ممثلة قديرة صاحبة اطلالة مميزة ينتظرها الجميع .

. أدوارها جديدة وتسعى من خلالها إلى الظهور دائماً بصورة متجددة. سنوات طويلة في مجال التمثيل لعبت فيها أدوارا عديدة. إشتهرت بالكوميديا ولكنها برعت في الدراما أيضاً. اطلت أخيرا في مسلسل "قصة حب" وتستعد حالياً لسلسلة أعمال جديدة .

الممثلة ليليان نمري تتحدث لموقع "الفن" عن جديدها وتحتفل معه بيوبيلها الذهبي .

أهلاً بك عبر موقع "الفن".
شكراً جزيلاً.

الجمهور دائماً يترقب إطلالة ليليان النمري الجديدة التي تتأخر أحياناً مدة طويلة. بعد هذه السنوات الطويلة في مجال التمثيل كيف تختار ليليان نمري النصوص والأعمال التي تشارك فيها ؟
هناك أعمال كثيرة أرفضها. البعض يفكر أنني لا أتلقى عروض عمل لأنني أغيب لفترة عن الشاشة. منذ أن بدأت التمثيل حتى اليوم تمر فترة سنتين او 3 سنوات لا أقدم فيها أي عمل ولكن هذا لا يعني أنني لا اتلقى العروض ولكن يكون كل ما عرض علي دون المستوى المطلوب خصوصاً انني احتفل حالياً باليوبيل الذهبي لدخولي مجال التمثيل أي منذ 50 سنة. من هنا ورغم انني اعتبر انه لا يوجد دور كبير أو صغير بل يوجد ممثل صغير أو كبير، الا أنني ارى ان هناك حد أدنى . منذ فترة عرض علي أن أشارك في عمل وأطل فيه بـ 4 مشاهد خلال 30 حلقة، وبالتأكيد لم اوافق.

لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة برأيك، ففي السابق لم تكن الأمور هكذا ؟
السبب يعود لغياب الكتّاب. لا يوجد كتّاب أقوياء ليكتبوا الأعمال الكوميدية أو الأدوار للمخضرمين الكبار. الممثل الذي يعمل في مجال التمثيل منذ عقود عندما يقرأ النصوص الحالية يجد أنها اقل بكثير من الأعمال التي قدمها منذ 30 سنة مثلاً. أنا مشتاقة لتقديم عمل مثل "غدا يوم آخر" للكاتب شكري أنيس فاخوري، "إمرأة من ضياع" ... هذه النصوص القوية التي تشعر فيها بأن كل ممثل هو بطل في هذه القصة. انا لا أنكر ان من يكتب حالياً يقدم أعمالاً جيدة ولكنهم يغيّبون دور الأم والصديقة والجارة..

على من يقع اللوم : الكاتب أو المنتج ؟

اعتقد ان بعض الكتاب يراضون المنتجين بعدم الاكثار من هذه الأدوار . المنتجون يهمهم اليوم المواهب الشابة الصاعدة. يجب أن ندعم هذه الوجوه الشابة وأنا اول من يدعمهم دائماً فوالدتي كانت تقول "كلما حواء عم تخلّف بدو يطلع جيل جديد" .. وأنا اقول "ما حدا بياخد محل حدا ولكن في ناس بدها تكمل الطريق". اليوم لا يوجد مثل عليا نمري، ليلى كرم، لميا فغالي... ولكن هناك من يجب أن يكمل الطريق. لكن للأسف بعد هذا العمر هناك ضعف بالنصوص وبكمية النصوص. من قبل كانوا يستعينون بوجه أو وجهين جديدين في العمل ومعه 30 ممثلاً مخضرماً، وبمصر ما زالوا مستمرين بهذا الموضوع . برأيي هؤلاء المخضرمين الكبار يقوّون العمل وفخر للعمل عندما يعملون فيه ويكبر فيهم المسلسل. لا أعرف السبب خلف هذا التهميش ولكن اذا عددت لك الممثلين المخضرمين الذين يجلسون في بيوتهم "والله حرام". في الماضي كانوا يكتبون للممثل وكنا نقابل المخرج ولم نقابل يوماً المنتج ولم نكن نسمع به أصلاً، كانت كل علاقتنا مع المخرج والكاتب. كان المخرج عندما يطلبك لدور ما يقول لك انه كتب لك. اليوم الكاتب لا يستطيع أن "يمون" ويكتب لممثل واصبح المنتج يقول له "لا علاقة لك بالممثلين". طبعاً أنا لا أعمم الامر على كل المنتجين فهناك بعض المخرجين ما يزال بامكانهم القيام بكاستينغ وفرض رأيهم.

