الفنان قيس الشيخ نجيب ممثل سوري متألق يحقق ذاته وبصمته الخاصمة مع كل عمل جديد يطل به على المشاهدين.

صحيح انه متحدر من عائلة فنية على رأسها المخرج الراحل محمد الشيخ نجيب، ولكن حرص قيس على ألا يكون وريثا للشهرة انما وريثا للموهبة والإرث الفني.

وفي الفترة الراهنة باشر قيس تصوير مسلسل "يا ريت" الذي سيطل به خلال شهر رمضان المقبل ، إلى جانب مكسيم خليل وماغي بو غصن.

عن هذا العمل وغيره من المواضيع ، يتحدث الممثل السوري قيس الشيخ نجيب إلى موقع "الفن في هذا اللقاء الجريء والمميز .

أهلا وسهلا بك عبر موقع الفن.
شكراً جزيلا.


تشارك في مسلسل "يا ريت" الذي يعرض في شهر رمضان المقبل ، أخبرنا بداية عن العناصر الموجودة في النص والتي جذبتك للمشاركة في هذا العمل ؟
الخلطة المقدمة في النص واقعية بحكم وجود عائلات سورية تعيش في لبنان منذ فترة طويلة، وبالتأكيد أصبح هناك إختلاط مع المجتمع اللبناني. وهذا الاختلاط تاريخي بحكم القرب الجغرافي ولكن في ظل الأحداث الأخيرة والحرب القائمة أصبح هناك إختلاط من نوع آخر ، وبالتالي هذا الاختلاط سيفرز نوعاً من العلاقات والتعاطي المختلف ، وهذا ما يتناوله المسلسل ، ولو أن البعد السياسي غير حاضر ولكن تأثير البعد السياسي على الحياة الاجتماعية التي يعاني منها الأفراد والشخصيات بالمجتمعات العربية سواء في سوريا او لبنان.

وماذا عن شخصيتك ؟
شخصيتي في العمل جديدة ومختلفة عليّ بطريقة أو بأخرى شعرت بأن الدور سيشكل إضافة بالنسبة لي ، ومن الأمور التي شجعتني على المشاركة أيضاً الخلطة التي تضم ممثلين رائعين وشركة الانتاج المحترمة التي تقدم أعمالا جيدة وبطريقة جيدة وتظهر الممثل بصورة محترمة، الكاتبة كلوديا مرشليان وهي من أهم الكتاب في لبنان وعندها أعمال مهمة وفيليب مخرج مهم ، وبالتالي كل العناصر مجتمعة تحمل مقومات النجاح والتميز.

هل نستطيع فعلاً من خلال الدراما أن نعكس الصورة الحقيقية لوضع النازحين السوريين ؟
من الصعب جداً أن تعكس هذا الواقع ، حقيقة مهما حاولنا أن نقارب آلام الناس فنحن لا نستطيع.. كل شخص يتألم أكثر من الآخر. وهناك مشكلة في محطات التلفزيون كون محطات الأخبار تعرض مشاهد الحرب والدمار والدم وبالتالي تتوجه الشاشات لتكون البرامج الأخرى التي تعرضها للترفيه والتسلية وليس فقط من أجل إظهار معاناة الناس.


إذا لا نستطيع من خلال الدراما ؟
كلمة نسمعها في جملة بنشرة أخبار من شخص نزح من بلده ويقف على الحدود بإنتظار أحد ما ليقلّه تساوي بنظري أكثر من مئة مسلسل لأن الصدق بالمعاناة الذي نشاهده بنشرات الأخبار لا يمكن أن ينافسه أي عمل درامي. مهما حاولت ان تلامس الناس من خلال الدراما الجميع سيلاحظ أن الواقع أقسى بكثير.

