ترى العيون واقعاً في سوريا مليئاً بالحرب والدماء، ولكن العيون الحالمة ترى في أعماق هذه المآسي غداً أفضل مشرقاً بعيداً عن الظلام، ومن الحلم تنطلق الخطوات في الإتجاه النقيض للدمار نحو الجمال، الفرح والحياة.


هذا ما قام به مصمم الازياء اللبناني نمر سعادة ، فهو لم يتمكن من تقديم عرض أزياء جديد له محيداً نفسه عن الآلام التي تعيشها سوريا، بل مزج بين الموضة ورسالة الإنسانية التي وجهها وهي "أوقفوا الحرب".
فقد عرض سعادة مجموعته الجديدة من الأزياء الرجالية في اليوم الأخير من فعاليات أسبوع الموضة الرسمي la mode a beyrout الذي أقيم في مركز forum de beyrouth من 4 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر ، وأطلقته الشركة اللبنانية للإنتاج والخدمات l.i.p.s لمؤسسها الأستاذ جوني فضل الله.
وحرص سعادة على ان يحضر المشهد المؤلم في سوريا ليكون الجو المسيطر على عرض الأزياء، حيث تم عرض مشاهد من الدمار على الشاشات، واستخدمت الأسلحة لتشكل أكسسوارات للقطع المعروضة، وطبعت على الملابس رسومات تشير إلى الحرب كقصف الطيران ، كما انتهى العرض برسالة مكتوبة على قطعة من الملابس وهي "أوقفوا الحرب".
وجاء العرض حاملاً تفاصيل جميلة بينها الموسيقى الممتعة .

وكان لنا هذا اللقاء مع المصممنمر سعادةفي الحدث .

نمر سعادة اهلاً بك في موقع الفن.
أهلاً بكم .

رأينا اليوم عرض أزياء ممزوجاً بمشاهد من الحرب والدمار، ما هي الرسالة الإنسانية التي تقدمها ؟
أردت ان أقول من خلال هذا العرض أنني تمكنت من خلق ما هو جميل ويبعث الأمل في عالم الموضة ، من خلال كل ما يحصل حولنا في المنطقة من أحداث مؤلمة، وتحديداً من لبنان أردت أن أوصل رسالة للعالم كله أنه من الممكن أن نقدم للموضة وتبقى في أوجها في وطننا رغم كل الظروف.

ظهر في العرض كلمات ومشاهد تدل على تحديد دولة سوريا، لماذا خصصتها تحديداً في رسالتك ؟
لبنان وسوريا واحد بغض النظر عن كل آراء الناس، فسوريا قريبة لنا، وبشكل عام نحن لا نحب أن نرى أي بلد عربي أو غربي يعيش أحزاناً ومآسٍ لهذا الحد، قتلوا الحضارة ، قتلوا النفسية، كنت أريد أن آخذ من سوريا مثلاً وأظهر للعالم أنه في هذه الأوضاع المدمرة نحن قادرون على أن نطور ونقدم ما هو جميل.

أخبرنا عن المجموعة التي عرضتها.
المجموعة مؤلفة من 50 قطعة، كل قطعة تعبر عن موضوع مختلف، إستخدمت افخر الأقمشة العالمية منها الحرير ، وفي الوقت نفسه كل بدلة لها طابعها الخاص وتوصل رسالة وهذا هو هدفي الرئيسي.

كيف تمكنت من إظهار التميز الواضح في الياقة؟
أحاول أن أقدم للرجل ما هو أكثر من العادي، وفي الوقت نفسه يتضمن رقياً وإضافة جديدة .

وجدت الأكسسوارات كالأسلحة في العرض كيف مزجت بينها وبين البدلات؟
حرصت على أن تكون الأكسسوارات من وحي الرسالة التي أقدمها ، كي يتمكن الحاضرون من العيش في الأجواء بشكل متكامل .

هل اخترت العارضين من مسابقة ملك جمال لبنان هذا العام؟
هناك منهم من الذين اشتركوا في المسابقة، فهؤلاء الشباب يمثلون الجيل الجديد، الذي يعيش عذاباً وفي نفس الوقت يحلم بحياة جميلة .



من ناحية أخرى ، كان لنا أحاديث مع الإعلامي وسام بريدي والممثل ميشال أبو سليمان ومنظمي الحفل جوني فضل الله وإبنته سامنتا، ومصمم الأزياء عبد محفوظ، والفائز في مسابقة The Young Designers المصمم عبود جمال .



الإعلاميوسام بريديقال لموقعنا أن تنظيم مناسبات مثل أسبوع الموضة أمر ضروري للبنان، وتابع أن هذا الحدث اليوم ليس غريباً عن بيروت كونها عاصمة الموضة، ويبقى الأهم ان نعطيها زخماً أكبر ونقويها أكثر .
وتابع بريدي مشيداً بلبنان قائلاً أن بلدنا رائد بكل ما يقوم به، فكيف لو كان الامر يتعلق بالموضة التي تُعد عالمنا .
وعما إذا كان يجب أن يكون هناك مشاركة أكبر في أسبوع الموضة من قبل المصممين اللبنانيين قال بريدي "أكيد"، مستدركاً انه من ناحيته يرى أن هذا المشروع سيكبر أكثر في السنوات المقبلة .