حتى في بعض الاحيان يحصرون الممثل بأدوار معينة ؟
انا أحاول قدر المستطاع ألا أكرر الأدوار التي أقدمها. عندما لعبت دور الخادمة في مسلسل "المعلمة والاستاذ" عرض علي 4 اعمال بدور الخادمة رفضتها. وعندما قدمت دور المرأة القوية في فيلم "West beirut" عرض علي دوران مشابهان ولكن رفضتهما أيضاً. هذا يشكل خسارة لي معنوية ومادية ويعيق ظهوري على الشاشة. غيري قد يقوم بهذا الأمر ويقبل بتكرار الادوار ولا يهمه ولكن أنا لا أقوم بهذا ".

الجمهور لديه الفضول لرؤية ليليان بدور درامي بعيد عن الكوميديا ؟

لعبت الكثير من هذه الأدوار.. المخرجين في لبنان لا يجدونني في الدراما ولا أدري لماذا. أنا قدمت أدوارا درامية مع نجدة أنزور في "رمح النار"، ودوري في مسلسل "الغالبون" وغيره. أنا مع الكاتب شكري أنيس فاخوري لم ألعب الكوميديا الصرف، بل اديت ادوارا بين الدراما والكوميك. اشتقت للعب هذه الأدوار.

حتى النصوص الكوميدية تغيرت صح ؟
نعم في الماضي كانت تعتمد على الموقف وليس "الهز والمسخرة". كان في كوميديا موقف وهذه الكوميديا الأصعب. آخر مشهد لي في قصة حب، الجميع تحدث عن أن دوري كان "مهضوم" كل الحلقات في آخر مشهد والدمعة في عيني أبكى الجميع هذا المشهد. هذا الاداء الجميل الذي يبرز قدرات الفنان وطريقة تعاطيه مع الدور. الفنان الحقيقي يعيش كل حرف يقوله حتى لو كان النص ضعيفاً انت كممثل تقويه. انا سعدت جدا في العمل مع نادين جابر فهي تكتب السهل الممتنع. عندما تقرأ الحوار تحفظه من المرة الاولى وهذا نادرا ما نجده لدى الكتاب.

هل نفهم أن هذه هي العناصر التي شجعتك للمشاركة في مسلسل "قصة حب"؟
كل هذا يساعد بعضه. أي ممثل يشعر بأن المخرج الذي يقف أمامه لا يحبه لا يستطيع ان يعمل من قلبه.

وهل يحبك فيليب أسمر ؟
فيليب هو الذي طلبني لهذا الدور وهو الذي لم يأت بأحد غيري لهذا الدور. سأكون صريحة أنا عندما أخذت الدور حزنت لأن دوري بهذا الحجم ولم أكن أعرف أنني سأطل في كل الحلقات، ولكن عندما يكون لديك 80 مشهداً في 30 حلقة تجده قليلا وتحزن. ولكن أنا كنت ارغب كثيرا في العمل مع فيليب لأن العمل مع المخرج الجديد يجدد روح الممثل، وكنت ارغب أيضا ان اقدم عملاً من نص نادين جابر وأن اعود للعمل مع شركة "اونلاين برودكشن" بعد غياب 12 سنة . بالاضافة غلى انني أحببت "كاتيا" كثيراً. صحيح انها قريبة من دور "روزيتا" التي كانت فضولية أكثر، ولكن فضول كاتيا كان مبرراً. كاتيا هي كأي شخصية موجودة بالمجتمع وفي "كتير متل كاتيا بالمجتمع وموجود بكل شركة".

