إحساسها مرهف وكلمتها لها نكهتها الخاصة، هي عضو رابطة الأدباء والكتَّاب اللبنانيين، وعضو جمعية شعراء العالم، عضو إتحاد الشعر والشعراء في المهجر، عضو إتحاد الكتاب والأدباء العرب والعالم، عضو وممثلة رسمية في لبنان لرابطة المبدعين العرب.

.
شاركت في مهرجانات عالمية وعربية، وترأست مهرجان دار الكلمة في القاهرة ، وكان لها أكثر من تكريم من دول عديدة حول العالم .
في رصيدها خمسة دواوين شعرية هي :"شهقات غجرية"، "زائرة بعد منتصف الغواية"، "جدائل المطر"، و"فوبيا الضوء" ، و"فلورا نبوءة المطر" الذي وقعته أخيراً في معرض الكتاب في جناح دار غوايات ، والكثير الكثير من القصائد.
فلورا قازان الشاعرة الوحيدة من لبنان التي شاركت العام الماضي بمهرجان جرش بأمسية على المسرح الشمالي، تحل ضيفة على موقع "الفن" في هذا الحوار .


نبارك لك بداية صدور ديوانك الجديد "فلورا نبوءة المطر"..واللقب ماذا عنه ؟

شكري مدد لتهنئتكم وتواجدكم الزاخم المتمثل بموقعكم الثقافي الفني الرائع أهلا بكم في هذا العرس الأدبي ، "فلورا نبوءة المطر" تعريف خاص بفلورا الطفلة المشاغبة الإنسانة المؤمنة الأم الحنونة والمرأة المناضلة . العاشقة , المتمردة , الجريئة , التي عين لها على الشمس وعين على المطر .
ديوان يوثق مشاعرها ويضم خليطاً من قصائد من الموزون ,التفعيلة ,النثر الحر , وبعض السرديات والوجدانيات . يروي سيرة من هواجس العمر ويتضمن كتابات عبر مختلف مراحل تجربتها الشعرية .
أما لقب "نبوءة المطر" فلقبت بذلك من شاعر كبير أعجبه شعري وأحس بمشاعري واستلهم شعوري وزاد في إعجابه صدق العبارات وغزارة الكلمات ورأى في عطاءات المطر ما يشبهني ، وأنا سعيدة بهذا اللقب لانه مرتبط بميلادي وبمعنى الخير في المطر.


كنتِ الشاعرة الوحيدة من لبنان التي شاركت العام الماضي في مهرجان جرش ، كيف تقيّمين هذه المشاركة ؟
نعم لقد وقفت على هذا المسرح العريق , وأعتز بأنني حصلت على هذه الفرصة الذهبية التي حملتني الكثير من المسؤولية بعد التكريم. هذه المشاركة أضافت وهجَاً جلّيًا لسيرتي الأدبية , صدقًا لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى سعادتي في هذا العرس الأدبي الثقافي الفن الذي استقطب كبار الفنانين والشعراء من كل قطر عربي , فكان عرساً حضارياً ورسالة تحدّ لكل ما يحصل في أمتنا العربية من إرهاب وقتل وتدمير ما يطيح بثقافتنا العربية وحضارتها .
وجدت في الأردن استقبالاً طيباً من الوسط الثقافي وأقيمت ندوة لتكريمي ومناقشة تجربتي الشعرية بحضور شعراء ومثقفين استضافتهم دارة المشرق برئاسة الصديقة الأستاذة زهرية الصعوب لها شكري الجزيل ومحبتي .

من يلهمك للكتابة؟ هل تعيشين هذه الحالات؟ أي أنك تكتبين عن أمور ترينها ولم تعيشيها؟
لبنان بطبيعته الساحرة الخلابة، وفصوله المتنوّعة المزدهرة بمواسم الألوان، تعكس جمالية على روح الشاعر تثري خياله، وتشبع إلهامه، فتتفجر قصائده كينبوع ماء زلال من أعلى قمم جبال الأرز وتأتي يانعة بثمارها الشهية ونضرة كسنابل الشمس.
أعتبر الثقافة والادب رسالة إنسانية والشعر فضائي. لذا فإن مسيرتي الأدبية تقف على أول درجة من السلم ولا زال لديّ الكثير لأقدمه للعبور من الظل إلى الضوء، من الخوف إلى المواجهة، من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، من الإنغلاق إلى الانفتاح، من الجهل إلى المعرفة، من الحقد إلى المحبة، من الموت إلى الحياة، لأنني أؤمن بأحقية الإنسانية، وثقافة العيش المشترك بين جميع البشر والأديان، أزرع مع كل قصيدة ابتسامة على شفاه الحياة، وأمسح دمعة عن خدّ اليأس .
الحالات التي أكتبها ليس بالضروري أن أعيشها أنا بالذات , فأنا ابنة هذا المجتمع وهناك الكثير من المشاكل الحياتية التي أراها وأسمعها وكإنسانة وكاتبة عليّ أن أضيء عليها .
أكتب عن المرأة بكل حالاتها ,أكتب عن الألم , الوطن الجريح , القضية المنسية , الحرمان , الذل , الهمجية , الظلم , الطغيان وكرامة الإنسان المفقودة في الوطن العربي ، لأنني أنبذ الطائفية وكل من يروج لها لأن الاديان والكتب السماوية لم تدعُ الا إلى الوحدة والمحبة والإنسانية .

