ملحن لبناني متميز يضيف بنغماته بصمته الخاصة إلى كل عمل يحمل توقيعه.

حذر جداً في الحفاظ على اسمه ونوعية الأعمال التي يقدمها. لا تهمه الشهرة أو الانتشار من خلال الأعمال الهابطة والاصوات التي هي دون المستوى.

في اعماله فخامة معينة نادرا ما نجدها في السوق الغنائي بالفترة الأخيرة.

انه الملحن هشام بولس الذي تحدث لموقع "الفن" عن اصداراته الأخيرة مع الفنان ناجي أسطا والفنانة أنغام بالاضافة إلى دكتوراه المسرح التي يحضرها .

مبروك كل الإصدارات الفنية الأخيرة مع الفنان ناجي اسطا والفنانة المصرية أنغام.
شكراً جزيلاً لك.

هشام في البداية أخبرنا عن تعاونك مع ناجي في 3 أغانٍ في البوم "هيك"، علماً انه ليس التعاون الأول بينكما وانت كنت من الداعمين له في انطلاقته؟

ناجي اكثر فنان نجم اعطيته اغاني "Hits" حتى الآن. هناك لقاء فني بيننا وثقة كبيرة. فأنا عندما أقول لناجي تعال هناك أغنية جديدة جميلة، يأخذ ناجي الأغنية حتى من دون ان يستمع اليها.. لهذا الحد لديه ثقة. وهذا نتيجة الكم الكبير من الأعمال الناجحة التي اعطيته اياها منذ فترة طويلة وحتى اليوم . واذا عددت الأغاني الـ "Hits" التي اعطيتها لناجي ستجد انه يتفوق بها على كل النجوم الشباب الجدد.

وماذا عن التعاون في ألبوم "هيك"؟

أردنا في البومه الجديد ان تكون الصورة جديّة اكثر أي أن تختلف وتتنوع بين الأغنية الفولوكلورية الشعبية التي كنت أعطيه اياها إلى الأغاني الكلاسيكية. اعطيته "هيك" عنوان الألبوم وأغنية "ما بيخلصوا" وهما أغنيتين كلاسيكيتين وهناك أغنية ثالثة مصرية "واخد بالي" وهي الأغنية المصرية الأولى لناجي.

هل ناجي "قنوع" ولا يزال يتقبل النصيحة. ولهذا السبب التعاون مستمر بينكما ؟

ناجي لا يزال من الفنانين الذين يعرفون جيداً انه يوجد اشخاص يفكرون عنهم. ناجي ليس فقط قنوعا ومذوقا بالاختيارات أيضاً، الأهم انه يثق اننا نقدم له الأعمال الجميلة والحمد لله ناجي مدرك أننا منير بو عساف وأنا نعطيه هو وغيره من الفنانين أعمال جميلة.

في أغنية "هيك" نسمع الكورس يغني على أكثر من طبقة، وهذا مشابه لما سمعناه في أغنية "كيفك يا وجعي" التي لحنتها أيضاً للفنان وائل كفوري. وهناك من قارن بين الأغنيتين بسبب هذا التشابه.

عادة في كورال الأغاني التي تسجّل يكون الحد الأقصى للصوت هو الـ "ligne du champ principal أي كما يغني المطرب. في أغنية ناجي "هيك" قصدنا ان يكون الكورال "Polyphonique" أي ان فيه اكثر من نغمة مع بعض يخلقون معاً ما يسمّى بالهارموني والتجانس في الموسيقى. ولهذا تسمع اصواتاً منخفضة، اخرى متوسطة وأخرى عالية. وبالفعل هي نفسها التي استخدمناها في أغنية "كيفك يا وجعي" للفنان وائل كفوري.

لحنت أغنية "واخد بالي" لناجي وأغنية "اهي جت" لأنغام . انت لم تلحن أغانٍ مصرية منذ فترة ؟

مئة بالمئة "صرلي فترة ما لحنت مصري". أنا أفضل كملحن لبناني أن اركز اكثر على تلحين الأغاني اللبنانية .. أنا متعصّب قليلا للأغنية اللبنانية. ولكن عندما تكون قد درست الموسيقى لـ 8 سنوات في الكونسرفتوار وتتعلم حينها كل شي عن الموسيقى في الأغاني المصرية اعتقد اننا قادرون على التلحين بالمصري. ومع انغام تلحين الاغنية المصرية ليس لعبة. وشهادتي الكبيرة أتت عندما قررت أنغام ان تضع أغنية "اهي جت" الأغنية الأولى في الألبوم بين 12 أغنية مصرية وقررت أن تصورها وتعود بها بعد غياب 3 سنوات .. هذه اكبر شهادة من نجمة بحجم أنغام.

