من الجمال الى الاعلام خطت الاعلامية ساشا دحدوح بخطوات واثقة نحو النجاح والشهرة، لم تغرها الاضواء فصعدت السلم درجة درجة متكلة على ثقافتها بالرغم من جمالها الأخاذ الذي كان من الممكن ان يفتح لها اصعب الابواب، الا انها اتكلت على مهارتها وخبرتها فكانت دعساتها واثقة .


هي اعلامية جميلة وزوجة ناجحة وأم لتوأم بنات "شانا وسايا" ،وواحدة من مقدمات برنامج "ب بيروت" ،ومعها كان هذا الحوار المتشعب ما بين الامومة والعمل ، ما بين الاضواء والحياة العادية.

ساشا مبروك أصبحت أماً لابنتين توأم وانت الآن في مرحلة جديدة من حياتك ماذا تغيّر فيها؟
تغيرت أمور عديدة في حياتي في هذه المرحلة، اشعر بأني اصبحت مسؤولة اكثر عن نفسي وعن غيري، اشعر الان بأني اكتملت ولم يعد هناك اهم من هذا المشروع لاحققه طبعا على الصعيد الشخصي، امّا على الصعيد العملي فهناك الكثير مما ارغب في تحقيقه ، تعب كثير ومسؤولية كبيرة واحساس ولا اروع "الله ما يحرم حدا منه".


وتوأم مرة واحدة تبكيان سوياً تجوعان سوياً تصحيان سوياً
معك كل الحق تعب كبير ولكنه جميل، حتى اذا لم تصحيا سوياً اذا بكت واحدة منهما توقظ شقيقتها ، انه تعب مضروب بإثنين ولكنه جميل،هناك فرح مقابل كل التعب "ضِحكتُن بتسوى الدنيا وما فيها"، بقدر ما اكون متوترة او تعبانة او حتى "معصبة" ومتضايقة ، عندما ارى بسمتهما انسى كل تعبي، بت اشعر بأن العديد من الامور التي كنت امر بها اصبحت تافهة امام ما اعيشه اليوم.


امور كنت تحسبينها مهمة الآن اصبح هناك الاهم منها؟
طبعاً، أمور لها علاقة بالصداقات وبعض المشاكل التي يتعرض لها الانسان في العمل او مع الاصدقاء ، خبرية بشعة من هنا وقصة من هناك، اقول الان الحمد لله لدي نعمتان من الله.


الى أي مدى زوجك رجل الاعمال الأستاذ بول أبي نادر يساعدك في تربية الفتاتين؟ أم انه لا يتدخل ؟
بول زوج وحبيب واب حنون جداً، وكان بإنتظار هذه المرحلة على أحر من الجمر ، فإختبار الابوة ايضا شعور لا يوصف، وللحقيقة لا يتركني ونحن نتقاسم السهر على الابنتين، فبالرغم من وجود مساعدة في المنزل لتساعدني على الاهتمام بـ شانا وسايا ، فهو لا يتركني ابداً ،على كل الاحوال الطفلتان متعلقتان به كثيراً واذا اهتم بواحدة فالثانية تغار.


كم اصبح عمرهما؟
حوالى الخمسة اشهر .


هل شعرت بأن الولادة والامومة أثّرتا على عملك الاعلامي؟
ابداً ، انا عدت الى العمل بعد عشرين يوما على انجابي شايا وسانا ، اعشق الكاميرا وشعرت بأني قادرة على تنظيم وقتي ، فعدت سريعاً الى العمل، لو لم اكن منظمة لكنت بالطبع أصبت بإنهيار عصبي او بما يسمى babe" blouse"، التنظيم هو اساس كل شيء.


التنظيم هو من اوصلك الى ما انت عليه اليوم؟
للحقيقة لم اشعر بأني قصرت بأي واجب من واجبتي الزوجية او العائلية او العملية، ولكن الجميل ان المرأة العاملة عندما تتحول الى ام تتعلم اكثر قيمة الوقت الذي تقضيه مع اولادها، مثلا عندما اصبح على الهواء يكون كل تفكيري في المنزل تتملكني لهفة غير طبيعية عليهما .


