بعد سنوات من العمل بمجال الفن أصبحت حورية من أبرز نجمات مصر والعالم العربي، فلقد حققت نجاحاً كبيراً وشهرة واسعة وأُسندت لها البطولات الجماعية والمُطلقة، وعلى الرغم من ذلك فلم تسلم من شائعات وهجوم الكثير من الناس مُنذ بداية ظهورها في الفن ولكنها تتجاهل دائما كل ما يُقال عنها وإن ردت يكون أسلوبها راقياً ومُحترماً.

في حديثها لـ"الفن" ترد على شائعة تجميل أنفها، وتتحدث عن فيلمها الجديد مع المُخرج يسري نصر الله، وعن رؤيتها لنفسها وطموحاتها والعالمية والحسد والإغراء والحظ والكثير من الأشياء والمُفاجآت التي تكشفها في هذا اللقاء .

في البداية نُرحب بكِ عبر موقع "الفن"؟

أهلاً وسهلاً بكم وتحياتي للجميع.

كيف تُقيّمين تجربة مُسلسل "ساحرة الجنوب"؟

أعتز بهذه التجربة للغاية حيث وصلتني عنها ردود أفعال إيجابية للغاية، وهذا العمل تيمة جديدة في الوطن العربي، وعلى الرغم من أنني واجهت صعوبات كثيرة في تصوير مشاهدي في العمل إلا أنني نسيت كل ما تعرضت له بعدما لمست نجاح العمل ، وقريباً سوف نبدأ في تصوير الجزء الثالث من العمل.

وماذا بخصوص فيلم "آخر رومانسي بنفسجي" مع المُخرج يسري نصرالله؟

عقدت جلسات عديدة مع المُخرج يسري نصر الله للإتفاق معه على تفاصيل الشخصية والدور الذي أُقدمه، والحقيقة أن العمل مميز للغاية ولكنه صعب وهذا ما أفضله في عملي في الفن حيث الأدوار المُركبة التي تُخرج قدراتي وطاقاتي الفنية، ومن المُفترض أن يتم تصويره بمصر ولندن، ولكن لا أعرف سبب التوقف فنحن لم نبدأ تصوير العمل إلى الآن.

هل تحلمين بالعالمية؟

للعالمية مفاهيم كثيرة وأشكال متنوعة، ولكنني لم أسعَ إليها ولكن إن جاءتني فرصة للعمل في أعمال أجنبية فلا أُعارض ذلك وهذا يتوقف على الدور الذي أُقدمه، خصوصاً أنني أُجيد الحديث باللغتين الإنكليزية والفرنسية وموضوع اللغة ليس عائقاً بالنسبة لي، ولكن أفضل أشكال العالمية أن يصل الفنان للعالم كله ويخترق الحدود من خلال عمله بدولته وأعماله المحلية.

وما ردك على من أشاعوا أنكِ قمت بعملية تجميل خلال الفترة الأخيرة في أنفك؟

تحدثت عن هذا الأمر وقمت بتوضيح الرؤية للناس ولكن لا أعرف لماذا يأخذ الموضوع أكبر من حجمه؟ كما أنني لم أقم بأي عمليات تجميل وما قمت به هو إصلاح لخطأ أطباء بسبب كسر تعرضت له مُنذ فترة في أنفي، كما أن الناس تجاهلت أنني حصلت على لقب ملكة جمال مصر فلماذا أقوم الآن بعملية تجميل ؟ فهذا غير منطقي، ومع أنني لست ضد عمليات التجميل إلا أنني لم أقم بأي عملية تجميلية.

وما نوعية الشخصيات التي تجذبك في العمل الفني؟

تجذبني الشخصيات المُركبة التي تحتوي على مشاعر وعوامل نفسية، وأحب الشخصيات الصعبة التي تعتمد على إخراج طاقات الفنان، وهذا مُهم بالنسبة لي على الرغم من الصعوبات التي أتعرض لها بسبب هذه الشخصيات ولكن هي المقياس الحقيقي لموهبة الفنان، وأهم شيء هو تحقيق مُعادلة الإختلاف بحيث لا يكون أي دور مُتشابه مع الآخر وهذا ما أعتمد عليه مُنذ بداية عملي في الفن.

وماذا يُمثل لكِ الحسد؟

الحسد شيء موجود بالفعل في حياتنا الطبيعية وأنا مؤمنة به للغاية، هذا إلى جانب أنني مُنعزلة عن الناس بعض الشيء وليس لي صداقات في الوسط الفني بل علاقتي بالجميع علاقة عمل فقط، ولكنني أخاف من الحسد.

رغم تكاسل الكثير من نجمات جيل ومن قبلك أيضاً، إلا أن الفترة الأخيرة في السينما شهدت إنتشارك في أعمال سينمائية عديدة، فما السبب؟

لم أكن أسعَ للإنتشار لأنه ليس مبدئياً في العمل من البداية وأنتقي أدواري بشكل جيد، ولكني كنت أسعى للإجتهاد في عملي لتحقيق النجاح، فالكسل لن يُفيدني في شيء بل سيضُرني خصوصاً أنني ما زلت أسعى للمُشاركة في الكثير من الأعمال من أجل أداء أدوار مُختلفة وتجارب جديدة في المجال الفني حتى أنه مرت عليّ فترة مُعينة لم أستطع الحصول على أجازات بسبب إرتباطي بأعمال سينمائية ودرامية في وقت واحد، ولكنني كُنت مُستمتعة للغاية وأنا أُحقق ذاتي.

