هي واحدة من نجمات الفن المصري وحققت شهرة كبيرة في الوطن العربي من خلال عدد من الأعمال المتنوعة بين السينما والدراما ، فهي لا تخجل من المُشاركة في أعمال بطولة جماعية شرط أن يكون العمل مميزاً ، وفي الوقت نفسه تؤكد على أهمية الرسائل المُجتمعية للأعمال الفنية ودور الفن في إسعاد الجمهور.

هي الممثلة داليا البحيري التي تتحدث لـ"الفن" عن تحضيرها لجزء ثانٍ من مُسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي" وعن علاقتها بإبنتها والنجاح والغضب والثقة وموقفها من تقديم سيرة حياة الفنانين على الشاشة وأشياء أخرى كثيرة في اللقاء الآتي .

بداية.. نرحب بكِ عبر موقع "الفن"؟
أهلاً وسهلاً بكم.

هل بدأتِ في التحضير للجزء الثاني من مُسلسل "يوميات زوجة مفروسة أوي"؟
بالطبع بدأت في التحضير للعمل وسوف نبدأ في تصويره خلال أيام قليلة تمهيدا لعرضه في موسم رمضان المُقبل، حيث سيُشارك في بطولة العمل نفس فريق الجزء الأول إلى جانب بعض العناصر الجديدة، والقصة نفسها ستكون بشكل كوميدي ولكن مع أحداث جديدة ومناقشة موضوعات إجتماعية مُختلفة عما جاء في الجزء الأول.

وما الذي جذبك لتقديم جزء جديد من العمل؟
أولا النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من العمل في رمضان الماضي، كما أنني في الأساس مُتحمسة لتقديم أعمال كوميدية للتخفيف عن المواطن المصري والشعوب العربية بعد جرعة النكد العالية التي شهدناها مؤخرا بسبب صعوبة الأحداث السياسية، هذا إلى جانب أن فكرة تقديم "الزوجة المفروسة" جذبتني للغاية مُنذ أن قرأت الجزء الأول من العمل قبل أن أبدأ تصويره ، وهُناك موضوعات كثيرة تستحق التقديم وهذا ما سيكون في الجزء الثاني من العمل.

وهل نجاح الجزء الأول والذي عُرض في رمضان الماضي كان له تأثير في قبول فكرة تقديم جزء ثانٍ؟
بالتأكيد ، نجاح الجزء الأول من العمل كان له دفعة معنوية كبيرة في قبول فكرة تقديم جزء جديد من العمل، ولكن حينما قرأت سيناريو الجزء الثاني من العمل وجدته مميزاً للغاية ومُختلفاً بكل تفاصيله عن الجزء الأول.

ولكن ما سر الإبتعاد عن تقديم أعمال سينمائية جديدة مُنذ سنوات؟
ليس هُناك أسباب سوى التي تسير على جميع الناس، فالسينما نفسها غائبة وأوضاعها صعبة للغاية بعد ثورة يناير، وعلى الرغم من أنها بدأت بالعودة من خلال بعض الأفلام الهادفة التي عُرضت مؤخراً ، إلا أنني في الأساس أحتاج لنص مميز ومُختلف لتقديمه للجمهور، والموضوع بالنسبة لي ليس مُجرد تواجد من أجل أن أقول أنني قدمت سينما، وفي الوقت نفسه كانت هُناك سيناريوهات كثيرة تُقدم لي خلال الفترة الماضية ولكنني كنت أعتذر عنها لعدم إقتناعي بها ولم أجد فيها ما سيُضيف لي.

على الرغم من ولادة الأفلام الشعبية منذ سنوات إلا أنها ما زالت بين القبول والرفض ، فما موقفك منها؟
الفكرة نفسها ليست في الأفلام الشعبية بل في المضمون نفسه الذي يتم تقديمه لأنني لست ضد وجود نوعيات كثيرة من السينما في مصر فهذا مفيد للجمهور، ولكن موقفي من أي فيلم يتحدد بناءً على مضمونه وقصته ورسالته للمُجتمع، ولكن هُناك ما يُسمى بأفلام المقاولات والتي يتم تقديمها من أجل تحقيق إيرادات والإستعانة بعناصر جذب للجمهور تكون لا قيمة لها فهذا ما أرفضه ولا أستطيع تقديمه.

وماذا يُمثل لكِ النجاح؟
النجاح هو الدافع نحو الإستمرار في العمل وهو نابع من الطموح والأمل والتفاؤل، وأعتقد أن كل الناس يسعون لتحقيق النجاح، ولكن بالنسبة لي أرى أن أهمية النجاح في تحقيق نجاح جديد في كل مرة يشعر بها الفنان بنجاحه وإمكانية الربط بين كل خطوة وأخرى بشكل ناجح، كما أن للنجاح صوراً كثيرة قد تتمثل في فنان يُقدم الكوميديا ويُضحك الجمهور وقد تتمثل في أفلام تُبكي الجمهور ولكن توصل له رسالة مُجتمعية هادفة.