هل تخافين عليهما وعلى مستقبلهما من ما يحصل في لبنان؟
انا حتما خائفة عليهما خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ،كل يوم اسأل نفسي هل اترك لبنان واهاجر وأؤمن مستقبل إبنتاي في الخارج ؟ ام ابقى في لبنان؟ لم يعد بإمكاني التفكير بأنانية فانا لم اعد حرة نفسي ، مستقبلي المهني بنيته ولا زلت ابنيه، ولكن شايا وسانا مسؤوليتهما في رقبتي انا ورقبة والدهما ، قضية صغيرة كقضية النفايات لم يستطيعوا حلها بعد ، انا واقعة بحيرة كبيرة ، انت تعرف مدى حبي لوطني وبلدي ولكن المرحلة التي وصلنا لها صعبة ،انا للحقيقة مترددة في القرار،ولكن لا زلت اقول "معقول يكون بعد في امل"؟.


بالعودة الى حياتك العملية ماذا عن "ب بيروت"؟
"ب بيروت" من بيروت الى العالم البرنامج "بجنّن".


كم سنة امضيتِ فيه ؟
هذه هي السنة الرابعة لي في برنامج "ب بيروت"عبر شاشة " lbc sat ".


الم تشعري بعد بأنك اعطيتِ ما يكفي للبرنامج ام ان هناك أموراً ممكن ان تقدموها بعد؟
لكي اكون صريحة معك اندريه برنامج يومي اطل فيه على المشاهدين ساعتين ونص من الوقت ونفس المواضيع ممكن أن تتكرر من اسبوع لاسبوع "شغلة مش هيّنة" ، لا بد وان تشعر احياناً ببعض الملل، ولكن انا احاول ان ابحث عن الجديد ، اثقّف نفسي بصورة مستمرة ،اقرأ باستمرار وابحث عن زوايا جديدة ممكن ان احاور بها ضيفي لأخلق التغيير.


هل حان وقت التغيير برأيك؟
بعد أربع سنوات اظن انه قد حان وقت التغيير، يجوز التغير في البرنامج نفسه بأن اقدم اقتراحات جديدة وافكاراً غير مستهلكة، اظن انه حان وقت التغيير على كل الاصعدة.


هل بدأت تشعرين بضرورة تقديم برنامج منفرد، ام ان برنامج "ب بيروت" بتوقيته وظروفه يتناسب مع وضعك العائلي الجديد؟
البرنامج المنفرد يمكن ان يكون ايضاً توقيت عرضه وظروفه مناسبين لي ،وهو بحاجة لفريق عمل كبير خصوصا اذا كان برنامجاً ضخماً كما احب وارغب، وهذا لا يعني انني غير سعيدة في برنامج "ب بيروت"،ولكن كل اعلامي او اعلامية يطمحون الى تقديم برنامجهم الخاص الضخم، على كل الاحوال بدايتي في التلفزيون كانت ببرنامج منفرد ، وهذا لا يعني اني غير سعيدة في "ب بيروت" واتمنى ان لا اُفهم بطريقة خاطئة ، فانا احب البرنامج واحب فريق العمل وانا سعيدة جداً معهم.


برأيك الاعلام هذه الايام يتطوّر أم يتراجع؟
ليس الاعلام فقط ، فكل المجالات فيها طلعات ونزلات، ولكن ما نشاهده مؤخراً ان هناك العديد ممن يظهرن على الهواء يظهرن لانهن جميلات فقط وأتين من عالمي الجمال والازياء ، ما يعني ان هناك كثيرين وكثيرات يتعدون على المهنة.


ولكنك انت ايضاً آتية من عالم الجمال بعد فوزك بلقب وصيفة ثالثة لملكة جمال لبنان2007
كلامك صحيح ولكن بعد 10 سنوات من الخبرة اصبحت استحق الظهور على الشاشات وتقديم البرامج بجدارة، فانا فرضت نفسي ولو لم انجح لما كنت الآن على اهم محطة عربية ، وبعد الخبرة االتي اكتسبتها اصبح بإمكاني ان اطرح السؤال واتساءل "كيف يُفتح الهواء لاشخاص غير كفوئين ليأخذوا مكان اشخاص يستحقون الظهور ولكنهم يجلسون في منازلهم؟".


