من تونس إلى الخليج وتألق لسنوات في الدراما السعودية، ولاحقا انتقال مفاجئ إلى مصر وتألق سريع وواضح في الدراما والسينما، حتى برزت بتصريحات تؤكد فيها أن المكان الذي تريد حجز اسمها فيه هو مصر وحسب، طارحة شروطا للعودة للخليج مجددا.


إنها النجمة التونسية البارزة سامية الطرابلسي وحوار خاص وحصري للفن في أول إطلالة لها على هذا الموقع...



الآن أصبحت مقيمة بشكل دائم في مصر.. كيف تم هذا الانتقال؟
بصراحة عندما جاءتني الفرصة في مسلسل "فرصة ثانية" وهو من 120 حلقة أمضيت وقتا طويلا في مصر للتصوير، فتعودت على الأجواء وتأقلمت مع المناخ المصري العام، وقررت بعدها القيام بتجارب في مصر فأتت فرصة أخرى من خلال مسلسل "ساحرة الجنوب" الذي سيعرض بعد أيام، وكذلك فيلم الخلبوص مع المخرج محمد رجب. كل هذه التجارب أقنعتني بأن الحالة الفنية في مصر جاذبة وتجعل الفنان يفكر كثيرا قبل التفكير بمغادرة مصر.

لكن هناك في مصر قد تواجهين انتقادات من أهل الفن في البلد من كونك من بلد آخر وقد تأخذين فرص الآخرين.. هل أخذت هذا بعين الاعتبار؟
هذا صحيح لكن الانتقاد أو الحرب لا تأتي من صناع الفن في مصر لأنهم يبحثون عن التنويع في الوجوه التي تعمل معهم، ولا تأتي من مخرج أو كاتب، بل تأتي من الممثلات عادة، وهذا مبرر لهم، لكن في الوقت نفسه أدرك أن عدد الممثلين في مصر هائل وعدد الإنتاجات كبير جدا، وعلى ذلك فإن الفرص متاحة لكل الفنانين والفنانات، فضلا عن أن مصر ومنذ عقود طويلة اعتادت استقدام فنانين في التمثيل والغناء من خارج البلاد.


والدراما الخليجية هل قطعت صلتك بها نهائيا؟
لم أقطع صلتي بها، لكن في الفترة الحالية سأركز على مشاريعي في مصر ولتثبيت أقدامي في هذا البلد الذي يعتبر هوليود الشرق، وفي الخليج تعلمت كيفية التأقلم مع أجواء جديدة، وسأعود للخليج ثانية وللدراما السعودية لكن ليس بنفس الشروط والظروف التي كانت فيما قبل.



ما الشروط التي تريدينها للعودة للخليج؟
ليست شروطا بمعنى الاشتراط بل ظروف ومناخ معين ونصوص قوية تقدم الجديد وليست تقليدية كالتي يشكو منها الممثل الخليجي نفسه، فضلا عن أهم نقطة وهي تكاد تكون شرط ملزم لنفسي وهي ألا يكون حضوري للخليج مزعجا لفنانات خليجيات، لأن التذمر أصاب الكثير منهن في السابق، ولاحقا لا أتمنى أن أعمل في جو يقال عني بأنني أخذت فرصة غيري.

منذ غادرت الخليج إلى مصر.. كيف تعامل معك نجوم الخليج؟
بصراحة العلاقة انقطعت بيني وبين الكثير منهم ولم يجر اتصال بيني وبين أحد سوى مع الحبيب ومع ناصر اتصلا بي وباركا لي بنجاح فيلم الخلبوص بعد عرضه.


هل أنت مستاءة لعدم تواصل نجمات الخليج معك بعد النجاح في الفيلم؟
ليس تماما، فالأمر طبيعي، وأصلا أناقلتها بأنني أركز على العمل فقط وأخفف من العلاقات، والتواصل كان منقطعا مني ومنهن، وهذا يجعل عدم اتصالهن للتهنئة طبيعي جدا.