أنت لبنانية ومشاركتك في الأمسيات الشعرية قليلة في لبنان ، لماذا أغلب نشاطاتك في الخارج؟
المسألة برمتها تعود لإهتمامي بالأنشطة التي تغني المناخ الأدبي والثقافي وتمثل المشاركة فيها إضافة لي في التواصل مع جمهور الشعر والتي تضيف نجمة إلى سمائي الأدبية ، وللأسف لبنان مقلّ بتنظيم مثل هذه المهرجانات كالتي تقام في الخارج .
أما بالنسبة الى الأمسيات الشعرية فصحيح أنا مقلّة فيها لأنني بمعرّفي الأدبي أعتبر الشعر رسالة إنسانية وجدانية يجب أن تدوي في كل الوطن العربي ,عدا عن أن ظروفي العائلية تأخذ الكثير من وقتي ، دائما وأبدا أدعو وأشجع لإقامة مثل هذه الأمسيات وأصفق لها .

ما هو الوضع بالنسبة للكلمة اللبنانية إذا كانت هكذا الأجواء في بعض الأماكن؟
الكلمة نطفة حين تخرج من رحم الفكرة تصبح حيّوة , لذا على كل كاتب أو شاعر أو ناشر أن يرتقي الى سفح السماء قبل الهطول لأن الكلمة كالعطش تتغلغل إلى أعماق الروح وتؤثر مباشرة في فكر وعقل المتلقي .
وأقول : بأن البصمة الفردية وغير المقلدّة وحدها كفيلة في بلورة الإبداع .


تغيّرت الأيام وأصبحنا في عصر مختلف أي أن بعض من يحبون الشعر لم يعد لديهم صبر بل يملون بسرعة ويحبون القصيدة الصغيرة
أحترم وأقدر كل المواهب وطاقات الإبداع واِشجعها لكن عليهم بإثراء الذهن بمحصول وافر من القراءات والاطلاع في كافة الميادين المعرفية قبل الكتابة والنشر وأن يسعى كل كاتب الى أن يكون هو نفسه، بعيدًا عن التقليد , ليستمر , لا يهم اليوم القصيدة السريعة أو الخاطفة وغدًا الملاحم .

كم هو مفيد حضورك على مواقع التواصل الإجتماعي ، في حين أن لديك دواوينك لكن غيرك ليس لديه دواوين وموجود على هذه المواقع ، وهل هو نقمة على الادب ؟

حضوري مفيد جدًا لي ولغيري , وأنا أؤيد بشدّة هذا التواصل الاجتماعي .
لقد ساهمَ هذا التطور التكنولوجي في تطور الأد إذ حقَّق لي وللجميع فرص التواصل الاجتماعي والأدبي، ومنحتنا هذه الثورة المعلوماتية المزيد من المساحات للتعرف على ثقافات مختلفة وحضارات متعددة، كما منحتنا إمكانات التلقّي بسهولة أكثر ومن دون عوائق جغرافية أو سياسية أو عقائدية أو اجتماعية. وقد أفاد هذا التطور المعلوماتي والرقمي الأدب كثيراً، فظهر الكثير من الشعراء والشاعرات الذين كانوا حبراً في طيّ ورق. نعم أنا مع هذه الظاهرة العلمية والأدبيّة الرائعة، التي لا يمكن أن نصفها بأنها نقمة على الإنسان إذا كان ناضجاً أخلاقياً ويدرك أين يضع علامات الفصل والوقف، من دون تجريم تلك النعمة بأحرف العلّة..لا يمكننا العودة إلى الوراء، فنحن في عصر التكنولوجيا المعلوماتية التي اجتاحت كل قيود الزمان ..
أما بالنسبة لمن ليس لهم دواوين , الغد يجيب والحلم ليس ببعيد ولا يصح إلا الصحيح والله يوفق الجميع.

كان الشاعر في الماضي البعيد يسقط بقصيدته حاكماً أو يطيح بزعيم ، هل ما زال الشاعر قادراً على ذلك في أيامنا هذه ؟
قديماً قال نصر بن سيار: "إن الحرب أولها كلام، والواقع إن الكلام محيط بالحرب من أولها إلى آخرها توعية وتحريضا وتمجيدا" ، فإذا المقاومة ليست فقط بالسلاح بل بكل صرخة يصرخ بها ضمير الشاعر ،قلم الشاعر مثل البندقية يُحرّر أرضاً ويبني وطن .
همسة: من يسمع صرخة الشاعر المناضل المقاوم. برهانًا على ذلك من واقعنا المؤلم أين أصبحت رئاسة الجمهوية في لبنان ! والقضية الفلسطينية وحق العودة أين أصبحت ؟ للأسف باتت القوى العظمى تحكم حكام الدول وتقرر مصيرها .
بالرغم من هذا اليأس سيبقى صوت الشاعر المقاوم يهز المنابر ونهج حضارة للأجيال القادمة .
عبثاً، أحتاجُ حنجرةً زجاجية، أرى من خلالها ركن الدهشة، في صحراء المشاعر، وأنا أرقب ملامح الوجع، في منفى الأجوبةِ المختبئة .

ما هي أهم أمنياتك في العام الجديد ؟
أكرر دائمًا نفس الأمنية : السلام، ثم السلام، ثم السلام لنصون أمانة الله في كرامة الإنسان ، ولكم جزيل الشكر الصديق الإعلامي جوزيف بو جابر لهذا الحوار والأسئلة الجميلة الراقية وفقكم الله .