أما صاحب الشركة اللبنانية للإنتاج والخدمات l.i.p.sجوني فضل الله، الذي نظّم الحدث قال إننا نشهد على وجود أسبوع موضة رسمي في لبنان، وما أثبت نجاح هذا الحدث هو الجمهور نفسه الذي حضر، فكل عروض الأزياء التي تمّت كانت مقاعد مشاهدتها محجوزة بشكل كامل، والناس طلبت شراء بطاقات للحضور ولكن لم تكن متاحة للبيع .


وأضاف فضل الله أن المجهود الكبير الذي تم لإنجاح هذا الحدث هو عائلي حيث أنه وإبنته الآنسة سامنتا نظما الحدث وحيدين ، وهو ما لا يمكن أن تقوم به الدولة .

وتابع فضل لله:"تحدياً للوضع قمنا بهذا النشاط أرجعنا مشهد الموضة إلى بيروت بعد أن سرقوه منا".
وذكر فضل الله أن الحدث تضمن مشاركة مصممين لبنانيين وعالميين وعرب وماركات والجميع رحب بالفكرة، وأضاف قائلاً :"اليوم وقت بيكون في إرادة وناس حدّي متل بنتي سامنتا هالشي بيكبر القلب وبيخلي الواحد يوصل لبعيد".
وحين سؤال فضل الله عن عروض الأزياء السابقة التي كان ينظمها في السنوات الماضية ضمن فعاليات شبيهة بأسبوع الموضة في بيروت قال :"سابقاً كانت محاولات لتدريب الناس على فكرة أنه سيكون هناك أسبوع موضة رسمي في لبنان، وحين ثبّتنا الإسم رسمياً أظهرنا للجميع أن مستوى أسبوع الموضة في ييروت عالمي ، ووصلنا لما كنا نخطط له".

منظمة الحدثسامنتا فضل اللهقالت :"نفتخر كشركة بأن نكون نحن من قمنا بهذا الحدث ، هذا المجهود فردي ، من دون أي دعم ، والمناسبة تأتي لنقول للعالم ان الموضة ما زالت موجودة في لبنان".
كما ذكرت سامنتا أن النسخة الثانية من الحدث ستكون بين 19 إلى 23 نيسان/أبريل 2016.
وشكرت سامنتا كل المصممين الـsponsors الذين آمنوا بهذا المشروع وعلموا أن هذا الحدث هو بداية الطريقة الذي سيستمر.

الممثلميشال أبو سليمانقال أنه يتمنى أن تكون كل الاحداث في وطننا لبنان مثل حدث أسبوع الموضة، وليس مثل ما نشهده من احداث بسبب السياسيين ، وتابع :"وجه البلد هو الذي نشهده هنا، هذا هو لبنان الحقيقي، لبنان الفرح، العطاء ، الفن والواجهة الجميلة".
وأضاف أبو سليمان :"مش متل زعمائنا اللي مقرفينا حياتنا ومقرفينا عيشتنا".
ووجه أبو سليمان رسالة للقيمين على الحدث أن لا ييأسوا ويستمروا في هذا المجهود.





مصمم الأزياء اللبناني العالميعبد محفوظقال أنه سعيد بوجود اسبوع الموضة في بيروت، معتبراً أن لبنان يستحق ذلك .
وتابع :"نمر صديق لي وعوّدنا دائماً على ان يقدم كل ما هو جميل".
وعن مشاريعه المقبلة قال محفوظ أنه يستعد لعرض ازياء في باريس مع بداية العام المقبل، كما سيطلق مجموعة من فساتين الزفاف عام 2016.

المشتركعبود جمالالذي فاز في مسابقة "المصممين الشباب" The Young Designers ضمن فعاليات أسبوع الموضة الرسمي في بيروت، قال انه كان مطلوباً القيام بـ 4 تصاميم ، 3 منها من ستايل المشترك ، والرابع هو تابع لموضوع Movember – Mustache November، وتابع أن عمله كان مميزاً معبراً عن فرحته بأنه أول شخص يفوز كون الحدث يقام للمرة الأولى .

وأضاف عبود أنه تخرج هذا العام من جامعة ESMOD ، ويحضر لمجموعة أزياء سيعرضها ضمن فعاليات اسبوع الموضة في نسخته الثانية .
وشكر عبود القيمين على هذا الحفل خصوصاً الأستاذ جوني فضل الله ، وختم بالقول أن طموحه بات أكبر خصوصاً أنه حقق هذا النجاح وهو ما زال متخرجاً جديداً .

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.