ولكن أغلب أعمالك الفنية التي شهدت بدايتك كانت مُثيرة للجدل، حيث "المُثيرة" في "كلمني شكرا" و "الراقصة" في "القشاش" وغيرها من الأدوار، فلماذا الإتجاه لهذه الأعمال والتحول بعد ذلك؟

لا أراها مُثيرة للجدل ولكنها كانت تجسيداً لشخصيات حقيقية موجودة بالفعل في الواقع، ومع ذلك فأنا نادمة على بعض تجاربي ولكنني كُنت في بداية مشواري الفني ولم اكن أمتلك الخبرة الكافية، ولكننا نتعلم من الحياة خصوصاً أنني أُحاسب نفسي وأُصحح من مساري بسرعة، لاسيما وأنني حينما قدمت دور "راقصة" في فيلم "القشاش" لم أرتدِ بدلة رقص ولم تكن هُناك أي مشاهد خادشة.

إنطلاقاً من هذه الأدوار، فقد تم تصنيفك ضمن دائرة الإغراء ، فما ردك؟

حقيقة لا أقبل فكرة التصنيفات خصوصاً أنه ليست كل أدواري في هذه المنطقة، فلقد قدمت مُسلسل "من دون ذكر أسماء" ولم يحمل أي مشاهد إغراء بل إنني جسدت دور فتاة شعبية، وكذلك في "ساحرة الجنوب" وأعمال أخرى ، وبالنسبة لي أعتبر التصنيف قاتلاً لأي فنان ولا أقبله، كما أن كل المشاهد التي قالوا عنها إنها في سياق الإغراء كانت لمُبررات درامية ومؤثرة في مضمون الأعمال التي شاركت فيها وليس لمُجرد إثارة مفاتن وغرائز الجمهور لأنني لا أقبل ذلك الشيء على الإطلاق.

معروف عن نظرة المُخرجين المصريين أنها سطحية، فلو أدت فنانة مُعينة دوراً ونجحت فيه يتم حصرها في هذه المنطقة، فهل تتفقين معي في هذا الأمر؟

هذا الأمر موجود بالفعل لدى بعض المُخرجين وليس كُلهم، ولكن الفنان الذكي هو الذي يستطيع إخراج نفسه من هذه الدائرة حتى لا يُكرر أدواره، وهذا ما كُنت أُركز عليه، حيث رفضت أدواراً سينمائية عديدة وجدت أنها مُتشابهة مع أعمال أخرى قدمتها ولن تُضيف لرصيدي الفني شيئاً، ولكن الفكرة في أن بعض الفئات من الجمهور تنظر للفنان بطريقة سطحية بعض الشيء من دون تحليل صحيح لما يؤديه من أدوار بشكل منطقي.

وهل تعتبرين حياتك الخاصة خطاً أحمر؟

حياتي كتاب مفتوح أمام الجميع وليس لدي أسرار أُخفيها عن الناس، فأنا أتعامل بعفوية شديدة مع كل الناس وبطبيعتي ولم أنظر لنفسي على أنني فنانة حتى إنني قلت من قبل إن خطيبي فسخ خطوبته بي بسبب فيلم "كلمني شكراً" بعدما شاهده معي في السينما في عرضه الخاص مُنذ سنوات، ولكن كل إنسان له خصوصياته التي يجب أن يتم إحترامها من كل الناس.

وهل لديكِ قصص حب فاشلة غير هذه القصة التي ذكرتها؟

لا أُنكر أنني مررت بأكثر من قصة حُب لم تُكلل بالزواج وإعتبرت أنني غير محظوظة في هذا الأمر، ولكن نصيبي سيأتي وأنا مؤمنة بهذا.

هل تعملين في الفن بمبدأ التمرد بحيث التعمق في إختيار أدوار لا تتشابه مع بعضها البعض؟

كما ذكرت لك فالإختلاف هو أهم شيء بالنسبة لي في إختياري لأدواري لأن الجمهور يُصاب بالملل في بعض الأحيان حينما يرى فناناً مُتكرراً في الكثير من الأدوار وفي النهاية يكون مصيره الفشل، وفي النهاية لا بد من وجود التمرد لدى الفنان وعدم قبول أي أعمال فنية مُتشابهة مع بعضها البعض كي يصل للنجاح، وأشعر بالمُتعة في أداء أدواري حينما أؤدي شخصيات مُختلفة عن شخصيتي الحقيقة.

هل تؤمنين بالحظ؟

أنا مؤمنة بالنصيب في المقام الأول، ولكن الحمد لله الحظ لعب دوراً في قبول الجمهور لي ومُشاركتي في أعمال كثيرة مُهمة جعلت الفرص والأبواب تتفتح امامي من خلال موهبتي في التمثيل التي كانت سبباً في مُشاركاتي في كل أعمالي الفنية.

وفي النهاية ، ماذا عن طموحاتك الفنية؟

أتمنى أن أقدم كافة الأدوار وأن أصل لما أريده من النجاح، حيث أن بداخلي طاقات مليئة بالحب والشغف تجاه الفن أتمنى أن أُفرغها في ما يخدم الجمهور ويعجبهم.