مشاهد القتل والدماء والدمار باتت جزءاً من حياتنا اليومية، ووصلنا لمرحلة باتت فيها تلك المشاهد تمر أمام أعين الاطفال فمنهم من يعيشونها مباشرة ومنهم من يشاهدونها بلقطات تلفزيونية.


فعالمنا بات مليئاً بالحروب من كل جانب وكأن السلام تنحى حتى عن وجوده في أعين الأطفال .
وبين كل هذا التشاؤم يبقى هناك نفحة تفاؤل من جانب أشخاص ما زالوا ينشدون السلام ويؤمنون به، ومن بينهم الممثلة المسرحية آنا سعد التي تقدم لنا هذه المرة مسرحية هي L'HISTOIRE D'UN MIROIR رسالتها نشر السلام في عالم كثرت فيه الدماء حتى تحولت غيومه الزرقاء إلى حمراء .
بذكاء كبير تمكنت آنا من أن تقدم لنا عملاً يوصل للاطفال رسالة السلام العميقة، بطريقة مناسبة لمستوى إدراكهم ومفهومهم الطفولي البريء.
السلام لم يكن رسالة المسرحية الوحيدة بل يخرج الطفل من باب المسرح مدركاً أن الجمال الخارجي ليس بالضرورة أن يحمل معه الجمال الداخلي، بل هناك أشخاص في حياتنا لا يملكون مقومات الجمال الخارجي لكن لديهم مواصفات أخلاقية وإنسانية تأسر القلوب .


فالمرآة التي يُعتقد انها كاذبة في المسرحية هي فعلاً الصادقة التي ستكشف جمال الأشخاص الحقيقي من داخلهم .
أما الحب فيبرز في نهاية المسرحية بمفهومه الحقيقي الصادق البعيد عن الإمتلاك والمظاهر المزيفة .
وأمتعت آنا الأطفال بشخصيات كرتونية جميلة بينها الفأرة الظريفة جداً والباندا ، كما قدمت كعادتها أجمل الأغاني التي رافقتها الحركات الإستعراضية الراقصة الرشيقة التي صممها شاكر شيحان.
ولم يغب التفاعل المباشر بين الاطفال وشخصيات المسرحية وذلك من خلال دخول بعض الشخصيات إلى مكان جلوس الأطفال.

آنا المحبوبة كثيراً من قبل الأطفال، تعاونت مع فريق عمل مجتهد جداً فلعب دور الأمير طارق معيقل، أما الرجل المقنع فقام بدوره إيلي كلافيان، بالإضافة إلى غادة خرسا وماغالي يمين وسينتيا عطا الله، وآتام آتاميان، وجان مارك سعد، ودورا زينون وفوزي الكردي.
الصوت والإضاءة مسؤولية ماريو عيد.

وقد كان لنا هذا اللقاء مع آنا سعد .

أخبرينا عن هذا العمل المسرحي الجديد لك .
المسرحية تحمل عنوان "قصة مرآة" من تأليفي وكتابتي وألحاني وإخراجي، تروي قصة مرآة غريبة، كل شخص ينظر إليها يرى قناعاً ، والقناع من المعروف انه دليل الكذب والخداع، وتبحث المرآة عن أجمل شخص لتحقق له أمنيته ، فمن سيكون هذا الشخص؟ وماذا ستكون أمنيته ؟ نرى الجوابين في المسرحية.


ما هو العمر الذي تتوجه إليه المسرحية؟
المسرحية مناسبة لجميع الأعمار فهي للأطفال من عمر 3 سنوات، حيث ان فيها شخصيات كالفأرة والكلب، كما انها تتناسب مع الأعمار الأكبر كونها تتضمن رسالة عميقة .

ما هو الجديد الذي تقدمينه في هذا العمل ؟
الجديد أنني أذكر في المسرحية موضوع الحرب، حيث انه يؤثر بي كثيراً، ولكنني لم أذكر موضوع الحرب بطريقة سياسية بل بطريقة عفوية بسيطة تتناسب مع الأطفال، فأوجه رسالة بمحو الغيوم الحمراء التي ترمز إلى الحرب ، فالغيوم تتحول إلى حمراء حين ترى النيران في كل مكان .
رسالتي في العمل كانت من منطلق إنساني وليس سياسياً ، وتنطبق على كافة الدول التي تعاني من الحروب حيث أن الحروب هي الأبشع في الكون .

