تشكل مسيرة الفنانة نانسي عجرم حالة إستثنائية ونموذجية في عالم الأضواء والغناء.

فهي مثال لكل فنان معاصر اجتهد وثابر من أجل تحقيق النجاح والاستمرارية. فسارت نانسي بخطى ثابتة ومدروسة منذ انطلاقتها المدوية مع ألبوم "يا سلام" وحتى اليوم. ونجحت في أن تكون نجمة غناء تواكب من خلال فنها مراحل حياتها الشخصية أيضاً.

ومن أبرز عوامل نجاح نانسي هو ايجادها التوقيت المناسب لكل ما تقوم به. فعرفت متى تصور اعمالها الغنائية، متى وكيف تروّج لألبوماتها، متى تغنّي للأطفال ومتى تنضم إلى لجان التحكيم في برامج الهواة...كل خطوة قامت بها نانسي كانت تدفعها نحو الأمام وتكرسها كإحدى أنجح وأهم الفنانات في لبنان والعالم العربي.

لاحطنا في الفترة الاخيرة، تغيراً كبيراً في هوية نانسي عجرم، وظهر ذلك جلياً في اطلالاتها الأخيرة. كيف ؟ وقع إطلالة نانسي أخيراً في ستار أكاديمي وديو المشاهير لم يكن أبداً كباقي اطلالاتها : أناقة ملفتة جداً مزجت فيها بين براءة نانسي المعهودة وشقاوتها من تركيز إضافي على صورة المرأة التي بداخلها.

حتى غناء نانسي على المسرح ، أصبح ناضجاً أكثر من ناحية الاداء والصوت. نانسي لم تعد الفنانة الطفلة الـ "cute" التي تغني للأطفال فقط، انما أصبحت سيدة غناء تقف على المسرح بثقة كبيرة جداً . وربما هذا النضوج هو نتيجة جلوسها على كرسي التحكيم في برنامج أراب آيدول ومشاركتها في اكتشاف أهم مواهب العالم العربي .

مشاركة نانسي للمرة الأولى في "ديو المشاهير" كانت مميزة أيضاً . فمن راهن على تعثر نانسي في الغناء مع نجوم البرنامج كان على موعد مع "ضربة قاضية" وجهتها نانسي لكل من لا يزال يحاول التشكيك بموهبتها أو بقدراتها أو بمسيرتها الفنية .

فخبرة نانسي عجرم وإحترافها جعلاها تمتلك المسرح. غنت نانسي من دون أن تتأثر بالطبقات والنشاز الذي يحيط بها وبقيت متمكنة تتحرك براحة كبيرة، تضحك تبتسم وتتواصل مع الجمهور من دون أن تضيع في الغناء. فحافظت نانسي على الايقاع وعلى الغناء الصحيح.

وبالفعل كانت هذه الاطلالة ضربة قاضية لكل المشككين الذين يحاولون الإصطياد بالماء العكر كلما خطت نانسي خطوة جديدة في مسيرتها الفنية.

ولتكتمل الصورة، تأتي إطلالة نانسي في برنامج "ذا فويس كيدز" التي وبشهادة الجميع هي اطلالة موفقة تميّزت بالعفوية والبراءة والأحاسيس.

فنانسي التي لم تعرف يوماً ان تقسو على المواهب الكبيرة في أراب أيدول، نجدها اليوم ، وبخبرتها كأم لطفلتين، تجيد تماماً التعامل مع الاطفال وتحسن إنتقاء كلماتها التي تمدح فيها الأصوات الجميلة وتواسي فيها المواهب التي لم يحالفها الحظ.

أما فنياً فقد بدت نانسي أكثر إرتياحاً في تقييمها للمواهب فهي وضعت بعض المعايير المناسبة لتحكم من خلالها على الأصوات المشاركة، كالمحافظة على الايقاع والمقام، قدرات الصوت في القرار والجواب، بالاضافة إلى التنويع في الألوان الغنائية. فكانت نانسي ورقة رابحة في هذا البرنامج.


حتى أغنية "معقول الغرام" التي طرحتها نانسي أخيراً كانت جديدة عليها واستطاعت من خلالها ان تتصدر ترتيب الأغاني لأسابيع عديدة.

نانسي عجرم اليوم في مرحلة انتقالية ترسم بخطواتها استمراريتها وتحفر مسيرتها الفنية في ذاكرة الناس الذين سيتحدثون في العقود المقبلة وفي المستقبل عن "زمن نانسي عجرم" في عالم الغناء.