"الحركة والتغيير هي في قلب الوجود".

..إنطلاقاً من هذه الفكرة تتلخّص رحلة حياة خاضها الكاتب والمخرج السينمائي عوني عبد الرحيم ووثقها في كتابه الجديد والصادر باللغة الإنكليزية عن دار نيلسون بعنوان "Full Moon Guru".

وكان عبد الرحيم قد احتفل بتوقيع كتابه بحضور سفيرة الهند في لبنان أنيتا نيّار وحشد كبير من القرّاء والمتابعين والمحبين، وذلك في غاليري أورنينا في الصيفي فيلدج في بيروت.

"الفن"، واكب حفل التوقيع والتقى الكاتب والمخرج السينمائي عوني عبد الرحيم الذي أخبرنا أولاً بأن عنوان الكتاب يرمز إلى احتفال سنوي يقام في الهند تكريماً "للمعلم" كونه يعمل على نشر النور. وعما غيّرت في داخله الأسفار التي قام بها على مدى ثلاثين عاماً قال: "بطبيعة الحال للعمر والتجارب التي يقوم بها الإنسان دور كبير في تغييره، ناهيكم عن السفر الذي يفتح آفاق كثيرة وواسعة أمامنا، وللهند خصوصية لا تشبه أي بلد آخر، ففيها سحر خاص ونظرة جديدة إلى الحياة.

السفر إلى الهند أو أي بلد آخر يؤثر في الإنسان إذا ما كان منفتحاً ويرى الأمور بمنظار فكري واسع وليس ضمن إطار ضيق ومحدود الزوايا". ويتابع عبد الرحيم بالقول: "لا رسالة معينة في هذا الكتاب بل كتبته من منطلق أنني مراقب لما يحدث وأستعرض الأمور وأنقل الواقع كما هو دون أن أعطي رأيي به. واقع البشرية على الأرض كارثي، والحروب والمشاكل في كل مكان، وللأسف الإنسان لم يتغيّر منذ فجر التاريخ". وعن مدى إمكانية قيام المواطن اللبناني تحديداً بهذا النوع من الأسفار والبحث عن الذات في ظل الظروف السياسية والإقتصادية والمعيشية التي يعاني منها، كان جوابه: "ضروري جداً، أنا مع الحراك المدني وأجده مهماً جداً وكذلك الحراك الفكري الثقافي حيث يجب أن نخرج من قوقعتنا وننطلق نحو أفق آخر مختلف وواسع فهكذا تقدّم الغرب وبهذه الطريقة يجب أن نتقدّم بدورنا بينما لا نزال نتحدث عن تفاصيلنا اليومية".

عبد الرحيم أكد على إمكانية تحويل الكتاب إلى فيلم سينمائي في الهند وباللغتين الهندية والإنكليزية، وأشار إلى أنه كتبه أولاً كسيناريو قبل أن يحوّله إلى كتاب، ونوّه بأنه يمتلك نعمة الكتابة باللغتين العربية والإنكيزية بمهارة . وختم عبد الرحيم كلامه بالقول: "أتمنى على من ابتاع الكتاب قراءته وفهمه وليس فقط الاحتفاظ به في المكتبة".

وعلى هامش حفل التوقيع أيضاً إلتقينا سفرة الهند في لبنان أنيتا نيّار التي هنّأت الكاتب والمخرج عوني عبد الرحيم على كتابه وأثنت على مضمونه وتحدثت إلى "الفن" قائلة: "لقد كان لي الحظ بأن قرأت الكتاب قبل الجميع وقد أحببته واستمتعت بقراءته والغوص في أبعاده. لقد وجدته مألوفاً بالنسبة إلي كونه يتحدث عن الفلسفة الهندية لكن المميز فيه أن يشرحها بطريقة بسيطة ولافتة للإنتباه في الوقت نفسه، كما أن العناصر البشرية التي استعان بها خلال بحثه كانت هندية كلاسيكية بحتة، وبالفعل إستمتعت بالقراءة". ولم تخفِ السفيرة الهندية حبها للبنان وعشقها لبيروت وعلّقت بالقول: "أشعر بأنني في منزلي وبين أهلي فثمة الكثير من القواسم المشتركة بين الهند ولبنان".