مشوار طويل من الفن والإبداع وصل إلى نهايته مساء السبت 5 أيلول في مهرجانات بيت الدين 2015.


الختام كان مسكاً، بين ضباب بيت الدين ونسمته الباردة التي تبشرنا بقدوم الخريف جاء صوت من أرض الفراعنة ليدفئ قلوبنا ويغني كوكب هذا الشرق.. "ريهام عبد الحكيم تغني أم كلثوم" ربما الجملة كافية لتقول كم كان الإبداع كبيراً وكم كانت الآذان مطروبة والقلوب مفتوحة تنبض حباً وفرحاً .


من أرض النيل والفراعنة إلى أرز لبنان عادت السيدة أم كلثوم لتروي لنا سيرة حبها على الأطلال بصوت ريهام عبد الحكيم المتخرجة من كورال اطفال اوبرا القاهرة. ريهام مثلت في هذه الحفلة "كورال اطفال اوبرا القاهرة" الذي أسسه المايسترو سليم سحاب في العام 1990، وظل يقوده حتى هذا العام أي لمدة 25 عاماً .


ريهام من الجيل الاول في الكورال انضمت اليه وهي في العاشرة من عمرها. كانت موهبتها خارقة منذ البداية، ما ساهم بإنضمامها الى المطربات الصغيرات اللواتي كان المايسترو سحاب يختارهن لأداء وصلات الغناء المنفرد بمرافقة الكورال.
بدأ الحفل بتمام الساعة التاسعة بعد "المظاهرات" التي كانت تحصل أمام قصر بيت الدين الأثري، مظاهرة من نوع آخر شعارها الفن وحب الحياة والمشاركون فيها من متذوقي الفن الأصيل.


المشوار بدأ بأغنية ألف ليلة وليلة فكانت فعلا ليلة من ألف ليلة وأطربتنا ريهام الى أن أسكرتنا بأغنيات من أجمل ما غنت أم كلثوم مثل سيرة الحب ، لتختتم بالأطلال.


ريهام عبد الحكيم التي وُلدت عام 1983، وتخرّجت من كليّة الأداب قسم اللغة الإنكليزية، تمتلك الحنجرة المميّزة التي تجمع بين ملائكيّة الصوت وقوّته، بالإضافة إلى النفس الطويل الذي يؤهلها لتقديم الجُمل الغنائيّة الطويلة المدوية التي تميّز فن سيدة الغناء العربي.

إلى جانب "الكلثوميات" ارتبط اسم ريهام عبد الحكيم بأذهان الجمهور المصري بأغنيّة "فيها حاجة حلوة" التي قدّمتها في فيلم "عسل أسود"، بطولة الممثل المصري أحمد حلمي. ووجدت تلك الأغنية في نفوس المصريين قبولاً كبيراً، إذ إنها تحدثت عن حب الوطن من منطلق نفسي بحت، لا سبب ماديّاً له بقدر أنه يمتلك أسباباً نفسيّة وتفسيرات عاطفيّة ترتبط بالممارسات اليومية والروح العامّة.

تستمر عبد الحكيم في تقديم نفسها كإمتداد لتراث موسيقي عريق، لتصل إلى الجمهور العربي واللبناني في ختام بيت الدين هذا المهرجان الذي إستضاف كبار نجوم العالم.


ودّع الجمهور ريهام، كما ودّعت مدارج هذا المكان ، الذي ينسينا الزمان ، والرواد الأوفياء على أمل اللقاء العام المقبل في وطن أكثر أماناً وإستقرارا لتلتقي أم الدنيا مصر مع ست الدنيا بيروت.