بماذا يخدمك شخصياً تلحين الأغاني المصرية ؟

من خلال هذه الألحان لا أحصر نفسي بملعب واحد ومن خلال هذه التجربة استطيع أن أبرهن للعالم كله وللمصريين أيضاً انه يمكنني كملحن لبناني ان ألحن الأغنية المصرية. لكن انتبه، هناك ملحنون كثيرون "فيهن الخير والبركة" وتاريخهم كبير في الفن ولكن تشعر بأن تاريخهم الفني متشابه وقريب من بعضه وتكون كل اعماله بروحية واحدة وبيئة واحدة ونمط واحد ومعين. وكلما كان الملحن منتشراً أكثر ومتنوعاً يثبت انه ليس أسير لون واحد.

أغنية ناجي "واخد بالي" من كتابة منير بو عساف، وأغنية أنغام "اهي جت" من كلمات كاترين معوض. هل اسهل عليك تلحين الأغنية المصرية عندما تكون بقلم شاعر لبناني ؟

النص المصري نفسه أكان الشاعر مصرياً أم لبنانياً. ولكن التقطيع والنمط الشعري هو الذي يختلف من بلد إلى آخر.

هناك من ينتقد الشاعر اللبناني عندما يكتب بالمصرية. بما أنك لبناني وتؤيد التلحين بالمصري فهل أنت أيضاً مع ان يقوم الشاعر اللبناني بكتابة النص المصري ؟

اذا كان متمكن من المصري ويكتب بطريقة جملية ولا يكتب بتكلف ليش لأ... المهم الا يكون كتب لمجرد اللعب في غير ملعبه. اذا كل سنة كتب الشاعر نصا وموضوعا مصريا جديدا وجميلا فهذا أمر عادي بالنسبة لي.

بالعودة إلى أنغام . كيف التقيت بانغام فنياً ؟

تعرفت على أنغام مع الشاعرة كاترين معوض. كان لدى أنغام حلم منذ فترة طويلة بغناء اللبناني وقد حاولت اكثر من مرة ان تحضر أغنية مع اكثر من شاعر وملحن. وسمعتها تقول في احدى المقابلات انها حاولت لفترة طويلة ان تجد أغنية لبنانية تشبهها ولكنها لم تكن تجد ذلك. ويبدو انه عندما حضرت لها أغنية "عم بكره الموسيقى" وجدت أنها تشبهها . لقد اسمعتها الأغنية مرتين فقط قبل ان تختارها. أنا اعرف أنغام قبل هذا التعاون، وعرفت انه علي لأحصل عليها أن أقدم لها ما يشببها واستطعت ان أصيب ما هي تحب وتريده.

وماذا عن "أهي جت" ؟

الأغنية المصرية "أهي جت" اتت وليدة الصدفة 100 بالمئة. لقد اسمعتني كاترين موضوعاً مصرياً أعجبني واقترحت عليها أن تسمعه لأنغام خصوصاً أن الموضوع جميل وجديد. فسمعته أنغام ثم سافرت وبعد شهرين اتصلت بكاترين وطلبت منها تحضير الأغنية وتلحينها. عملت على النص ولحنته ولكن الأمر كان صعباً لأننا بقينا بين ذهاب واياب وبين نعم ولا حتى رسونا في الآخر على هذه الصيغة النهائية وقام بتوزيعها طارق مدكور.

هل تزعل اذا كانت تجربة أنغام اللبنانية المقبلة ليست معك ؟

يكفيني شرف أنني كنت اول من تعاملت معه. وبرأيي لا يوجد اي مطرب هو حكر على ملحن واحد أو العكس. يمكن ان تنجح معي ومع غيري.

ما هي الأعمال الجديدة التي تحضر لها ؟

انا سعيد جداً اننا بدأنا العمل على البوم الفنان وائل كفوري الجديد. وحتى الآن هناك أغنية واحدة اختارها وائل ولكن كما تعمل التحضيرات مع وائل مستمرة وتبقى مستمر حتى اللحظات الأخيرة. هناك أيضاً تحضير أعمال مع ملحم زين، نادر الأتات "علقة وعلقتها" ومبدئياً هناك اعمال أيضاً مع اسماء اخرى ولكنني أفضل عدم التحدث عنها قبل أن تصبح اكيدة. نقرأ بعض المقابلات التي يتحدث فيها الملحن عن 13 تعاون ثم في نهاية العام يصدر 3 منها فقط. انا لم أقل يوماً انني سأتعامل مع الفنان ولم أعطه الأغنية.