لماذا إخترتِ طارق معيقل لدور الأمير ؟
هو مناسب للدور لأنه يتطلب شخصاً لديه جمال خارق وطارق لديه المؤهلات كونه وصيف ملك جمال لبنان .


من قام بإنتاج العمل ؟
أنا أقوم بإنتاج العمل المسرحي بشكل منفرد، "أنا عايشة كرمال المسرح".
كشركة إنتاج أثق ببعض الناس ولكن هم قلائل ، فقدت ثقتي "بقولا وما عندي مشكل "، مَن حولي الآن أنا محظوظة بهم وهم محظوظون بي.
وأود أن أقول انني هذه السنة لدي إدارة أعمال رائعة "وعليها القدر والقيمة"، مع فؤادي متري.

هل من الممكن أن تستمري في الإنتاج منفردةً؟
نعم، لما لا ؟



هل من الصعب تقديم العمل المسرحي بلغتين اي الفرنسية والعربية في عطلة نهاية الأسبوع؟

كلا الامر ليس صعباً البتة، وكان من الضروري أن أقدم المسرحية باللغة العربية، فأنا في الحقيقة لم أذكر إسم بلد ما في المسرحية لكن في الواقع الحروب في سوريا وفلسطين والعالم أثرت بي كثيراً.
أتمنى أن أتمكن في أحد الأيام من أن أعرض المسرحية لكل الاطفال المهجرين، بكل إنسانية .


أخبرينا عن أغاني المسرحية .

قمت بكتابة الأغاني وتلحينها وأود ان أشكر ايلي كلفيان فهو من وضع صوته على الأغاني بطريقة جميلة جداً.
ايلي كان يشاهدني منذ صغره، ومن الرائع أنه كبر ويعمل معي ، وكلما أستمع إلى الأغاني في السيارة أتأثر.
قام بتوزيع الأغاني فادي سعادة، وسجلت في STUDIO TORIK.

هل تعوّد الاطفال على أن إسمك آنا بعد لونا؟
الأهل يلومونني أحياناً على حالة الضياع هذه ولكن للأسف لست انا سبب هذا الضياع إذ لم يعد إسم لونا ملكي، كان قرار قد اتخذته شركة الإنتاج السابقة، "أنا بقول ربحت الإسمين بالنسبة للشخص اللي فكر إني خسرت وهو ربح بقلّو أنا اللي ربحاني، بَعدُن لهلأ الأولاد بيعيطولي لونا كسبت إسمين".


الممثلة راشيل نخول حضرت المسرحية وعبرت عن رأيها فيها حيث قالت أنها جميلة جداً و"مهضومة" وتعيدنا إلى أيام الطفولة ، وتجعلنا نعيش القصة .

وتابعت ان المسرحية فيها رسائل مهمة وقيمة وتوعّي الطفل .
ونصحت كل سياسي بلبنان بأن يشاهد كل فترة مسرحية للأطفال، "هيك هيك عم يلعبوا ، يلعبوا بلا أذية"،وأضافت أنه بالفعل هذه المسرحية تعيدنا إلى الطفولة والبراءة "خليُن يعرفوا شو يعني براءة" (مشيرةً إلى السياسيين).
وذكرت راشيل ان آنا رائعة ، والمسرحية متكاملة من ناحية الموسيقى والكلمات ، وختمت بالقول "بالفعل آنا موهوبة جداً كل التشجيع لها ."



كما حضرت الممثلة سينتيا كرم فقالت أنها سعيدة جداً بنص المسرحية، وروت انها تعرف آنا منذ فترة بعيدة وتعرف جيداً إلى اي مدى هي حريصة على عملها وتشرف بنفسها على أدق تفاصيل المسرحية .

وأشادت سينتيا بأن آنا لا تستغبي الطفل بل تكتب كأنها متوجهة للكبار.
ووصفت سينتيا آنا بأنها كتلة حب حيث أنها تقوم بعملها بحب وتتعب كثيراً، وذكرت ان آنا تربي الأولاد، " انا إذا عندي ولد اكيد بجيبو لهون".
وقالت سينتيا أنها تستريح حالياً حيث انها تمزقت أوتار صوتها وخضعت لعملية .
وكان من بين الحاضرين ملك جمال لبنان فريد مطر ، وتم الإحتفال بعيد ميلاد مصمم الرقص شاكر شيحان.
يذكر أن المسرحية تعرض في عطلة نهاية الأسبوع على مسرح مدرسة الـSAGESSE في منطقة جديدة .

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.