سندريلا الشاشة السورية من جديد وفي إطلالة جديدة ولكن بعيدا عن بلدها، بل وفي ترحال آخر حاطةً في بلد آخر، بل وفي معطيات جديدة تقودها إلى مكان جديد للعيش في بقعة أخرى.

إنها سوزان نجم الدين، ومصافحة لمصر، للإقامة هناك بغرض العيش والعمل، معلنة عن طموحاتها وأمنياتها من جهة، وفي الوقت نفسه تؤكد استحالة ابتعادها إلى الدراما في بلدها ومهما كان الظرف فيه.

سوزان نجم الدين وحوار خاص للفن .



أين هي سوزان نجم الدين اليوم؟
اليوم أجهّز للاستقرار في مصر نحو انطلاقة جديدة في العمل والمهنة بشكل عام، وفي الحياة أيضا، وقد أمنت منزلا في مصر لهذا الغرض، ويأتي ذلك بعد رجلة قمت فيها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة شهرين.

ماذا عن الرحلة وما كان فيها بالضبط؟
الرحلة كانت مخصصة كلها ومنذ بدايتها وحتى نهايتها لأولادي الذين مضى سنة كاملة على عدم رؤيتي لهم وهذه أول مدة أغيبها عنهم، فذهبت إلى أمريكا وبقيت معهم هناك طيلة الوقت ولم أقم بأي نشاط سوى الجلوس مع الأولاد.

ما الأشياء التي تغيرت بالنسبة إليك بخصوص الأولاد؟
الكل باتوا في المدارس، الكبار في المرحلة الإعدادية والصغار في الابتدائية، وتغيرت أشياء كثيرة مثل عدم قدرتي على العيش دونهم وازدياد مساحة تعلقهم بي أكثر بكثير عن ذي قبل، وأصبحت أخاف عليهم أكثر مما مضى وبخاصة أنهم يعيشون في مجتمع بعيد عني وغريب عني ولو أنهم يقيمون مع أهل أبيهم المعتادين على المجتمع الأمريكي، لكن بالنسبة لي يبقى المجتمع الأمريكي مختلفا.

ومتى يمكن أن تحل هذه المشكلة؟ مشكلة الأولاد بالنسبة إليك؟
هذا حلم لي أن أجد حلا لها فلم يعد للحياة طعم من دونهم، وفي الحقيقة وبعد مغادرتي لهم، لم يغادروني ولم أغادرهم إذ يكون التواصل بيننا طيلة اليوم عبر وسائل الاتصال المختلفة ويتحدثون معي في كل دقيقة وكل ساعة ولا أجد ساعة واحدة للبعد عنهم، وهذا يعوض بعض الشيء الغياب.



نعود إلى سوزان والاستقرار في مصر.. وماذا عن سورية والدراما السورية؟
في سورية أنا قائمة وفي أي وقت ولا تردد ولا غياب ولا ابتعاد، وكلما عرض علي عمل مهم سأكون متواجدة فيه وعلى الفور، ولا شيء يمنعني عن دراما بلدي أو عن بلدي وهذه الأمور محسومة بالنسبة لي وأكدت عليها في الموسم الماضي أو موسم العودة إن جاز التعبير.

كيف بالتحديد؟
كان لي غياب قبل الموسم الماضي عن الدراما السورية وكان لي الكثير من الأسباب وراء ذلك، لكن في الموسم كان حضوري في الدراما السورية من خلال مسلسل امرأة من رماد مع المخرج نجدت أنزور، وسيكون لهذا الحضور تكرارا ولأكثر من مرة بل في كل موسم عندما أجد نفسي في المسلسل الذي يكون معروضا عليّ.

والدواعي الأمنية للحضور؟
لا شيء يمنع ولا يمكن التأخر عن بلدي مهما كان ظرفه صعبا ومهما اشتدت الحرب فالسوري يحضر إلى بلده لأداء واجبه تجاهه دون الاكتراث للهوامش، والحرب في بلدنا هامش وكل سوري يضعها في الدرجة الثانية بعد واجباته. لن أتأخر عن بلدي وسأزورها في أي لحظة يكون فيها واجب علي الحضور.