النزوح ساعد عائلات كثيرة في الهرب من الحرب ولكنه أثر أيضاً بطريقة سلبية على لبنان. وبالتالي أليس مطلوباً منكم الحذر في تناول الموضوع لتفادي جرح أو إستفزاز أي طرف من الطرفين؟
نحن لم نتجه نحو التطرف بالعمل ، نتائج الحرب في سوريا لا ذنب للسوريين فيها ولا ذنب للبنانيين. في الحروب التي وقعت في لبنان أكان الاهلية او حرب تموز نزحت مجموعة من اللبنانيين إلى سوريا. وكذلك خلال حرب العراق نزحت مجموعة من العراقيين إلى سوريا .. اما اليوم في ظل الحرب أصبح السوري هو الموجود في كل انحاء العالم هو يدفع ثمن ضريبة حرب ليس له ذنب فيها ، ولبنان ليس له ذنب فيها أيضاً. الآراء العنصرية المتطرفة سواء من هذا الطرف أو ذاك ، نحن لا نعبر عنها في هذا المسلسل ، وفي النهاية انت تتناول الانسان، وترى أمامك إنساناً يتعذب وتحاول ان تساعده أو لا .. الموضوع مرتبط بالإنسانية .

وكم نجح نص العمل في دمج قصص الحب والخيانة مع المأساة الانسانية ؟
الأمور واقعية جداً .. الناس الذين يعيشون هنا يحبون ويعشقون ويخونون. الطبائع البشرية موجودة في كل الناس سواء كانوا نازحين لاجئين أو في السجن.

هل تتمنى أن يكون هذا العمل رسالة إنسانية إلى المعنيين أكثر من كونه مجرد عمل درامي ؟
نحن دخلنا العام الخامس الذي نعاني فيه من الحرب التي تُخاض بكل انواع الأسلحة ، وكل الناس تعرف ذلك وهي تشاهد فقط. العالم كله يشاهد ما نتعرض له. وبالتالي من المؤكد أن مسلسلاً درامياً لن يشكل فرقاً. الناس تشاهد منذ سنوات ما يحدث عبر نشرات الأخبار ولم تحرك ساكناً.

كيف تجد التعاون مع مواطنك مكسيم خليل ؟
أنا ومكسيم سبق وقدمنا أعمالاً معاً في سوريا، وليست المرة الأولى التي نجتمع فيها ، ولكن اليوم نجتمع في مسلسل إجتماعي فيه هذه الخلطة ، نحن صديقان وأتمنى أن نقدم شيئاً جميلاً.

هل تزور سوريا ؟
أقصد سوريا بين الفترة والاخرى ، والدتي في سوريا أذهب لزيارتها وزيارة عائلتي ثم أعود.

هل توجه الممثل السوري إلى الدول العربية للعمل أفقر الدراما السورية ؟
البلد يمر بحالة حرب وبرأيي من الجيد أن الدراما السورية مستمرة ، بالتأكيد الحرب أفقرتها ولكن كل عام لدينا عمل أو عملان سوريان ينفذان خارج سوريا وهما مهمان جداً.

ما مدى تأثير الأزمة على الفنانين إنسانياً في ظل عدم قدرتهم على التعبير عن موقفهم السياسي من الأمور الحاصلة ؟ وهل تعتبر أنه يمكنك تحرير آرائك من خلال الأعمال الدرامية ؟
الامر ليس قمعاً ولكنه متعلق بمدى قدرة رأي الفنان على تغيير الواقع ، أنا وجدت أن رأي الفنان بالحرب القائمة لا يحقق شيئاً.. اذا كنت مع هذا الطرف أو ذاك لن تستطيع إيقاف القتل ، في النهاية فنك هو رأيك وعندما تنتهي الحرب كل من لديه شيء ليقوله سيقوله.

هل يمكن أن تؤثر الأزمة الحاصلة وتشتت الممثلين السوريين في أن تفتح الأبواب أمامك للعمل في الغرب وتحديداً هوليوود ؟
العمل في هوليوود هو حلم قديم وطموح بالنسبة لي ، لا أعرف إذا كان الضمير العالمي صاحياً لهذه الدرجة ، ولكني لا أجده صاحياً إنما نائم.

بعد الأوضاع التي مر ويمر بها العالم العربي ، أين أصبح مركز الانتاج الدرامي العربي ؟
صراحة الثقل الدرامي هو اليوم بين مصر ولبنان ، بعدما كان في الفترة الماضية بين سوريا ومصر.

بعيداً عن "يا ريت" ، ماذا تحضر ؟
لرمضان لدي فقط "يا ريت" ، كانت لدي مجموعة أعمال لكنها تأجلت ، مسلسلي الجديد سيكون لفترة ما بعد رمضان ، وسيكون في الأردن وسنبدأ التصوير في شهر نيسان/أبريل المقبل .

نتمنى لك كل التوفيق.
شكراً جزيلاً.