وأخيرا، ولأول مرة منذ ثمان سنوات، تنظم سورية احتفالا بمناسبة عيد الفنانين، بعد أن كان طيلة سنوات الأزمة يوما صامتا لا صخب فيه ولا أجواء توحي بذلك.

سهرة مميزة حصدت فيها سورية علامة كاملة من حيث الفائدة، حيث كانت المناسبة فرصة لعودة سورية إلى منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب الذي كانت فقدته في وقت سابق.

الفن استطلع آراء نخبة من نجوم الدراما السورية طارحة أسئلة معينة في هذه المناسبة.

دريد لحام:

هذا اليوم مميز، وأكثر ما يميزه الظروف التي تحيق بالبلد، فيأتي الفنان السوري إلى المناسبة ليحيي في قلب عاصمته مناسبة تربك حسابات من يراهن من الخارج على أننا أصبحنا بعيدين عن الفرح، ولنثبت من جديد بأننا نصنع الفرح وليس فقط نراه على الشاشات.

في هذا اليوم، التقى أبناء كل الأجيال في الدراما وصاغوا مع بعضهم البعض مناسبة كبيرة رعتها الدولة واستقبلنا فيها وفدا مهماً من اتحاد الفنانين العرب برئاسة رئيس الاتحاد، وهذه أيضا ميزة جديدة تضاف، ويضاف إلى ذلك أننا استعدنا مركزنا ومكاننا ومنصبنا في اتحاد الفنانين حيث عادت سورية إلى منصب نائب رئيس الاتحاد... كل هذا يؤكد أننا كنا في يوم مميز للغاية، وهذا هو ما اشتغلنا عليه طيلة السنوات الخمس الماضية، حيث كنا نقول بأننا نعمل ونصمد ونجهد لكي نعيش الفرح مثلنا مثل أي بلد آخر مهما كانت الظروف قاسية عندنا.


رفيق سبيعي:

في هذا اليوم يؤكد الفنان السوري أنه استطاع أن يعيد الفن في بلده إلى الألق العربي من خلال إعادة سورية من جديد إلى المنصب الذي فقدته سابقا " منصب نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب".. ويعي كل عربي اليوم أنه لو استكانت الدراما السورية تحديدا، واستكان الفنان السوري طيلة السنوات الخمس الماضية، لما كان هناك فن سوري ولا كان هناك دراما ولا كان هناك عيد في مثل هذا اليوم، ولا كانت سورية عائدة إلى منصبها الذي تستحقه.

بالتالي العيد اليوم هو أكثر من مناسبة، وأكبر من مجرد سهرة، بل هو إعادة اسم سورية إلى المكان الصحيح والصريح، كما هو اعتراف من قبل كل العرب بأن الفنان السوري كان مميزا عبر العقود الماضية بقيمة، وفي السنوات الخمس الماضية بقيمة مماثلة إن لم تكن متفوقة على ما سبق.

زهير رمضان:

بصفتي نقيبا للفنانين أتشرف بأن تكون هذه المناسبة في ظرف تاريخي يمر به بلدي، فمن جهة الفنان السوري يحتفل في العاصمة في وقت يظن الخارج أننا مختبئون، ومن جهة أخرى الفنان السوري يتلقى التهاني من الداخل والخارج بمناسبته المميزة، ومن جهة يحضر بيننا رئيس اتحاد الفنانين العرب ووفد مرافق في قلب دمشق، فكل هذه الأمور هي قيم كبيرة تعطي للمناسبة القا أكبر وسمة مميزة.

هذا اليوم يختلف عن كل مناسبة أخرى تتعلق بالفن، لأنه يوم يلقى فيه الفن السور بمباركة الدولة ويجتمع فيه كل الفنانين في سورية على شعار واحد وهدف واحد، ويضع كل ممثل وممثلة الأيادي ببضعها البعض راسمين خطاً يراد الوصول إليه، ومن خلاله يمكن أن يسهم هذا الفن وهذا الفنان في إعادة الرونق إلى هذا الوطن الذي يستحق أكثر من ذلك، وكل الفنانين السوريين آمنوا بذلك وأعلنوه.

