مع إحترامي لكل الزملاء معدين ، منسقي ضيوف، مقدمي برامج، وضيوف من مختلف القطاعات الفنية الإعلامية التمثيلية والغنائية وحتى وجوه إجتماعية،مع محبتي وتقديري لكل مجهود تم بذله لإحياء سهرات رأس السنة لوداع عام واستقبال آخر ، الكلمة الوحيدة التي تقال في كل سهرات العيد "كلن يعني كلن" انها سهرات مملة جعلت المشاهد يصاب بخيبة امل جراء الوعود التي تم وعدهم بها قبل العيد من قبل شاشاتنا عبر الاعلانات الترويجية التي سبقت ليلة رأس السنة.


و"كلن يعني كلن" قدموا للمشاهد أطباقاً "بايتة" جعلتهم يتململون وينصرفون عن هذه الحفلات ويخلقون أجواء أخرى لتمضية سهرة رأس السنة في بيوتهم، ضيوف يطلون بطريقة سنوية في موعد أصبح شبه ثابت بينهم وبين تلك المحطات وذلك من باب "المونة والخوشبوشية والصحبة"، وضيوف آخرين ينتظرون فرصة الظهور على الشاشات مجاناً فلا يرفضون هكذا دعوات .
اذا لا جديد تحت ضوء الشمس أو تحت ضوء قمر ليلة رأس السنة عبر شاشاتنا، ضيوف وكلام وكلام حتى مللنا من الكلام، وفي هكذا سهرات يجب ان يُختصر الكلام لأقصى الدرجات لصالح الرقص والغناء والفرح والربح والجوائز ، وبين الفقرة والفقرة الفنية إتصالات وأسئلة وجوائز حرزانة عديدة والتي إستخدمتها التلفزيونات كفخ لجذب المشاهدين .

كل هذا كوم وبَصّارو الشاشات كوم آخر، فلكل شاشة بصارها وبرّاجها ومنجمها والكل يتنبأ ويبصّر ويقرأ الغيب والمستقبل والبخت وهذا برأيي وبنظري ظاهرة يمكن أن نطلق عليها أكبر فضائح العصر الاعلامية ، وهذا لا يجوز دينياً اذ ان كل الاديان تدين التبصير وتعتبره بدعة سيئة ، فالدين المسيحي والكنيسة المسيحية لا يعترفان بقدرة أحد على توقع المستقبل والنبؤة مرتبطة بالله وحده عزّ وجل، وفي الدين الاسلامي يعتبر التنبؤ والتبصير والتنجيم كفراً ،فيقال :"كذب المنجمون ولو صدفوا".
يبقى ان نترحم على أيام المبدع سيمون أسمر الذي كان يجبرنا ان ننتظر السهرات التي يعدها ويقدمها لحفلات رأس السنة التلفزيونية ، وكان عنوانها التجدد والإبداع والابتكار الذي أصبح غائباً وأصبحت سهرات رأس السنة التلفزيونية من بعده معادة ومكررة من عام الى عام، وما تم عرضه تحت ما يُسمى "سهرة رأس السنة" خارجاً عن المقبول وخالياً من الذوق والتجدد والإبداع...مجرد رأي.