كلها وسائط ؟
وسائط ومحسوبيات ، ليس بالضرورة أن يتخصص مقدم البرامج في الاعلام بقدر ما يجب أن يكون مثقفاً ومتمكناً من نفسه ومن عمله ،ولكن لم يعد مقبولا الاتكال على الشكل فقط.


ظهرت على العديد من المحطات الفضائية العربية وقدمت العديد من البرامج، ماذا عن الانتشار المحلي؟
الانسان بطبعه طمّاع ولا يكتفي بما وصل اليه، ودائماً يبحث عن انتشار اوسع واكبر ، ويبحث عن نجاح اكبر، ولكن الانتشار الذي حصلت عليه من شاشة "LBC SAT " كبير ومهم وهذا ما لمسته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هناك كمية رهيبة من الناس التي تتواصل معي وتتابعني بعد ان بدأت بالظهور على هذه الشاشة ،اشعر بأن المحطة المحلية تحبسك نوعاً ما، على كل الاحوال محطة "LBC SAT" منتشرة عربياً ومحلياً.


يحق لكل انسان ان يصنف نفسه الاول ، في برنامج "ب بيروت" اكثر من وجه يشارك في تقديم البرنامج ، اين تجدين نفسك فيه؟
نحن في الاصل بين بعضنا البعض لا نحب فكرة التراتبية ، وانا لست اتكلم طبعاً عن استاذ بلال العربي رئيس تحرير البرنامج وهو اعلى مرتبة وأقدَم منا في مجال الاعلام، نحن كصبايا منسجمات ومتفاهمات وهذا هو الاهم ، انا عن حالي اعرف انني احضّر موضوعي كما يجب واكون متمكنة على الهواء .


الانسجام مهني أم شخصي؟
الانسجام مهني طبعا اكثر من ما هو شخصي ، لا وقت لدي للحياة الاجتماعية كالسهرات و"الضهرات" مع بعض او اقامة المشاريع، ولكن الانسجام المهني موجود وهو اساسي ، المشاهد لا يهمه ان نكون صديقات خارج الهواء بقدر ما يهمه ان نكون منسجمات على الهواء.


وماذا عن الغيرة بينكنّ ؟
الغيرة الايجابية وجودها ضروري لتحسين ادائنا ،الغيرة لمصلحة البرنامج حتماً ضرورية ،واذا ما قصرت واحدة منّا في البرنامج طبعا نحاسب بعضنا على ذلك "نعم في شوية مشاكل" ولكن كلها لصالح البرنامج.


انشهرت من خلال قطاع الجمال ويقول المثل "طبّ الجرة ع تمّها البنت بتطلع لامها" ، اذا قررت واحدة من إبنتيك خوض غمار الجمال فهل ستمنعين ام ستشجعين؟
لن امنع إبنتاي عن شيء، هما حرتان بقراراتهما وأنا معهما بكل شيء وسأشجعهما على خياراتهما ، مع العلم بأني عندما شاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان اهلي عارضوا ولكني اصريت وخضت التجربة واعتبر أني نجحت فيها والاهم اني لم اقع في مطبات كثيرة كانوا خوفوني منها. انا ام Moderne ولست متحجّرة ووالدهما كذلك، كل ما علينا ان نربيهما على الاسس السليمة والثقة والصراحة.


ماذا لديك من أفكار تتمنين تحقيقها في الاعلام؟
هناك فكرة في بالي احب ان انفذها على الشاشة استضيف خلالها شخصيات عامة احوارها بطريقة مختلفة واكشف عن جوانب جديدة من شخصيتها على الصعيدين الحياتي والانساني ، وان اكشف للمشاهدين ما لا يعرفونه من قبل عن هذه الشخصيات .


ما رأيك بصور النجوم والنجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشرون احذيتهم وثيابهم ، وعندما ينامون او يقومون من النوم ،وماذا يشربون ويأكلون ؟
انها من اتفه الامور التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، بماذا تهمني صورة حذاء او فستان الفنانة ، صحيح ان الفانزات يفرحون بهذه الصورة ولكنني شخصياً انا ضد تفاهات الفنانين والفنانات، ماذا تقدّم لي الصورة جزدانها وفستانها و"سكربينتها"؟


شكرا لك ساشا على هذا الحوار الشيق
انا اود ان اشكرك ، فالحوار معك يأخذني دائما الى اماكن جديدة.