أكد وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي وجوب الحفاظ على الارث الثقافي الوطني، لما يمثل هذا التراث من شاهد على حقبة مهمة من تاريخ لبنان على الأصعدة الفنيّة والثقافية ميّزت المجتمع اللبناني وشكلت علامة فارقة في تكوين هويته.

وشدد على أهمية تمكين الباحثين في تاريخ لبنان والفنون والعلوم الاجتماعية والانسانية عامةً، وفي حقل السينما اللبنانيّة والموسيقى الشرقية خاصةً، من الاطلاع عليه وإجراء الدراسات المتعلّقة به.

كلام الوزير عريجي جاء في خلال توقيعه اتفاقيتي تعاون مع جامعة سيدة اللويزة ممثلة برئيسها الأب وليد موسى وجامعة روح القدس كسليك ممثلة برئيسها الاب هادي محفوظ في مقرمديرية الآثار.

وشكر الأب موسى وزارة الثقافة "لإهتمامها بالآثار الثقافية الموجودة في لبنان، ومن جملتها العطايا المتعلقة بستوديو بعلبك ، الذي يضم روائع المسرح اللبناني والسينما اللبنانية منذ أكثر من 50 سنة" لافتا الى أن "هذا العمل يدل أن الشعب الذي لا يحافظ على ماضيه، ليس لديه مستقبل.

من جهته نوه الأب هادي محفوظ بأهمية التعاون بين القطاع الخاص والقطاع العام وبالدور الذي تضطلع به وزارة الثقافة بهمة الوزير عريجي في حفظ الإرث الثقافي الوطني.

الاتفاقيتان تهدفان الى إجراء جردة للأشرطة السينمائية والصوتية التي تملكها الوزارة والتي تشكل قسماً مهماً من الإرث الثقافي اللبناني، وتقييم حالتها ووضع معايير فنية وتقنية محدّدة لاختيار ما يجب معالجته منها، تمهيداً لتنظيفها وترميمها وتحويلها رقمياً وحفظها على أقراص صلبة (Hard Disks)، ووضع تصور لسبل توضيب وحفظ نسخها الأصلية وتخزينها بطرق علمية حديثة تضمن المحافظة عليها باشراف اختصاصيين ذوي خبرة تختارهم وتكلّفهم كل من الجامعتين على أن تتولّى جامعة الروح القدس الكسليك مهمّة التحويل الرقمي للتسجيلات الصوتية وتتولّى جامعة سيّدة اللويزة مهمّة التحويل الرقمي للأشرطة السينمائية.

وسيتم العمل ضمن مهلة أقصاها خمس سنوات من تاريخ التوقيع على الاتفاقيتين خصوصا ان ظروف وطريقة حفظ هذه الأشرطة لدى الوزارة غير مناسبة لجهة تعرّضها المستمر للرطوبة والغبار وتبدل الحرارة وسوى ذلك من العوامل، فكان القرار بوضع خطة لعملية التحويل الرقمي لها، بطرق علمية.

وتملك كلا الجامعتين امكانات وتجهيزات تقنية كافية، إضافة اختصاصيين ذوي خبرة، ما يمكنها من معالجة هذا النوع من الأشرطة القديمة العهد وتحويلها رقمياً،وفقاً لمبادئ وتقنيات حفظ وحماية التراث السينمائي والصوتي المعمول بها عالمياً وانطلاقاً من واجب الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الوطني.

مع الاشارة الى ان اشرطة الافلام متنوعة بين أفلام وثائقية وإخبارية وروائية طويلة وقصيرة، وهي محفوظة في علب حديدية أو "بلاستيكية"، مودعة في مبنى تابع للوزارة، بعضها موجود لديه منذ زمن، وبعضها الأخير آل إليه هبةً عينية من شركة "ستوديو بعلبك ش.م.ل." أما التسجيلات الصوتية فهي تتألف من أغانٍ وموسيقى لكبار الفنانين، ذات أهمية فنية تراثية بالغة، إنتشرت خلال فترة الربع الأخير من القرن الماضي.

لمشاهدة الألبوم اضغطهنا