هل فكر أحدنا أن هواء بيته الداخلي يمكن أن يكون ملوثاً بموادّ سامّة ناتجة عما يستخدمه لتلطيف جوّه؟!!
هذا ما كشفته أبحاث الكلية الملكية للأطباء، والكلية الملكية لطب الأطفال في المملكة المتحدة، وحذرت منه، لأن أغلب الناس جاهلون لحقيقة تلوث هواء منازلهم بمركبات يشترونها بأنفسهم كونها مرتبطة في أذهانهم بفكرة النظافة والرائحة الطيبة إن تهافتنا إلى توفير استهلاك الطاقة، والمسارعة إلى عزل بيوتنا وممتلكاتنا بتثبيت النوافذ التي لا تفتح، يساهم في محاصرة السحابة السامة.


حيث أظهر تقريرٌ بعنوان "كل نفس نتنفّسه" أن 40000 من سكان بريطانيا يموتون سنوياً لأسبابٍ عائدة إلى تلوث الهواء خارج وداخل المنزل، وبحسب التقرير فإن 99000 من الوفيات سنوياً في أوربا عائدةٌ إلى تلوث الهواء الداخلي للمنازل.


ويشير التقرير إلى أن المنتجات اليومية للمطبخ وغلايات الماء السيئة، والحرائق المفتوحة، والبخّاخات” fly spray”، ومعطرات الهواء ومزيلات العرق ومنتجات التنظيف تساهم في سوء نوعية الهواء في الأماكن المغلقة.
وغالباً ما تُستخدم في البخّاخات المنزلية المواد الكيميائية المعروفة باسم المركبات العضوية المتطايرة، والتي تبدأ على شكل مواد صلبة أو سوائل لكن تتبخر بسهولة في الهواء.


كما وجدت الأبحاث التي أجريت مؤخراً في نيويورك، آثار مستويات من المركبات العضوية المتطايرة تسمى الليمونين، والذي يستخدم بكثافة في معطرات الجو والشموع المعطرة، لإعطاء رائحة الليمون والحمضيات.
مؤكّدةً أنه الخطورة بمكان أن تُستنشَق تلك المركبات، والتي يمكن أن تتحوّل إلى مادة – الفورمالديهايد – وهي مادة مسرطنة تحرق العيون وتهيج الجلد، وتحرّض نوبات السعال والغثيان، وكذلك سرطانات الأنف والحنجرة – عندما تختلط بعناصر الهواء الأخرى.


وفي الوقت نفسه، يمكن لبعض الأثاث والنسيج والمفروشات والغراء ومواد العزل أن تبعث بخار الفورمالديهايد، مما يتسبب بتهيج الرئتين.


كما أن المواد البيولوجية الموجودة في المنزل، مثل العث وغبار المنزل والعفن ووبر الحيوانات – البقع من الجلد والفرو – يمكن أيضا أن تضرّ بصحة الإنسان.
ويحذر التقرير من أنه في حين أن الأطفال الصغار وكبار السن يعانون من حساسيّة بشكل خاص لتلوث الهواء، فمن الممكن أن يكون له تأثير سلبي على جميع الفئات العمرية.