انتشر خبر تعاونك مع الفنانة نانسي عجرم منذ أشهر كثيرة ولكن فجأة توقف الحديث عن هذا التعاون لماذا ؟

حين تحدثت مع نانسي كانت قد طرحت لتوها ألبومها الجديد والآن هي الفترة التي عادت فيها للتحضير لألبومها المقبل. كانت في الفترة الماضية منهمك بتصوير الأغاني والبرامج ولم تكن تركز على عملها الجديد. وانا اعرف ان نانسي عادت أخيراً إلى التركيز على تحضير البومها الجديد ودخلت بالتحضيرات الجدية له.

في سياق آخر، لماذا دكتوراه المسرح ما دمت ناحجا في التلحين ؟

عندما دخلت إلى الكونسرفتوار كان عمري 15 سنة وأضف عليهم 8 سنوات وبالتالي بعمر 23 سنة كنت متخرج من المعهد الموسيقي. عندما انتهيت من المدرسة قررت أن أدرس المسرح. من صغري أحبه. وعندما انتهيت من المسرح أكملت "ماستير" وكنت بذلك الوقت أحب المسرح وأجد أن التعليم سهل وأنا بطبعي أحب الدرس والتعلم. لدي كل يوم 4 أو 5 ساعات على المكتب من الآن وحتى سنة تقريباً لأنهي الدكتوراه. وطالما فيني اعملها ليش لأ؟ وأضف إلى ذلك هذه الشهادة ضمانة بالنسبة لي وسلاح اضافي بيدي. لو دامت لغيري لما آلت الي وأنا متأكد انني في مكان ما ويوما ما، لن يدوم لي التلحين. وعندما تحين تلك اللحظة أحب أن اكون قد اتخذت احتياطاتي. دكتوراه المسرح اولا تزيد من ثقافتك ومصداقيتك وتفتح لي مجال التعليم بالجامعات. إضافة إلى أنني عندما أكون بلجان تحكيم ، كما في تجربتي في ستار أكاديمي، لا أكون الاستاذ العادي بل الدكتور.

هل تفكر بالمسرح الغنائي ؟

أكيد هذا المشروع للمستقبل طبعاً. ولكن تركيزي في الفترة الحالية هو على انهاء الدكتوراه وبعدين كل حادث له حديث.

من الفنان الذي قد تختاره ليكون بطل هذا العمل المسرحي الغنائي ؟

هناك الكثير من النجوم .. في المسرح الغنائي، كما عند الرحباني، يكون لديك بطل وبطلة ويكونان محاطين بكوكبة من النجوم والممثلين. هناك أسماء كثيرة وأصوات تستحق الوقوف على المسرح. هيفا وهبي يليق بها الوقوف على المسرح، وائل كفوري، ناجي أسطا، جوزيف عطية ونادر الاتات كلهم يليق بهم المسرح.

ما دمنا نتحدث عن التمثيل، ما رايك بتجارب الفنانين بالتمثيل ؟

انا لا اشاهد التلفاز إلا لمتابعة الأفلام أو الأمور المرتبطة بدراستي. لا اتابع ولذلك لا يمكنني ان اعطي رأيي. ولكن أنا مع ان يجرب الفنان ولكن ايضاً أنا مع ان يكون واعياً لتجربته والا يكررها اذا لم تكن ناجحة. وبالتالي اذا كانت حلماً بالنسبة له وتشكل هاجساً ليجربها مرة لا بأس في ذلك.

وضع المسرح في لبنان يعاني وليس مستقراً رغم كل المحاولات. انت كدكتور بالمسرح ما الخطوة التي تقوم بها من اجل انعاشه ؟

المسرح بالنسبة لي هو واجهة الشعوب ووجهها الحضاري. فكلما زادت الحضارة عند الشعوب كلما ذهبوا لمشاهدة المسرح وكلما قلت بعد الجمهور عن المسرح. طبعاً هناك من لا يزال يذهب ويتابع المسرح ولكن هو المسرح ككل بحالة تراجع في كل العالم وليس عندنا فقط. توجه الجمهور أصبح اكثر نحو السينما والعروض الموسيقية اكثر. يذهبون لمشاهدة امور ترفه عنهم وليضحكوا ولا يتجهون نحو المسرح الدرامي. ورغم ذلك، الأمر لا يخلو من بعض الاشخاص الذين يحبون المسرح. أنا في حال سأقوم بهذه التجربة سيكون من خلال نص درامي وموسيقي. انا اشتقت للمسرح ككل.

في الختام نتمنى لك كل التوفيق.

شكراً جزيلاً لك ولموقع "الفن" على المتابعة.