في حفل خاص لم يحدث منذ خمس سنوات، قامت وزارة الإعلام في سورية بتكريم الفن والفنانين والإعلام والإعلاميين، وذلك في أمسية ساهرة في فندق داما روز بدمشق، بحضور وزير الإعلام الدكتور عمران الزعبي والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان، تم خلالها توزيع جوائز على الأعمال الفنية السورية التي تألقت في الموسم الأخير 2015.

وإختيرت ثمانية أعمال درامية عن العام 2015 للتكريم وهي مسلسلات عناية مشددة وهو اجتماعي معاصر تناول الأزمة بقسوة وهو للمخرج أحمد ابراهيم الأحمد، ومسلسل طوق البنات "يُبيئي شامي" للمخرج تامر إسحق، والعراب "إجتماعي مأخوذ من رواية عالمية" للمخرج المثنى صبح، إضافة إلى مسلسلات لعبة الموت والمطر الأسود، وصدر الباز الذي لم يعرض حتى الآن، ومسلسل بعد النفس الأخير، وبرنامج القرآن السوري.

على حين تم تكريم مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي بدمشق عن إنتاجها للمسلسل البيئي الشامي "حرائر" للمخرج باسل الخطيب.
ومع تكريم كل مسلسل كان يكرم مخرج أو ممثل، وبخاصة ممن حصلت مسلسلاتهم على مساحات عرض على شاشات عربية خلال شهر رمضان الماضي.

وفي كلمته التي ألقاها في الحفل، نقل وزير الإعلام الدكتور عمران الزعبي تحيات الرئيس بشار الأسد للفنانين السوريين وللإعلاميين على حد سواء.

واعترف الزعبي بأنه مهما قدمت الدولة للفنان السوري فلن تفيه حقه، مخصصا بذلك الفنانين والمخرجين الذين عرضت أعمالهم على شاشات الوطن العربي والعالم في فترة الازمة السورية.

وأكد إصرار سورية والفن السوري والإعلام على الحياة برغم كل ما تمر به البلاد من حصار وعدوان.

وفي تصريحات خاصة بالفن رأى النجم دريد لحام أن ما جرى في الحفل هو شيء طبيعي، لافتا إلى أن سورية خير من يكرم فنانها، مستعيدا الذاكرة إلى ما قبل 45 عاما عندما كان تأسيس نقابة الفنانين في سورية بقرار حكومي.

وأشاد بالحفل وبخاصة أنه يجري في ظروف يقال إنها لا تساعد على شيء:" لكن الإصرار السوري أكبر من أي تحدٍ".

ومن بين المكرمين عن الأعمال كان النجم المخضرم رفيق سبيعي والذي أكد في تصريحات خاصة بالفن أن التكريم هو دافع للفنان السوري لتقديم المزيد، مشيدا بالخطوة التي قامت بها وزارة الإعلام لتأمين الحافز للفن في هذه الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها الوطن.

أما النجم رشيد عساف فقرأ الموقف من زاوية خاصة قال فيها :"غبنا عن التكريم خمس سنوات، لكن الدولة كانت تقرأ كل شيء، ومما قرأته أن الفنان السوري ابن هذا الوطن مهما بلغت الإغراءات، لذا وجدت في تكريمه ردّا للجميل".

وتابع :"تكريمي في بلدي لا يساويه تكريم آخر، ومنذ سنوات طويلة حصلنا على جوائز دولية وعربية، لكن لو سئل أي فنان عن أعز تكريم له سيقول لك بأنه تكريما ما في بلده هو الأفضل والأهم".

أما النجمة مها المصري فشكرت الله أنها كانت في دمشق في هذا الحفل ورأت أنه رد اعتبار للمثل السوري الذي يعمل تحت القصف أحيانا ودون أجور مقبولة أو مقنعة في الغالب.

واعتبرت التكريم بمثابة إشارة من الدولة للفنان بأنها تتابعه ولن تنسى همومه، متمنية زوال كل ظرف يمنع عطاء الدولة، وناظرة للمستقبل على أنه سيحمل البشائر لسورية والسورين.

بينما أشارت النجمة غادة بشور إلى أن هذا التكريم وهذه المناسبة لها أبعاد كثيرة أولها أن يرى العالم اننا قادرون على الاجتماع في قلب دمشق في ذروة الشدة والقسوة التي نمر بها.

واعتبرت التكريم بمثابة رفع معنويات للفنان السوري الذي كان على الموعد في كل مناسبة، ورفض كل العروض الخارجية للوقوف في الجانب الآخر من وطنه على حد تعبيرها.

ورأى النجم فادي صبيح أن تكريم الوطن للإنسان بألف تكريم من الخارج، لافتا إلى أن الفنان يثق بدولته، والدولة تثق بفنانها، وبأن نتائج وحصاد السنوات الخمس المنقضية من عمر الأزمة السورية تشير إلى أن الوطن السوري والمواطن السوري هما من انتصر.
وفي الشق الإعلامي تم تكريم وكالة سانا " الوكالة العربي السورية للأنباء" عن فوزها بجائزة أفضل تقرير إخباري في اتحاد وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط " امان".

وتم تكريم قناة تلاقي عن دخولها موسوعة غينيس للأرقام القياسية عن أطول برنامج حواري مباشر ومتواصل استغرق سبعين ساعة. وكذلك تكريم قناة الإخبارية السورية عن برنامج " سلطة المواطن".

إضافة إلى تكريم مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي بصفتها الإعلامية أيضا عن إنتاجها لمسلسل " حرائر".
وتخلل الحفل فواصل غنائية مثيرة أبدعها الثلاثي وضاح اسماعيل والنجم محمد خير الجراح والفنانة كنانة القصير.
وفي تعليقه على الغناء في حفل كهذا، أكد الممثل المندفع بقوة نحو الغناء، محمد خير الجراح، أنه اقتنع بضرورة تسخير صوته في كافة مجالات الفن والإعلام.

واعتبر الحفل بمثابة رد الوطن لجهود الفنان بالتكريم، ومعبرا عن ثقته بأن المستقبل سيشهد الأفضل على كافة النطاقات في البلد، شاكرا وزارة الإعلام التي دمجت الفن والإعلام في حفل واحد تأكيدا منها على أنهما صنوان لا ينفصلان.

وحضر الحفل كوكبة من ألمع نجوم الفن والإعلام وفي مقدمتهم: رفيق سبيعي، دريد لحام، رشيد عساف، سلمى المصري، مها المصري، سليم صبري، عباس النوري، سوزان نجم الدين، فادي صبيح، محمد خير الجراح، أيمن رضا، فاديا خطاب، ندين تحسين بك، نجدت أنزور، غادة بشور، باسل الخطيب، سوسن ميخائيل، تامر إسحق، رنا أبيض، أذينة العلي، ويامن الحجلي، رامز أسود، طلال مارديني، محمد رافع، سلوم حداد، إضافة إلى كوكبة من النجوم الجدد الذين تألقوا في المواسم الأخيرة.

أما تقديم الحفل فعهد إلى النجمة الشابة ريم معروف.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.

تصوير نبيل قدور .