في مصر قد تفرض عليك شروط حياة مختلفة تتطلب أشياء غير مسبوقة.. هل أنت مهيأة لذلك؟
أنا مهيأة لكل شيء، وأهم ما في ذلك انني أحافظ على سمة البيتوتية وأبقى في منزلي وأختصر مشاويري، ولا أدخل المقاهي إلا ما ندر ومع أناس معينين، وجل اهتمامي ينصب على نجاحي ورسم مستقبلي، وكل هذه الترتيبات كانت نفسها في الخليج، فعندما غادرت بلدي تونس كنت أعرف ما ينتظرني من متغيرات في الخليج، والآن عندما غادرت الخليج كنت أعرف وما زلت كل المتغيرات في مصر، وعلى ذلك أنا جاهزة ومهيأة لكل شيء.


موضوع اللهجة.. ألا يعذبك ولو شيئا ما؟
لا، فاللهجة المصرية معروفة وشهيرة ودخلت كل بيت عربي منذ سنوات طويلة بل منذ عقود، واليوم أنا أحترف هذه اللهجة ولا أواجه اية مشاكل فيها. المشاكل كانت في الخليج حيث لا أجيد إلا اللهجة السعودية بينما يصعب علي الحديث بلهجة الكويت وعمان والبحرين مثلا، وعلى ذلك كنت أقتصر على الدراما السعودية في الغالب.

فيلم الخلبوص... كيف تنظرين له؟
هو بوابتي للعالم العربي كله وللسينما المصرية وقد تحقق فيه ما كان مأمولا، حيث تحقق النجاح قبل العرض بل منذ مرحلة الدعاية للفيلم وهذا إن دل على شيء يدل على أن النجاح سريع في مصر لأنهم سينمائيون منذ عرفت السينما البلاد العربية.

الأجواء في الفيلم كيف سارت؟
كنا أسرة واحدة، ممثلين ومخرجا وفنيين، وكنا نسعى لهدف واحد وهو النجاح وقد تحقق، وبعد الفيلم باركنا لبعضنا وعشنا نشوة النجاح وبدأ كل واحد منا يرسم للمستقبل من خلال هذا الفيلم.

ومسلسل ساحرة الجنوب.. هل من فكرة عنه؟
المسلسل رعب وهو صعيدي فيه الكثير من القضايا الاجتماعية في المجتمع الصعيدي ويلقي الضوء عليها بأسلوب احترافي ومبسط يوصل الفكرة للجمهور بطريقة سهلة.



وماذا عن شخصيتك فيه؟
شخصيتي فيه فتاة صعيدية غزية وهي صفة تطلق على الفتاة التي تخرج للسهر مع شبان، فتنتقل للعيش في المدينة وترتبط بعلاقة مع شاب تتحول هذه العلاقة إلى إنسانية في الكثير من المحطات، ولن أشرح أكثر من ذلك حول الشخصية كي لا أحرقها، فالعرض بات قريبا على الشاشات.

بعد الخلبوص وساحرة الجنوب.. ما الذي تحضرين له؟
هناك بعض المشاريع المطروحة لكن شيئا رسميا بالنسبة إليها لم يتضح، وسأنتظر للفترة المقبلة حتى أتوصل لاتفاقات بشأنها وحينها سأنشر كل التفاصيل في الصحف.


وبعيدا عن المهنة.. أين تفكرين بقضاء الإجازات؟
حاليا لا أفكر بشيء اسمه إجازات، فكل همي واهتمامي منصب على استكمال مسيرتي الفنية ومتابعة أموري في الدراما المصرية والسينما، وسيكون لعملي كل الوقت، فالحياة ملحوقة، أما حجز مكان لك في سماء شاهقة كمصر فتحتاج للكثير من العمل والجهد والوقت.


وتونس والأهل.. أين هم الآن بالنسبة إليك؟
تونس بلدي ومسقط رأسي وحبي، وأهلي فيها الآن، وأشتاق لهم، وسأزورهم في إجازات خاصة، لكنهم في الوقت الحالي يقدرون ظروفي ويعرفون أنني أمضي برحلة البحث عن البصمة التي أتمنى ويتمنون لي تحقيقها في سماء الفن العربي.