وهل أنتِ ضد إستعانة الدراما المصرية بفنانين عرب؟
لا.. لست ضدها وهُناك مثل يقول "السياسة فرقت الشعوب والفن جمعهم"، وأري أنه شيء جيد أن تكون هُناك أعمال فنية تجمع بين نجوم من دول مُختلفة كي نربط الثقافات ببعضها البعض وتُساهم في نقل الخبرات بين الفنانين.

متى قد تتنازلين عن تقديم البطولة المُطلقة؟
من قال إنني لا أتنازل عنها؟..فهذا الكلام غير صحيح ولا مانع لدي من المُشاركة بأعمال بطولة جماعية، فعوامل إختياري لأدواري تكمن في أهمية وجودة السيناريو في المقام الأول وليس إن كان بطولة مُطلقة أو جماعية، فالسيناريو المميز هو الأساس بالنسبة لي.

هل تسعين للمُشاركة بأعمال فنية عالمية؟
لا أسعى إليها ولم أفكر في الأمر بهذه الطريقة بل إنني أهتم بتقديم اعمال مميزة لجمهوري، ولكن إن جاءت فرصة مميزة للمشاركة في فيلم أو مسلسل عالمي فما الذي يمنعني؟

إلي أي مدى يصل بكِ غضبك؟
أحاول أن أمتلك غضبي في كثير من الأمور، وفي بعض الأوقات أشعر بالرغبة في الإبتعاد عن الناس والجلوس بمفردي من أجل التفكير في بعض الأمور.

برأيك هل الفنان ناقد على نفسه؟
بصراحة أنا ضد فكرة نقد الفنان لنفسه أو تقييم مشواره ومثل هذه الأمور لأننا كفنانين نقدم أعمالنا الفنية للجمهور وليس لنا، وفي النهاية النجاح شيء من عند الله وكما قلت لك أنه يكون على أشكال كثيرة، لاسيما وأنني أكون حريصة على متابعة ردود افعال أعمال كي أتعرف على نسبة نجاح العمل، وأحب النقد البناء الذي يعتمد في أساسه على دراسة ومبادئ وليس التجريح والتشهير.

الثقة في الناس أصبحت مُنعدمة لدى كثيرين ، فماذا عنكِ؟
ليست منعدمة بالنسبة لي بل أضع مسافة بين من أتعامل معهم ، فلا أعطي الثقة كاملة ولا أقوم بتخوين أحد، فأنا أفترض حُسن النية لحين أن يُثبت العكس.

وما سر تمسكك بتقديم سيرة حياة الملكة الفرعونية نفرتيتي؟
لأنها السيرة الوحيدة التي أقبل تقديمها وأرفض نوعية أعمال السيرة الذاتية ولا أتحمس لتقديمها على الإطلاق.

ولماذا ترفضين تقديم سيرة حياة فنانة على الشاشة؟
أرفض تقديم سيرة حياة أي فنان على الشاشة لأن هناك تفاصيل كثيرة لم تظهر لنا من حياتهم، كما ان الامر نفسه صعب على المُمثل أن يؤدي سيرة حياة شخصية معروفة ويعرفها الجمهور لأنه سيصطدم بالنهاية في الفشل من خلال مُقارنة الجمهور بين الشخصية الاصلية والتي يتم تقديمها في العمل الفني.

ننتقل للحديث عن علاقتك بإبنتك "قسمت" والتي تقولين لها "كيمي" فماذا عنها؟
هي كل حياتي ومصدر سعادة بالنسبة لي، وأتعامل معها في أوقات كثيرة من مُنطلق الصداقة حتى أكون قريبة منها ولكن هناك أموراً تُحتم عليّ أن أُطبق شخصية الأم، وأهتم للغاية بتقويمها وتنبيهها إلى السلوكيات الخاطئة حتى لا تقوم بها، وفي الكثير من الأحيان أتحوّل لطفلة وأتعامل معها بنفس أسلوب الأطفال حينما نُقرر اللعب أو التسلية في المنزل.

على الرغم من صِغر سن إبنتك إلا أنها بالتأكيد تُشاهد أعمالك الفنية ، فما ردة فعلها؟
(ضاحكة) سوف تستغرب إن قُلت لك أنها طيلة الفترة الماضية لم تكن على علم بأنني فنانة وأظهر في التلفزيون والسينما، ولكنها بدأت تتعرف على الأمر مُنذ وقت قصير من خلال أصدقائها في المدرسة.

وفي النهاية ، متى تشعرين بالأمان؟
حينما أتقرب من الله سبحانه وتعالى أشعر بأمان غير عادي، فأنا أعتبره مصدراً للسعادة والراحة والطمأنينة، كما أنني حينما أنظر في وجه إبنتي أشعر بأمان وسعادة غير عادية.