يشكل الفن في عالمنا العربي حالة إستثنائية في ظل عدم وجود ضوابط ومعايير "ترتب" قليلاً هذا الوسط الذي يشهد كل يوم تقريباً ولادة مغنٍ جديد ومن دون موهبة بالضرورة.


وعلى الرغم من ذلك هناك بعض الاماكن التي أخذت على عاتقها "تنظيف سمع الجمهور" من خلال تقديم أصوات غنائية جميلة ومتمكنة. الموزع والمنتج الموسيقي ميشال ألفتريادس واحد من هؤلاء "الاصلاحيين" – اذا صحّ التعبير- والذي يقدّم من خلال ما يعرف بـ "ميوزك هول" مروحة كبيرة من الأنواع الموسيقية والفنية مع مجموعة فنانين موهوبين جداً وأصحاب خبرة أيضاً.

ميوزك هول في البترون

منطقة البترون كانت منذ أيام على موعد مع حفل "Music Hallبالعربي" الذي ضمّ مجموعة من الفنانين اللبنانيين الذين قدموا أجمل الأغاني ضمن قالب مميز وأجواء رائعة.
كانت تلك الحفلة في مهرجان البترون الدولي، مزيجاً من الفرحة والطرب والغناء والثقافة. نعم انها نوع من الثقافة الموسيقية التي تقدّم ضمن قالب "سهل الهضم"، يتضمن أنواع موسيقية مختلفة بين الطرب والشعبي والوطني.

الفنان رواد والأغاني الوطنية

في بداية الحفل قدّم الفنان رواد مجموعة من الأغاني الوطنية منها "أنا بتنفس حرية"، "نحنا الثورة والغضب"، "منرفض نحن نموت"، "يا أهل الأرض"، "حاصر حصارك"، "الحق ما بموت"، "لبناني" (عاصي الحلاني) ...

رواد موهبة لبنانية مميزة فصوته جميل جداً وعريض يليق بالأغاني الوطنية.
أطل رواد على المسرح بزي عسكري وركّز في البداية على ان تكون تعابيره "قاسية" أو "ثورية" للتماشي مع نمط الأغاني التي يقدمها ولكن للأسف بالغ فيها قليلاً فكانت في بعض الاحيان "بلا طعمة". ولكنه أشعل الأجواء بخروجه من عباءة "القوة" وبدأ يتحرك على المسرح ويتفاعل مع الحضور خصوصاً في أغنيتي جوزيف عطية وعاصي الحلاني.

فاديا نجم .. صاحبة الصوت الذهبي

الجمهور كان على موعد مع فقرة طربية بامتياز قدّمتها الفنانة القديرة فاديا نجم غنّت خلالها "أكذب عليك" و"لولا الملامة" و"مالي وأنا مالي" و"حرّمت أحبك"...
أضافت فاديا لمساتها الخاصة على الأغاني من خلال طريقتها في الاداء التي ابهجت الحضور واعادته إلى الزمن الجميل ، زمن الكلمة واللحن .

تحية لوديع الصافي

أصبحت فقرة الفنان جورج وديع الصافي دائماً بعنوان "تحية لوديع الصافي" في كل الحفلات التي يقدمها جورج مع ميوزك هول.
يغني جورج اغاني والده وهو جالس على كرسي خشبي وبيده العود تماماً كما كان يفعل الراحل الكبير وديع الصافي.
فغنى جورج وسط تفاعل الجمهور أغاني "زرعنا تلالك يا بلادي"، "الله معك يا بيت صامد بالجنوب" وغيرهما..

بلال الغجري يترك المسرح

نال بلال في الآونة الأخيرة شهرة كبيرة بسبب ادائه في الميوزك هول. وكان لدى الجمهور البتروني فضول للتعرف عليه ومشاهدته على المسرح. وبالفعل تميّز بلال بالأغاني التي قدّمها مثل "مريم مريمتي" و"جيب المجوز يا عبّود"، "واشرح لها"، "صبوا هالقوة"، "عينك على جارتنا" وغيرها من الأغاني.
بلال فنان نشيط على المسرح كثير الحركة والرقص من دون ان يؤثر ذلك على صوته في الغناء. ولكن كثرة الحركة قد تقلل بعض الشيء من القيمة الفنية للعرض وفيتحوّل إلى تهريج.
وما يحسب لبلال انه ترك المسرح وراح يتنقل بين الجمهور وهو يغني فجال في أرجاء المدرجات ناقلاً الطاقة الايجابية التي يتمتع بها إلى كل الحضور.

فنان مجهول .. ومهضوم

ظهر بعد بلال "الفنان المجهول" الذي قدّم باقة من الأغاني اللبنانية التي اشتهرت في ثمانينيات القرن الماضي، فغنى "آه يا تمارة" و "ع خدك حبة لولو " و "يلّي مش عارف اسمك" ...
هذا "المجهول" ظهر ضمن لوحة فنية متكاملة تضمنت الغناء إلى جانب بعض "النهفات" المضحكة التي اضفت جواً مرحاً على الحفل.

نجوم ميوزك هول "الاخوان شحادة"

كان معظم الحضور بإنتظار اطلالة الأخوين شحادة. وفور ظهورهما على المسرح ارتجت المدرجات وعلا الهتاف والتصفيق. فقدما باقة من الأغاني وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي ظل واقفاً طيلة هذه الفقرة يصفق ويرقص ويغني.
وقدّم الأخوان شحادة مجموعة من الأغاني كـ "بدي شوفك كل يوم"، "طلوا حبابنا طلوا"، "الحلوة دي"، "كنا 6 على النبعة"، "قدك المياس" ..

طوني حنا مسك الختام

ختام الحفل كان مع الكبير طوني حنا الذي عاد أخيراً إلى "Music Hall" بعدما كان قد توقف عن العمل معهم. وعلى الرغم من السنوات، يبقى طوني حنا نجم المسرح والأغنية ، فقد قدم اغنياته الشهيرة "طال السهر"، "يا جملو"، "خطرنا على بالك"، "من شردلي بالغزالة". وطبعاً تفاعل الجمهور بشكل كبير مع حنا الذي ختم الحفل بعد انتهاء وصلته.

ملاحظات :

استغربنا توقف النشيد الوطني بعد ثوان من بدايته، ما دفع بالجمهور إلى اكماله وانشاد اللازمة من دون التأثر بتوقف موسيقى النشيد.

بدأ الحفل في ظل عدم وصول عدد لا بأس به من الحضور فكانت المدرجات ما تزال بعض مقاعدها فارغة، ولكن بعد دقائق من بداية الحفل امتلأت المدرجات بالحضور الكبير.

لقد لفتنا أيضاً تفاعل الممثلة مي سحاب مع الحفل بحيث كانت تجلس في الصفوف الأمامية وكانت ترقص وتغني وتضحك مع رفاقها.

رافقت الفنانين أثناء غنائهم فرقة دبكة مؤلفة من 3 راقصين .