يستمر الفيلم الوثائقي حلم شهرزاد في جولات عروضه الثقافية في مصر وأنحاء العالم، حيث تستضيف مكتبة الإسكندرية عرضاً للفيلم الذي أخرجه الجنوب أفريقي فرنسوا فيرستر وأنتجه المصري وائل عمر، ويُقام العرض المفتوح للجمهور يوم الأحد 10 يناير - كانون الثاني الحالي ضمن ملتقى الأفلام التسجيلية الطويلة في برنامج عروض 5 سنوات على ثورة يناير، ويعقب العرض ندوة يحضرها المخرج المسرحي حسن الجريتلي مع الممثلة والقاصة عارفة عبد الرسول اللذان شاركا بالظهور في الفيلم.

ويتناول فيلم حلم شهرزاد التطورات السياسية والاجتماعية في السنوات الأخيرة بمصر وتركيا في إطار جذاب غير معتاد يعتمد على حكايات كتاب ألف ليلة وليلة، حيث يدمج الرصد الوثائقي بالموسيقى والتناول السياسي، ويستعير الفيلم شخصية شهرزاد الشهيرة لاستكشاف كيفية تواكب الإبداع مع وسائل التعبير السياسي رداً على القمع. يقدم الفيلم مجموعة من الشخصيات ذات خلفيات متنوعة، منها مايسترو الأوركسترا التركي كيم منصور يستخدم مقطوعة شهرزاد للمؤلف الموسيقي راميسكي كوريسكوف كأداة لتعلم السياسة، مع غيدا الممثلة اللبنانية التي تتصالح مع ماضيها بأن تصبح ناشطة على الإنترنت في مصر، والفنان البصري الراحل هاني المصري الذي يجسد حلمه عن شهرزاد في شخصية حكاءة شابة وجميلة، ثم رحلة قاصة سكندرية أثناء لقاءاتها مع أمهات شهداء الثورة سعياً لتحويل شهاداتهن إلى عروض حكي أدائية.

وقد حصد الفيلم عدة جوائز عالمية منها شهادة تقدير من مهرجان مالمو للسينما العربية، جائزة أفضل فيلم في مهرجان أفانسا السينمائي بالبرتغال ضمن مسابقة التلفزيون الدولية، جائزة أفضل فيلم وثائقي من جنوب أفريقيا في مهرجان ديربان السينمائي الدولي بجنوب أفريقيا في نهاية يوليو - تموز الماضي، وجائزة الحسيني أبو ضيف لأحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وقد شارك في عدة مهرجانات أخرى منها مهرجان هيومن رايتس ووتش للأفلام بلندن في عرض كامل العدد بعد إقبال الجمهور عليه، ومهرجان D-CAF (مهرجان وسط البلد للفن المعاصر)، وكان العرض العالمي الأول لفيلم حلم شهرزاد في الدورة الـ 27 من مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية.

وقد بدأ تطوير الفيلم منذ عام 2006، بينما استمر التصوير على مدار عامين بين 2010 و2012، قبل تفجر ثورات الربيع العربي، وخلالها.

وبينما اعتمد الفيلم بشكل كبير على التمويل الشخصي، تلقى أيضاً مساهمات أخرى عبر عدد من الجهات، وهي: مؤسسة جنوب أفريقيا الوطنية للسينما والفيديو، صندوق مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية/بيرثا، صندوق ساندانس الوثائقي، أفلام سبير، صندوق وورلدفيو التابع لـاتحاد إذاعات الكومنولث، الصندوق السينمائي الهولندي، الاتحاد الأوروبي ومبادرة وثائقيات لأفريقيا (أفري دوكس).

الفيلم من إنتاج فيرستر بالتعاون مع المنتجين: وائل عمر من شركة أفلام ميدل وست، شميلة سِدات من شركة آندركارانت للسينما والتلفزيون التي أسسها فيرستر، ونِيل براندت من شركة فايروركس ميديا الذي شارك فيرستر في أفلام سابقة. كما شارك في الإنتاج فليركنوبتش ودنيس فاسلين من شركة أفلام فوليا (هولندا)، لوكاس روزانت من شركة أفلام مِليا (فرنسا)، سريينهُليلة وريم أبو كشك من شبكة حكايا الإقليمية.

فرنسوا فيرستر هو مخرج وصانع أفلام وثائقية حاصل على جائزة إيمي، وصاحب خلفيات وخبرات متنوعة في الأدب، الموسيقى والسينما، وقد وُلد في عام 1969 بجنوب أفريقيا، ونال درجة الماجستير في الأدب من جامعة كيب تاون، ثم شارك في عدد من الأفلام الروائية المستقلة، قبل أن يقدم فيلمه الوثائقي الأول كمخرج ومنتج، وهو فيلم أرستقراطيو الرصيف: مشردو كيب تاون (1998)، وهو الفيلم الذي نال عنه جائزة أفانتي الفنية، وقدم بعد هذا عدداً من الأعمال الحائزة جوائز دولية، منها: محاكمة أسد (2002)؛ الفائز بـجائزة إيمي في 2006، عندما تنتهي الحرب (2002)، منزل الأمهات (2006) وأيام لقاءات البحر (2009).