ربما يستغرب البعض الرابط الذي يجمع بين عالم ملكات الجمال والإعلام، يقف محتاراً بين الرابط الغريب ، المُركّب بفعل الشهرة وقوة العلاقات.

لكن الجواب لهذا الإستغراب بسيط إلى حدّ الواقعيّة. فالإعلام هو جمال، جمال كلمةٍ تصبو إليها الآذان الصاغية، جمال طلةٍ بوقفة الثقة وكبرياء المضمون، الإعلام جمال من نوع الرسالة الهادفة والمهنيّة المُستحقّة ، الإعلام هو أبهى جمال للحرية .

أنابيلا هلال، هي عنصر جمالٍ أضيف للإعلام العربي، متخرجة من مدرسة ملكات الجمال برتبة إستحقاق، عرفت كيف تستثمر عنصري الحظ والكفاءة ، وتستردّ أرباحها أضعافاً، بفوائد محبة الجماهير وسندات خزينة العروضات.
"جميلة آراب آيدول" هكذا تعرّف عليها الجمهور العربي، بعد أن أطلّت عليهم بخبرتها الجمالية وطموحها الإعلامي، إعتلت مسرح MBC، لتعتلي حينها خشبة السجلات الإعلامية.

مما لا شكّ فيه بأن نجاح البرنامج بقدراته الإنتاجية الهائلة، شكّل دسامة الدعم لصورتها كمقدّمة برامج فنّية-ترفيهيّة، حكمتها في التعاطي مع الأزمات "المباشرة" كخلافها البسيط مع الفنانة نانسي عجرم، إستطاعت حينها أن تضبط الإشكال بحكمة وعقلانية، وعلى أن تكبح أيّ ردة فعل بأسلوب النجوم ، والبادي أظلم. وقد حمل التداول الكبير لهذا الإشكال عبر وسائل التواصل الإجتماعي الكثير من الدلالات خصوصاً عبر تعليقات الرأي العام الذي أثنى على هذا التصرّف الجمالي بحكمته.


أما بعد هذه التجربة الناجحة لها في أراب آيدول، أصبحت أنابيلا الإسم المدلل في MBC بخصوصيّة الأفضلية وخاصيّة التخصص. فهي أصبحت أخصائيّة في مجال إدارة المسرح والخضوع لقوانين الكاميرا ومجتهدة في جدول ضرب حسابات الأضواء والصحافة. تعاملت بحنكة مع الإعلام وأخواته، ولم تترددّ يوماً بتولّي ريادة دعم المشاريع الإنسانيّة، على سبيل المثال، مشاركتها الفعّالة في نشاط دعم مركز سرطان الأطفال الذي نظمتهُ الجامعة اللبنانيّة الدولية فرع صيدا.

أما في ما يخصّ مستوى الشهرة الذي وصلت إليه، لا يمكن لمهنيتنا الصحافية أن تتغاضى عن الدعم المعنوي لصورة زوجها الدكتور نادر صعب في دمج جمال الإعلام بجمال صناعته، فشكلا معاً ثنائياً تضحك له الكاميرا، يرتاح معه المايكروفون، تفرح بوجوده الأضواء، وتضاف بمشاركته ميزة على السجاد الأحمر. فصار لنجوميتها صفة المضاعفة، مضاعفة الشهرة و مضاعفة المسؤولية الإجتماعية في آن .


في الفترة الأخيرة، نُشر في أصفر الصحافة وأسود النوايا، عن خبر إستبعادها عن شاشة MBC ، لأسباب كُتبت بفعل هلوسة الضياع وأوهام الفشل. ربما كان للصحيفة أسبابها التي حيكت في ليل ونُشرت في نهارٍ غابت عنه الشمس. لكن قانون الحياة يفرض على كل إدعاءٍ، أن يُواجهَ بتداعي الحقيقة. لم تردّ أنابيلا على هذه الأحرف الساقطة أبجدياً ، عبر كلامٍ مضاد أو بيان توضيحي. قررت أن تردّ عليهم "بمساء الخير لمشاهدي MTV وMBC" في برنامج ديو المشاهير، دحضت كلامهم بحقيقة وثقتها الكاميرا وأرشفها الضمير، كذّبت إدعاءاتهم بطلّة على الهواء وبواقعية على الأرض وعبر شاشتين بدلاً من شاشة واحدة .

لكن قانون الطبيعة اللبنانية العربية أيضاً، للأسف، يفرض قاعدة النسيان، من كتب نسي، من قرأ تناسى، ومن يحاسب "إنتسى". لذا ، ومن صلب عملنا في مجال الحبر والسيف، أن نسلّط ضوءاً على بقعة الظلام المتعمّدة، وأن نذكّر من نسي ومن تناسى وتمّ نسيانه. ونسأل: من أيّ مصدرٍ هرّبوا بضائع معلوماتهم غير القانونية؟ من في MBC صرّح بذلك الكلام المُحتضر؟ كيف إستبعدت وعلى أيّ أساسات؟ . لكن يبدو أنه حتى في إستراحة المحارب ، يُتوقع الغدر الكلامي. كل ما حدث هو إستراحة لأنابيلا بين البرنامج والآخر، وبيروقراطيّة مفاوضات وإبرام عقود ورقية وتواقيع توثّق الإلتزام. وغير ذلك منافٍ لايّ واقعٍ، إلا في مخيلاتٍ إختنقت من غبار الملل، وإبتلت بترقق عظامٍ مالي. وهي اليوم في MTV وMBC، وبدل أن تُستبعد كما سبق وإدعوا، فقد إقتربت. إقتربت إلى جمهورٍ أحبها وبادلها المهنيّة بالوفاء، إقتربت من صحافة عاملتها بمبدأ الندّ وقاعدة الإحترام، إقتربت أكثر إلى نجومية تفتقدها الصحيفة المدّعية.


في ديو المشاهير، نجوم كثيرون من المشتركين إلى لجنة التحكيم والضيوف، نجوم كثيرون تضيء سماء ضجرت من عتمة الحروب و الموت، نجوم يزينون جلساتنا الطويلة أمام التلفزيون، بقدرات إنتاجية مهمّة وإبداع في الإخراج والمضمون، يلمع هؤلاء النجوم بعلياء الإعلام المرئي. ولهؤلاء النجوم، نجمة تعمل على الطاقة الشعبية، بثقة نفس جمالية، تثبت مرة أخرى أن الإعلام هو جمال ينسينا بشاعة واقعٍ سياسي مرير، وأناء إشاعات ينضح بما فيه، تنسينا بشاعة النيات الضبابية، وقباحة المؤامرات الأخطابوطية. أنابيلا هلال هي جمال الإعلام، نجمة، تضيء بقوة هلال.