نتحدث اليوم كثيراً عن الخلطات العربية والأعمال المشتركة. ما رأيك بها ؟

الخلطة العربية يقومون بها من أجل الوصول إلى الفضائيات. منذ 20 سنة بدأنا نسمع بالاستعانة بممثلين عرب للوصول إلى الفضائيات. ورغم ذلك هناك بعض المنتجين الذين لم يدخلوا في هذه الموجة ويؤمنون كثيراً بالانتاج المحلي. الاعمال المشتركة ليست خطأ وهي موجودة منذ فترة وليست ظاهرة جديدة.

ولكن الا يؤدي ذلك إلى إستبعاد ممثلين لبنانيين ؟
شارك في مسلسل "قصة حب" نحو 50 ممثلا. وفي اعمال اخرى يصل عدد الممثلين فيها إلى 100 ممثل كاعمال الصباح ومفيد الرفاعي. المؤسف في الموضوع أنهم يتعاونون مع الاسماء نفسها حتى لو لم تترك هذه الاسماء أية بصمة في العمل. للأسف نشاهد بعض الأعمال الرمضانية مثلا تشارك فيها نفس الوجوه وهذا ما يؤدي إلى جلوس بعض الممثلين في بيوتهم. يجب أن يغيّروا الوجوه. بصراحة أنا لا ألوم بعض المنتجين الذين اعتادوا على العمل مع فنانين محددين تفادياً لوجع الراس.

وربما يكون الاتفاق المبرم بينهما على اكثر من عمل ؟
هذا أمر آخر .. "نيالهم " . منذ سنوات عندما شن البعض هجوما على المنتج مروان حداد لأنه يحتكر بعض الممثلين، أنا لم أكن ضد عقد الاحتكار.. انا ضده عندما يوقع معي المنتج عقدا من هذا النوع أجلس في المنزل ولكنني معه عندما أوقعه وينتج لي عملين أو أكثر في العام. بكل بلاد اوروبا يوجد احتكار .

ماذا تحضرين في الفترة المقبلة ؟
لدي مسلسل لا استطيع الخوض في تفاصيله. في السينما قريباً سيطرح فيلم "بينغو". ولكن الاهتمام الكبير هو بمسرحيتي التي أؤجلها منذ 3 سنوات وللمرة الأولى سأقول عبر "الفن" أنني لن اعمل بعد الآن في المسرح الا اذا كان دوري مهما من الناحية المعنوية بالاضافة إلى أن لا يكون حقي المادي مهدوراً. كل سنة سأقدم مسرحية جديدة. اشعر بكل تواضع أن قسما كبيرا من الجمهور يأتي لمشاهدتي.

أية تجربة جعلتك تتخذين هذا القرار ؟

كل تجاربي المسرحية لأن الجميع عندما يصل عند ليليان نمري يصبح فقيراً .. ولأكون عادلة الشخص الوحيد الذي عملت معه واعطاني حقي المادي والمعنوي كان طوني ابو جودة بلبنان والخارج . لا يمكنك الا تعشق طوني عندما يتعامل معك بهذه الطريقة ويكون يعرف قيمتك .. انا لن اعمل مجددا مع أشخاص وفي اماكن لا تعرف قيمتي.