جيني إسبر:

هذا العيد تأكيد على أننا كفنانين في سورية لا نلتقي فقط على مسألة التصوير والمشاريع، بل نلتقي على الفرح والمباركات لبعضنا البعض في يومنا المميز، وكان مناسبة للاجتماع في دمشق بعد سنوات طويلة لم نجتمع فيها بهذه المناسبة.

بالنسبة لي شخصيا افتقدت كل النجوم الذين غادرونا ورحلوا عن حياتنا والذين كانوا أساتذة بحق تعلمنا منهم معنى الفن وخدموا المجتمع بإخلاص فتعلمنا منهم كيف نخدم المجتمع.

أما على صعيد النجوم الغائبين اليوم ويتواجدون خارج سورية، فقد افتقدت للنجمة الكبيرة والعملاقة منى واصف المتواجدة في بيروت والتي كنت أتمنى حضورها بيننا في هذا اليوم الكبير الذي تعتبر فيه منى إحدى أمهات هذه المناسبة.

غادة بشور:

مناسبة عظيمة تلك التي أحييناها في دمشق وتأتي بعد 8 سنوات على الغياب عن إحياء هذا اليوم الكبير، ودلالة المناسبة هي إثبات وجود ترابط وتلاحم بين الفنانين السوريين وتأكيد على أننا قادرون على الاجتماع بعيدا عن أعين الكاميرا الهادفة لتصوير مسلسلات.

كما وكنت سعيدة جدا بحصول بعض الأساتذة والزملاء على عضويات شرف في النقابة وهم الذين قدموا الكثير للدراما السورية كمخرجين وممثلين دون أن يكونوا نقابيين، فحصلوا على حقهم في يومهم المشهود.

شخصيا سأكون صريحة في ردي على سؤال من افتقدتهم من الذين غادروا البلد. بصراحة لم أفتقد لأحد، لأنني أؤمن بأن كل من غادر البلد لا يستحق أن أشعر بفقده، وهذا موقف سبق وأن قلته سابقا مرارا وتكرارا وأعيده هنا بمناسبة عيد الفنانين.

أما بالنسبة لمن افتقدتهم من الذين رحلوا عن الحياة، فالجميع دون استثناء، ولا يمكن حصرهم، فطلحت حمدي وحسن دكاك وقبلهما عبد اللطيف فتحي، وناجي جبر ومحمود جبر، كلهم أسماء لعظماء مروا في حياتنا ومجتمعنا وأغنوا البلد حضارة ورقي.


ريم عبد العزيز:

بصراحة لم نختر رقما لهذا العيد، بل ارتأينا في النقابة أن نعتبره عيدا مستمرا منذ العام 1969 تاريخ إنشاء النقابة، وعلى ذلك بإمكاننا اعتباره الـعيد الـ 46 للفنانين في سورية.

معنى العيد كبير، فهو يعني كل مواطن لأن الفنان في الأساس مواطن، ويتعاطى مع مجتمعه بعطاء وسخاء حضاري، والعيد يعني السوريين كلهم لأن الفنان سوري قبل أية هوية أخرى.

وبوصفي عضوا في النقابة رئيسة مكتب الإعلام، أؤكد أن كل زميل سوري غادر البلد افتقدناه في هذه المناسبة، وأعي تماما أن لكل فنان غادر ظروفه الاتي جعلته يهجر، لذا الجميع مفتقدون واقول هذا بوصفي مسؤولة وصديقة وزميلة لهم على حد سواء.

أما بالنسبة لمن فارقوا الحياة، فهؤلاء زرعوا ونحنا حصدنا ومن ثم تابعنا الزرع، فهم مفتقدون بطبيعة الحال لكنهم غير غائبين في الوقت نفسه، لأن الفنان لا يموت وأسأل: هل مات عبد اللطيف فتحي في أذهان الناس ووجدانهم؟؟.

يشار إلى أنه حضر في المناسبة التي تمت برعاية الدولة وفود من لبنان والعراق إضافة إلى وفد من اتحاد الفنانين العرب يتقدمهم رئيس الاتحاد مسعد فودة، وحصل رئيس الاتحاد على درع تذكاري من نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان.