إنها صورة وصوت لبنان، شامخة كأرزه ، تسافر بنا إلى حيث لا نعلم، هي الفخر للفن اللبناني لا بل هي الفن اللبناني بحد ذاته وبأجمل صورته، هي التي لا تتكرر ولو بعد آلاف السنوات ، بإختصار هي لبنان ولبنان هو فيروز.


كانت فيروز هي العنوان العريض لإنطلاق BAFF art film festival يوم أمس برعاية وحضور وزير الثقافة ريمون عريجي حيث تم في اليوم الأول عرض فيلم "فيروز" للمخرج فريديريك ميتيران وهو من 1998 وسيشهد المهرجان أفلاماً ستعرض تتناول كل أنواع الفن والابداع حيث يستمر من 5 الى 8 تشرين الثاني.
فيلم "فيروز" الغني بالمعلومات والذي تعرض فيه مقابلة نادرة مع السيدة فيروز اجرتها منذ سنوات، وتعرض ايضا به مشاهد نادرة لها منذ طفولتها مروراً بنجاحاتها العظيمة في عالم الفن كذلك علاقتها بعاصي والعائلة واسرار نادرة كشفها الفيلم عن سفيرتنا الى النجوم.

عرض خلال الفيلم مشاهد من حيث ولدت فيروز من منطقة "البسطة - زقاق البلاط" في بيروت إذ عاشت "نهاد حداد" في عائلة متواضعة لكنها سعيدة، وعرض بعض المداخلات من أهل المنطقة متحدثين عن فيروز ليقول الشارع "اينما نتنقل في لبنان تسمع فيروز"، وتقول فيروز: "كانت عائلتي متواضعة فقيرة ولكن كنت سعيدة جدا .. ما كان في همّ ما كان عندي شي من اللي عندن ياه الاولاد ولكن كنت سعيدة ولا أدري ما السبب، طفولتي وعمري لما كنت صبية ما كان يعرف الزعل أبداً".

ثم يعرض الفيلم انتقال فيروز إلى الدبيّة وتقول عنها "الجو كان هناك بسيط جدا وجميل وكان كل همي الانتظار لأسمع الموسيقى، كنت حب الموسيقى كتير وإلحقها لاسمعها لأن ما كان عندي راديو بل اسمع من راديو الجيران" فتروي فيروز حين كان الجيران ينزعجون من كثرة غنائها يوميا (الى حد ما غادرنا فارتاحوا مني كليا)".

وعُرض مقاطع غنائية من اجمل ما قدمت فيروز فتتابع خلال المقابلة: "كان لدينا موسيقى وأناشيد في المدرسة وكنت حتى لو مريضة أنال العلامة من دون أن أقدم شيئا".. "كانت حياتي في الطفولة والمراهقة هادئة وبسيطة وكانت الضيعة عنا ساكتة مثل طفولتي، ما كنت إلعب متل الاولاد كنا نقضي اليوم أنا وستي لنجيب المي من النبعة ونحضر الطعام وتنظيف البيت وشراء الاغراض ولا كهرباء فننام بكير والحياة كانت محدودة لكني احبها جدا، كنت أغني وحدي لأن عند ستي ما كان في راديو، وقدمت لها اغنية وكلما اسمع اغنية (ستي) أستذكرها طبعا هي التي كانت تخبرني قصص وعن حياتها.. والهم الذي يمر لا أراه من كثر هدوء طفولتي".. "ما كان عندي حدا روح لعندو فقط ستي وامي وبيي وفلّو" ثم تروي فيروز في الفيلم قصة دخولها الاذاعة وتوظيفها بالكورال ولاحقا غنت لهم أغنية لأسمهان وفريد الأطرش. وتضيف: "رغبتي وسيستام حياتي كانا مختلفين كليا عن الجو الفني الذي يعرفه كل الناس، كان جوا محافظا جدا وكل نشاطي كان من البيت الى الاذاعة.. وكل ما يُبث من الاذاعة مباشر وفي هذه الفترة تعرفت على عاصي ومنصور لانهما كان موظفين في الاذاعة وبدأ المشوار معهم وبدأ الفن اللبناني وهذا الفن كان مختلفاً كلياً عن الجمل الموسيقة العادية".

وتطرق الفيلم في مقابلة فيروز إلى حياتها الزوجية الفنية: "كان عاصي سريع العطا وانا سريعة التلقي عشنا الحياة ولا علاقات مع الناس وشغلنا كان حياتنا ليل نهار ولا نعرف الوقت..ولما نضهر عالحياة نحس انو غلط، كان عاصي صارماً بالفن وقاسياً وهذا مهم لاني بنت هذه المرحلة القاسية.. كنت أخاف من الأنواع الموسيقية الجديدة لكن اصرار عاصي كان يشجعني وعندما يقرر شيئاً يمشي فيه ولا تهمه مواقفي فخلق نوعاً من الفن الجديد ضد الفن الذي كان موجودا لذلك ما كنا محبوبين أبدا ولكن كنا مصرين على ما نريد لذلك هذه اللامحبة لم تدم كثيرا ومشينا ومرقت المرحلة".
وتابع الفيلم مشوار فيروز وأبرز المحطات التاريخية في لبنان.

خلال مشاركة موقع الفن في افتتاح هذا المهرجان الذي غابت عنه الكثير من الوسائل الاعلامية إلتقينا وزير الثقافة ريمون عريجي وقال: بيروت تشهد افتتاح معارض ومهرجانات على مستوى عالمي وهذا دليل كبير على تعلق اللبناني بالثقافة وبالحياة ، هذا المهرجان له خصوصية وهي أنه سينمائي لكن الافلام المعروضة فيه كلها تتعلق بالفن بكل أشكاله وانواعه وبالتالي نمزج بين الفن السينمائي والفنون الاخرى ، واليوم حظنا حلو اننا نشاهد فيلماً عن السيدة فيروز وآل الرحباني وهم قامات كبيرة في الفن اللبناني".
وعن تكريم واستذكار كبارنا يقول عريجي: "ان كان كمواطن أو كمسؤول أقول أن على اللبنانيين تكريم الكبار ان كانوا فنانين أو مبدعين بأي مجال ، ونحن بالوزارة نواكب هذا الموضوع ونكرّم الكبار".

ويضيف: "لدينا نشاطات مقبلة ، والنشاط المقبل هو في مطار بيروت وافتتاح الطابق الأرضي في متحف بيروت الذي يضم أكثر من 600 قطعة".


رئيسة المهرجان أليس مغبغب :"هذا المهرجان حضّرنا له منذ 365 يوماً وأخيراً وصلنا للافتتاح وكان الافتتاح ناجحاً وبدأ بحماس كبير ووجود كثيف من الأصدقاء ليشاهدوا فيلم فيروز لفريديريك ميتيران وهو فيلم ليس جديداً إنما كل الافلام الاخرى جديدة من 2013 2014 و2015 ، واخترنا هذا الفيلم لأن فيروز فنانة لبنانية عظيمة وأكبر فنانة لبنانية وفي هذا الفيلم صور من الأرشيف نادرة جداً، وفيه تاريخ لبنان بعظمته واحزانه والحرب ، فهذا الفيلم سيدخل بحياة اللبنانيين وسيحبونه . وباقي الأفلام ستكون عن الهندسة المعمارية والاوبرا والرقص والفن التشكيلي والمتاحف والموضة والسينما والطرب وانا ادعو كل من يهمه الفن أن يشترك في هذا المهرجان لأنه كبير والافلام التي تُعرض آتية من مجموعة خاصة جدا ولن تتواجد لا بالسوق ولا بباقي المهرجانات".