غزوٌ للدراما السورية وعودة لمسلسلات السياحة والعارضات تسببت بها دبلجة المسلسلات التركية بداية وكرّستها لاحقاً شركات الإنتاج ورغبة المحطات ورؤوس الأموال العربية في تسطيح المنتوج الفني السوري وتفريغه من قيمته ومسح ماقدمه على مدى سنوات طويلة، تلك كانت رؤية الممثلة ضحى الدبس لواقع الدراما السورية حالياً خلال لقائها في برنامج المختار مع الإعلامي باسل محرز عبر إذاعة المدينة اف ام.

الدبس اعتبرت أن ما يحدث الآن فيه كم كبير من التجريب وعدم المنهجية وغياب المنتج والمخرج والكاتب المثقف عدا بعض الاستثناءات، إضافة لغياب الدور الذي كان يجب أن يلعبه القطاع العام الذي لايبحث عن الربح بسبب اللغة الخشبية والصورة النمطية في غالبية الأعمال التي ينتجها، مؤكدة "أننا ندفع اليوم ثمن عدم حماية المنتج الدرامي السوري قبل الحرب من خلال وجود سوق محلي لترويج الأعمال بدلاً من الاعتماد المطلق على محطات عربية بعضها قاطع الدراما السورية، والآخر عمد إلى انتقاء وتسويق أعمال لا تشبه المجتمع السوري المنفتح والحضاري والمثقف".

وعلقت الفنانة ضحى الدبس على موضوع تجسيدها لدور الأم مبكراً بأنها ومن خلال ذلك شجعت الممثلات الشابات، واستعاضت عن عدم وجود أدوار لمرحلتها العمرية لاحقاً بالعمل على تفاصيل الشخصية الخارجية وانفعالاتها الداخلية، معتمدة على ما درسته في المعهد العالي للفنون المسرحية وما اكتسبته من سنوات خبرتها، مبينة أن شخصية "فيحاء" في مسلسل (ضبوا الشناتي) للمخرج الليث حجو تشبه دمشق بكل مافيها من تناقضات، كما كشفت أنها ترددت كثيراً في تجسيد دور "نفّجة" في مسلسل (الخربة) لنفس المخرج خوفاً من دخول عالم الكوميديا ولم ترتح إلا بعد فترة طويلة من عرض العمل وسماع ردود أفعال الناس عليه.

الدبس أعلنت أنها بصدد البحث عن مشروع خاص قد يكون الإخراج قد تستطيع معه أن تعتزل التمثيل نهائياً، إذا استمر الوضع الحالي درامياً، مشيرة إلى أن النجومية لم تعنها مطلقاً وأنها تعرضت للحرمان الفني في مرحلة شبابها، حتى أصبحت اليوم قادرة على تحويل الشخصية من ثانوية إلى رئيسية من خلال العمل على تفاصيلها الدقيقة.

كما تحدثت الدبس في حوراها للمختار عن مسلسل "العراب" بالنسخة التي أخرجها المثنى صبح مبينة أن الحلقات الأولى كانت ضعيفة على صعيد التمثيل، إضافة لعدة مشاكل إنتاجية صادفت العمل والنص أدت لعدم نجاحه، معلنة أنها اعتذرت أيضاً عن مسلسل "العراب" للمخرج حاتم علي ومعتبرة أن المسلسلين لم يحققا النجاح المطلوب.

هذا وأشادت الدبس بمسلسل "غداً نلتقي" للمخرج رامي حنا مبينة أن العمل يشبهها كثيراً وحظي على إعجاب الناس رغم أنه لم يُسوق بالشكل الكافي وهذا "إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن المشاهد ذكي ويبحث عن القيمة الفنية".