42 عاما عاشتها رندة، 23 منها في الوسط الفني، وجمال في الروح وفي الشكل وفي المنطق، ورقّة وطيبٌ لا تقليد فيهما.

جميلة في الداخل والخارج، وكل هذا وسط حياة كانت فيها معذبة بشهادة بعض أصدقائها وصديقاتها، ولو كان مسموحا لنا الكشف عن تفاصيل محزنة في حياتها لأخذت تلك التفاصيل مساحات واسعة، لكن السند كان شخصية رندة وحبها للحياة وإنسانية من تعاملت معهم فأحبتهم بصدق وأحبوها بالمثل.

نخبة من نجوم الدراما السورية يتحدثون عنها، عن صفاتها، وخصالها، وعن مواقف مرت بينهم وبينها، قالوها والدموع تجرف وجوههم هابطة من عيون لم يعد مكتوبا لها أن ترى رندة.

ريم عبد العزيز:ساهمت بتحقيق أهم حلم لها!!
تقول النجمة ريم عبد العزيز وهي العضو في المكتب التنفيذي لنقابة الفنانين، إنها كانت تعلم بأن كبرى أحلام رندة مرعشلي في الفن، أن تصبح عضوا في نقابة الفنانين.
وتضيف:" اجتمعنا في المكتب التنفيذي مع نقيب الفنانين قبل أيام واتخذنا قرارا بمنح رندة لقب "عضو شرف" في النقابة، وتوجهت أنا وهادي بقدونس إلى المستشفى وسلمناها وثيقة العضوية إضافة إلى بطاقة صغيرة، فقامت رندة بضمّ الوثيقة والبطاقة إلى قلبها وقالت:" هذا كان حلمي".
وأردفت ريم:" بكت رندة وقالت لي تعالي وأعطني بوسة.. تقدمت وقبلتها وقبلتني، وكان موقفا حزينا جدا".

لا أنسى ايضا الصلاة المشتركة التي أقمناها في المستشفى قرئ فيها القرآن والإنجيل تضرعا لله لأن يشفيها، وكان موقف الجميع يدل على حب كبير يكنه كل شخص لها.
رحمة الله عليها.. خسرناها، وهي خسارة لن نستطيع تعويضها.

سحر فوزي: كانت ابنتي بحق!!

علاقتي برندة قديمة وتعود إلى بدايات زواجها، حتى أنه لدينا صور لها وهي حامل بابنتها هيا التي أصبحت ممثلة، وكان لدينا في العائلة أختي حامل أيضا، وبالتالي تزامنت ولادة هيا من رندة مع ولادة أختي لابنتها.
رندة ابنتي بحق ودائما كنت أشعر بشعور الأمومة، وحتى في المستشفى في أيامها الأخيرة كنت أتوجه إليها كما لو أن ابنتي في الموقف نفسه، كما وشعرت بأن كل من حضر من الكبار حضر كأب أو كأم، ومن حضر من الشباب حضر ليرى أختا له في حالة مرضية صعبة.
أهم من لفتني في حياتها هو وجود نورس عبود زوجها الذي أحبها ورعاها بطريقة أثبت فيها أنه رجل بكل معنى الكلمة، فحياتها كانت صعبة وقاسية، وأرى أن العدالة لم تتحقق لها إلا عندما حظيت بنورس كزوج.
لي مواقف كثيرة معها فيها روح الدعابة ولكن طالما شاركت معي بمسلسل كوميدي كامل هو " عش المجانين" وكانت فيه ابنتي، فإنني أختصر كل الدعابات منها بهذا المسلسل.
الرحمة لها والصبر لنا ولأهلها، فخسارتنا ليست مجرد فنانة بل أخت وابنة وصديقة وروح أيضا.

وفاء موصللي: لا أنساها مع طارق ومع نورس!!
تقول النجمة وفاء موصللي إن ذكرياتها مع الراحلة رندة كثيرة، لكنها تختصر ذلك لموقفين، الأول عندما وقفت مع زوجها الأول طارق مرعشلي وحاولت النهوض معه في أعباء الحياة فافتتحت محلا لبيع الملابس ودعتنا للحضور ,اقامت لنا تنزيلات خاصة، وكيف كانت تسعى للعبور إلى شط الأمان في الحياة.
والثاني بعد سنوات طويلة مع زوجها الثاني نورس عبود الرجل الشهم والمحترم عندما افتتح لها مركزا للتجميل في المزة ودعتنا للافتتاح، وكيف رأيتها تتصرف كما كانت تتصرف في المرة الأولى بروح المسؤولية.
ما يبكيني حقا هو أنني بالأمس اتصلت بنورس أنا وأمانة والي، وسألناه متى سنزورها، فكان جوابه أن ننتظر يومين فقط لأنه سينقلها من المشفى إلى غرفة خاصة في فندق روتانا فيصبح حضورنا أسهل، لكن مشيئة الله كانت فوق كل مشيئة فتوفيت في اليوم نفسه.
أكاد لا أصدق وفاتها.. رحمها الله وغفر لها ولنا، ومنح أهلها الصبر والسلوان.

مها المصري: جئت من دبي كرمى لها!!
رندة حلوة رقيقة طيوبة طفلة.. رندة ابنتنا جميعا، بدليل أنني لم أعد في الفترة الأخيرة أشبع من التواصل معها على الواتس، فقررت المجيء إلى دمشق وغادرت دبي كرمى لها، ووجدتها متمسكة بالحياة وتفكر بمشاريع.
لكن ما يؤلمني أكثر هو أنني لم أعمل مع رندة في أي مسلسل، فقلت لها قبل أيام " حضّري حالك على مسلسل نشتغل وسوا".. وكانت سعيدة بكلام كهذا، ليأتي الموت الذي غيّبها نهائيا.
أعزي نورس الرجل الصادق في حبه لها، والذي لم يدخر وسيلة أو جهدا لعلاجها إلا وفعل، لكنه اصطدم بالموت.
رحمها الله واسكنها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أمانة والي: ثلاثة أشهر حوّلتها إلى أم لي!!
برغم أنني أفوقها بالعمر بسنوات، لكنني في لحظات غضب كنت أشعر بأنها تتعامل معي كأمي... وعلاقتي بها تعود لسنوات طويلة عندما اشتغلت أنا وإياها في مسلسل أردني واقمنا في الأردن ثلاثة أشهر وكنا الوحيدتين من سورية لذا نزلنا في فندق واحد، بل في غرفة واحدة.
ثلاثة أشهر كانت كفيلة بأن أعثر على أخت وأم وصديقة وابنة وحبيبة، فرندة محبة وصادقة ولا تعرف شيئا اسمه ضغينة، كما أنها لا تنظر للمال إلا كوسيلة للحياة لذا تغدق بالكرم على الناس وأنا أعرف ذلك عن قرب.
رحمها الله وعوّضنا عنها بابنتها هيا وبكل محبيها ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ناهد حلبي:عندما كنت حماتها كانت ابنتي!!
عجزت بسبب التعب والوضع الصحي لي عن التوجه إلى قريتها في طرطوس لحضور الدفن لكنني سأكون بعد غد في دار السعادة للعزاء بها وتلقي العزاء كأي أحد من أهلها.
رندة كانت كنّتي عندما كانت زوجة لابني طارق، وكانت في تلك المرحلة ابنتي قبل ان تكون كنة. والجميع يشهدون على قيمتها عندي، والتي تجسدت بشعوري بأن ابنتي في المستشفى وليس كنة سابقة أو صديقة.