ما هي تفاصيل عملك التمثيلي ؟
"نحيفة" هي مسرحية تمثيلية برعاية وزارة الثقافة. المسرحية فيها رسائل كثيرة. تتضمن الكوميديا والدراما والمواقف الانسانية. العمل أعجب الوزارة والأمن العام. لقد استغرق كتابة العمل 3 سنوات واتمنى أن احقق حلمي بهذا العمل. المسرحية من كتابتي وتحضيري ولكن الاستاذ عبيدو باشا سيشرف عليها. العمل سيبدأ في 8 آذار 2016 على مسرح مترو المدينة في الحمرا. على أمل ان يكون هناك جولة في الصيف على الضيع والمناطق اللبنانية.

وكيف كانت رعاية وزارة الثقافة ؟
لقد طلبتُ الرعاية منذ سنوات ولكنهم تأخروا في الرد لأن الوزير آنذاك كان بالوكالة. وأتت الموافقة العام الماضي. وهنا اسمح لي أن اشكر الوزير والعاملين في الوزارة لانهم وافقوا على ان أؤجل العمل إلى هذا العام. عندما اتت الموافقة كنت قد بدأت مسرحية "ايامك يا بطل". وأنا سعيت للحصول على رعاية وزارة الثقافة لأني كنت اتمنى ان تكون الاوضاع أفضل في العالم العربي لتتسنى لي الفرصة لتمثيل لبنان في الخارج.

وماذا عن فيلم "بينغو" ؟
بداية وافقت على المشاركة في الفيلم لأنني اشتقت للعمل مع المخرج ايلي حبيب الذي لم اعمل معه منذ العام 2006. العمل معه متعب ولكنه مخرج رائع ومبدع وفنان. بالاضافة إلى شخصية "إم فارس" كتير مهضومة في الفيلم هي العنصر النسائي الوحيد بالحي. "كل يلي بالفيلم بحبهن كتير" ... بالاضافة إلى انها المرة الاولى التي اعمل فيها مع شركة "ايغل فيلمز". لهذا رغبت خوض هذه التجربة.

كيف تصفين التعاون مع فريق العمل ؟
التعامل كان رائعاً وكنا بالفعل عائلة واحدة. لقد أحببت العمل والأجواء كثيراً .. فؤاد ومحمد وزينة وأبو طلال كلهم "بعقدوا" .. اظن العمل سيحدث ضجة لأنه "لايت كوميدي عائلي"، كل العائلة يمكنها مشاهدته وهو قريب جداً للقلب وفي الكثير من الطرافة. وهنا اسمح لي أن اقول إن نص كلود صليبا سهل ويشعر الممثل براحة كبيرة وسعادة.


ذكرتِ أنك تحتفلين هذا العام باليوبيل الذهبي. كيف تشعرين اليوم بعد هذه المسيرة الطويلة ؟
تخلل هذه السنوات بكاء وفرح وكذب .. في كل المجالات توجد هذه الأمور ولكن الامور تتغير عندما تكون قوياً وتستطيع اكمال الطريق. انا مررت بسنوات كثيرة فكرت فيها بالاعتزال ولكن كان لدي هدف واحد هو ان اكمل طريق أبي الذي لم يستطع أن يكمل وطلب مني أنا ان اكمله. أبي الذي حارب وكان ضعيفا لم يستطع ان يواجه المحاربة. انا لم اقل يوما أنني محاربة من أحد لأنني لم اتعرض لنملة بحياتي.

لماذا لم تجمع ليليان ثروة كالتي نجدها في أرصدة الفنانين اليوم ؟
لان الممثل الذي يقدم كل سنتين عملا واحدا عندما يتقاضى أجره عليه ان يسدد ديونه. أنا بالنسبة لي أقول دائماً " الله لا يعوزني لحدا ويخليني بصحتي". بالطبع انزعج من الامر فأنا قد تمر سنة أو أكثر لا استطيع فيها ان اسدد ثمن التأمين الصحي وأصلّي كي لا أمرض ولكن لا اندم انني رفضت عملاً ما.

في الختام ليليان نتمنى لك كل التوفيق والنجاح في اعمالك المقبلة.
شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء.