافي الفرنسي وومديرة القنصلية البريطانية دونا ماكغوان، ومدير معهد "غوته" ماني بوناغي والسيدة يارا نشواتي من كلية العلوم السمعية والبصرية في الجامعة اليسوعية IESAV ومؤسس مهرجان بايبود والكوريغراف عمر راجح ومصصمة الرقص دانيا حمود المشاركة في المهرجان، إلى حشد من الإعلاميين والمهتمين بهذا المهرجان.

12 سنة مرت على انطلاق هذه المبادرة/ المغامرة وما برح الحلم يكبر حاملاً في طياته قضايا إنسانية وإجتماعية وثقافية من يوميّات إنسان ينتمي إلى هذه الأرض ويبحث عن إجابات لأسئلة مجرّدة حول حضوره ومعناه في وطن مثل لبنان، في مدينة مثل بيروت. 12 سنة مرت وما برح القيمون على "بايبود" والمشاركون فيه والداعمون له من مؤسسات ثقافية وإعلاميين وفنانين ومثقفين مؤمنين بهذه المساحة الحية التي تعطي الجسد حيثيته لتظهير المُعاش عرضاً فنياً على خشبات مسارح مدينة بيروت ومنها الى العالم العربي.

هذا الدعم، أكّد عليه وزير الثقافة ريمون عريجي في مداخلته حين قال: "12 سنة ومقامات للرقص تكافح من من خلال الرقص كي تكون بيروت مسرحاً وساحة للتفاعل الثقافي من خلال تقديم رقص حضاري. لم يقدموا فنا للفن فقط بل لديه رسالة تعكس صورة عن الحالات التي يمر فيها المجتمع".

وركّزت مديرة المهرجان ميا حبيس على أن "بيروت ترقص! منذ اثني عشر عاماً بدأت بيروت ترقص ولن تتوقف هذه المدينة عن الرقص ابداً. منذ اثني عشر عاماً نجتمع حولها وحول بايبود كي نقول إن بيروت ستبقى أبداً مدينة الرقص والثقافة والقيم". واعتبرت مهرجان "بيروت الدولي للرقص المعاصر – بايبود" في دورته الحالية دعوة إلى "المضي قدماً والحرص على استمرار نمو وازدهار القيم التي ينادي بها "لأننا نريد من هذا البلد أن يتحرك. نرد أن نهزّه حتى تتهاوى كل الأفكار الفاسدة وتختفي".
حضن بايبود فنانين يمثلون "حرية تعبيرنا، هم عزمنا وطموحنا، هم حقوقنا المدنية. هؤلاء الفنانون هم تجسيد للوحي والخيال والأحلام والأفكانر ونحن لن نقبل بأقل مما وهبونا وابتكروا من أجلنا (...) هم لن يتوانوا عن إذهالنا ودفعنا إلى طرح الأسئلة وإثارة فضولنا. هم في حالة تطور ونضج مستمرة. هم صانعو دهشة الشابات والشبان من جمهور بايبود".

الرقص والحراك

وأشارت حبيس إلى فخرها بافتتاح النسخة الخامسة من "ملتقى ليمون" الحدث الموازي لمهرجان "بايبود" تحت عنوان "الرقص والحراك" و الذي يستضيف 22 فناناً لبنانياً وعربياً بحضور منسّقين من مختلف أنحاء العالم. إلى ذلك، ستنظم ست ورشات عمل وندوات تحت عنوان"الرقص والحَراك"يشارك فيها ضيوف مميزون. كما تقدم ثلاثة عشر عرضاً بينها ستة عروض جديدة وخمسة أخرى شارك"بايبود" و"مقامات بيت الرقص" في إنتاجها؛ و"هذا إنجاز نعتبره وساماً على صدرنا". يتنقّل المتابع لهذا الحدث الغني بين تجهيز جسدي وحلقات حوار وعروض ومحاضرات وعروض فيديو. بالإضافة إلى دورة تدريبية يقيمها رئيس تحرير مجلة "Tanz" الألمانية المعروفة عالمياً والمتخصصة بالرقص أرند فيسمن الذي يلتقي بصحافيين يكتبون في مجال نقد الرقص ويختبرون معاً كيفية التعاطي مع حركة الجسد على المسرح كتابة.

