على هامش مشاركته للمرة الثانية ضمن فعاليات مهرجان ربيع سوق واقف، الذي تنظمه إذاعة صوت الريان، عقد الفنان السوداني الكبير د.

صلاح بن البادية مؤتمراً صحافياً في فندق دابليو، وذلك تحت إدارة الإعلامي فواز مزهر.

تحدث بن البادية خلال المؤتمر عن سعادته بالمشاركة في إحياء الليلة السودانية في المهرجان وبهذا اللقاء الفني الكبير، وأشار إلى أنه سيقدم خلالها خليطاً من الأغنيات ليستمتع الجمهور بها، وأنه على الفنان أن يراقب ردة فعل جمهوره ومدى حماسته وتفاعله ليمنحه ما يسعده. ووصف المهرجان بالاحتفال القائم مقام دول، وتمنّى لو أن أحد الرؤساء أو الوزراء العرب يتبنّى هذا المشروع ويجمع الفنانين معاً ليتعرّف الفنانون على ثقافة بعضهم البعض، إذ أن معظم الفنانين السودانيين لا يعلمون شيئاً عن زملائهم العرب. وأضاف: "لدي هاجس بعقد مؤتمر غنائي عربي يجمع الفنانين العرب ليتعرّف الجمهور في كل مكان عليهم جميعاً".

وتطرّق "الملك" إلى الحديث عن تعاونه مع الفنان الكبير عبادي الجوهر من خلال أوبريت "مليك القلوب" التي جمعته مع نخبة من النجوم وكانت عبارة عن نشيد للملك فيصل، ولفت إلى أن مشاركته في هذا العمل كانت من حسن حظه.

وعن غياب اجتهاد الفنانين السودانيين في نشر أعمالهم في بلاد الشام، اعتبر إبن البادية أن سرعة الأداء لدى الفنانين السودانيين تجعل الأمر صعباً لأن الكلمات تبدو للعرب غير مفهومة، ولفت إلى أن ثمة أكثر من 130 لهجة مختلفة في السودان كما أن المفردات المحلية صعب التعامل معها. ولدى سؤاله عن انتشار إسم الفنانة جواهر منذ سنوات عدة، أبدى إبن البادية أسفه كون بعض الفنانين العرب يأخذون أتفه ما يقال في الفن السوداني. وأضاف: "الذين يستمعون إلى الغناء ويستمتعون بالفن باتوا قلة. ثمة مشكلة كبيرة نعاني منها في هذا الإطار، ففي زمن محمد عبد الوهاب وصولاً إلى كاظم الساهر كان الجمهور يستمع إلى الفنانين أما اليوم فحدث ولا حرج".

وأكد بن البادية أنه لا يعرف من الفنانين اللبنانيين سوى الفنانين الراحلين صباح ووديع الصافي. وتساءل: "هل نحن عرب؟ نحن خليط بين إفريقيا والعالم العربي. الفنانون العرب غير معروفين في السودان، اللهم ما عدا المصريين". وتابع بالقول: "الأغنية السودانية منتشرة ومعروفة في جيبوتي والصومال والدول الإفريقية بينما ليست معروفة في الدول العربية".

وعبّر بن البادية عن اعتزازه بحصوله أخيراً على الدكتوراه الفخرية من جامعة نيوكاسل في أميركا والتي حصل عليها نظراً لجهوده في خدمة المجتمع، وأكد أنه يتمنى التعامل مع الفنان القطري علي عبد الستار الذي سبقت له المشاركة في مهرجان البركل في السودان، كما لفت إلى أنه جمع ما بين الغناء والتمثيل إذ قدّم 4 مسرحيات وشارك في فيلمين كان آخرهما "رحلة عيون" عام 1983 وذلك إلى جانب الممثل الراحل محمود المليجي والممثلة سمية الألفي.

وردّاً على سؤال "الفن" حول إمكانية وجود شركات إنتاج سودانية في ظل غياب معظم شركات الإنتاج العربية، قال ابن البادية: "شكراً جزيلاً على سؤالك هذا، فالشركات المنتجة كانت لها مساهمة كبيرة في العالم العربي والإفريقي أيضاً لكنها للأسف توقفت. لا يوجد اليوم شركات إنتاج لا في العالم العربي ولا الإفريقي بل ثمة جمود واضح، ونحن الفنانون أحياناً نحتفظ بأغنياتنا ولا نصدرها حتى لا تتعرّض للسرقة وتضيع حقوقنا بسبب الانترنت. المشكلة ضخمة فعلى قدر ما ساهمت التكنولوجيا في انتشار الأعمال الفنية إلا أنها سلبت حقوق الفنان، خصوصاً في ظل غياب الدعم المالي حتى من رجال الأعمال في السودان".