وهل من الممكن أن تأتي إلى سورية لأي مسلسل كان؟
لا هذا مستحيل، لأن في سورية تاريخ لي واسم لا يسمح لي الجمهور بموجبهما أن أحضر كيفما كان، بل يتوجب علي أن أكون في مكان محترم لدى الجمهور، فالدور والمسلسل شيء مهم جدا بعد عقدين من الظهور بالصورة القوية أمام جمهوري والجمهور السوري عموما.



وفي مصر كيف سيكون الأمر؟
في مصر قد يختلف الأمر فأنا آتية إلى جو جديد ودراما جديدة ويمكن أن أحجز لنفسي أدوار بطولة فقط، لكن ليس المهم قوة المسلسل من عدمها، والسبب بصراحة أنني أجد نفسي في مصر في مرحلة تأسيس للمستقبل من جديد.

بين هذا وذاك ما الفرق بالتحديد؟
بصراحة الحضور الضعيف للفنان هو غياب، والعكس صحيح فالحضور القوي ولو في مسلسل عادي هو حضور وبروز، وبين هذا وذاك أبحث عن حضور قوي في مصر لأنشئ لنفسي مرحلة في مصر كالتي كنت عليها في بلدي، مع استمراري في بلدي دون انقطاع إن شاء الله.

مشاريعك الأخيرة الموسم الماضي.. كيف كانت؟
كانت محسوبة وبخاصة في مصر ولكن ما لا يعرفه الجمهور أن موافقتي على المسلسلين الذين شاركت فيهما " وش تاني" و " كش ملك" كانا من بين عشرات العروض، لأن القراءة بالنسبة لي هي الهم والاختيار صعب وليس سهلا. كذلك في مسلسل امرأة من رماد في سورية حيث جاء بعد دراسة متأنية للظهور في بلدي من جديد، وكنت موفقة في الخيارات الثلاثة لكن مع التأكيد على أن تلك الخيارات كانت من بين العشرات من العروض التي تلقيتها من الأردن ومصر ولبنان وسورية.

في غمار التنقلات بين دمشق والقاهرة ودبي.. ما الذي ترينه يتغير في حياة سوزان نجم الدين في ضوء المتغيرات الحياتية؟
الكثير يتغير وكل يوم، فمثلا نظرتي للحياة تتغير وللدنيا كذلك، وأقنعة تسقط والكثيرون باتوا هياكل عظمية لا لحم عليها لتحميها من التعري. شيء مزعج ما نراه في التغيرات المستمرة، وفي الحقيقة تراني أهرب أحيانا من أمور كثيرة كي لا أكشف حقيقتها لأنني بت أكره كثيرا رؤية البشاعة على حقيقتها.

وكيف يمكن لسوزان أن تتعامل مع هذه الصور المتراكمة واليومية؟
أحاول ترميم بعض هذه الأمور والثغرات وأحاول التعايش معها كما لو أنها أمر واقع بل هي كذلك، ويزداد ألمي كثيرا كلما رأيت التغيرات في العادات والتقاليد لدى الناس، والتألم شيء من المعالجة لتلك الأمور.

وفي مصر.. ما الذي تسعين لتحقيقه؟
في مصر أسعى لكل شيء يشبهنني ولا يجعلني أتغير. لن أتنازل عن شيء من مبادئي وسأضع كل إمكاناتي لتحقيق طموحاتي. كل هذا ليس سهلا لكنه ممكن التحقق ولو أنني فاشلة في العلاقات الجانبية ومجتهدة فقط في العطاء.

وما الذي تأملينه وتنتظرينه في هذا البلد؟
آمل أن اشتغل مع اشخاص أقوياء يكونون قادرين على التسويق لأي عمل وإيصاله إلى الخارج، لأن أي مشروع فني ومهما كان قويا لن يكون ناجحا إذا لم يحظَ بتسويق قوي، بل سيكون فاشلا، ومناي أن أحظى بالعمل مع جهات قوية جدا تتمكن من تسويق كل مشروع اشارك فيه إلى خارج مصر.