لقد تمكّن بايبود من استضافة أكثر من ألف فنان عالمي في لبنان منذ انطلاقه في العام 2004، كما قدم وشارك في إنتاج أكثر من أربعين عرضاً لفنانين لبنانيين، وأكثر من خمسين عرضاً لفنانين عرب. هذا الإنجاز يعود الفضل فيه إلى دعم وثقة وإيمان أفراد وفنانين وشركاء ومؤسسات في هذه المغامرة، ولا سيما جمهور"بايبود الذي له الفضل في التأسيس لمهرجان خاص بالرقص المعاصر يعنى بالقضايا الاجتماعية والسياسية والانسانية بقدر ما يولي أهمية للقضايا الفنية والثقافية. وهذا ما أكده كل من المشاركين في المؤتمر الصحافي الذين أعربوا عن اعتزازهم بدعم هذا المهرجان و"ملتقى ليمون" الموازي له وشددوا على ثقتهم به وبالمنظمين.

ثم كان هناك عرض لبرنامج المهرجان، الذي يفتتح مع عرض خاص وفريد من نوعه "بيتنا" لعمر راجح بالتعاون مع الثلاثي جبران وثلاثة مصممي رقص عالميين من بلجيكا واليابان وتوغو. حول هذا العرض قال راجح " وهو مساحة لنسلّط الضوء على نظرتنا إلى حركة الجسد في هذه المدينة، هو عودة إلى تحديد علاقتنا بالتراث والقيم الاجتماعية والعادات اليومية. بيتنا هو لقاء أو دعوة لتأكيد الاختلاف لتلمس الأشكال والحالات التي طبعت الماضي وللبحث عن إيقاع حي يجمعنا". "بيتنا" من انتاج من أربعة مهرجانات اوروبية وسيقدم في فيينا ثم فرنسا قبل الانطلاق من بيروت ومنها ينطلق في جولة أوروبية الى ايطاليا والمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ".

كما تحدثت مصممة الرقص دانيا حمود عن عرضها "يداي تكبراني سنا" قائلة " إنها كوريغرافيا توتّرات، تستعرض العلاقة بين اجساد الذين يعيشون اليوم بحالة حذر مستمر. لقد وجّهنا انظارنا نحو أفعال القتل الخاصة بنا، الجرائم الماضية وتلك الآتية. هذه الأفعال التي ننكرها، الدائمة التكرار والتي تولّد الأفعال القادمة. في محاولة لخلق فضاء مكثّف، عملنا على كلّ تفصيل كحدثٍ بحد ذاته، كاشفين عن عنفنا من خلال الحركة، المسافة(ات) والنظر".

العروض المشاركة في مهرجان بايبود أيضاً:

"أعمدة الدم" لأنمار طه من العراق

"الحرية أبدا" لجاد تانك (لبنان)

"لنكون..." لشرف دار زيد (فلسطين)

"زعفران" عمل قيد التطوير (تعاون بين فرقة ماها الايرانية و"مقامات") (لبنان/إيران)

"آثار الغياب" لغيدا حشيشو (لبنان)

"الربيع المقدس" لفرقة شطحا وعايشة مبارك وحفيز ضهو (تونس/ فرنسا)

"الوقت يأخذ الوقت لأخذ الوقت" لغي نادر وماريا كامبوس (لبنان/ اسبانيا)

"يداي تكبراني سناً" لدانيا حمود (لبنان)

أمطار جانبية لألياس (سويسرا)

"عودة الرقص الحديث" و"ضد التيار" عرضان لفرقة كولبرغ باليه (السويد)

"كاش" لأكرم خان (بريطانيا)

"بلا عنوان سأكون هناك حين تموت" لأليساندرو سياروني (إيطاليا)

رباعي لرايموند هوغ (ألمانيا)