فنانة ونجمة تلقائية وغير متصنعة، أطلق عليها الجمهور والنقاد لقب ملكة المسرح، ولكنها رفضته إيماناً منها بأن الألقاب والنجومية شيء لا يدوم، فهي فنانة نادرة أثبتت قدراتها التمثيلية العظيمة على التنوع في الأدوار وتقديم الكوميديا والرومانسية والتراجيديا.

. هي الفنانة شويكار التي قدمت الكثير من الفنانين في أعمالها الفنية وخرجوا وأصبحوا نجوماً كبار لهم اسم كبير في الوقت الحالي، ولكنها مؤمنة بالنصيب وبتغير الأوضاع وفق كل زمن نعيشه.

وفي حديثها لـ"الفن" تكشف الفنانة شويكار لنا خفايا كثيرة عن حياتها الخاصة وعلاقتها بأحفادها، وعن أسباب غيابها عن الساحة الفنية لسنوات طويلة، وترد على شائعة إعتزالها، وتوضح الجدل حول مشاركتها في "حارة اليهود" والأخبار المغلوطة حول ذلك الأمر وأمور أخرى كثيرة في هذا اللقاء .

في البداية.. بعد أن كثر القيل والقال وتصريحات من الجهة الإنتاجية لمسلسل حارة اليهود عن مشاركتك فيه، إلا ان الجمهور فوجئ بعدم وجودك في العمل.. فماذا حدث؟
حقيقة.. لا أعرف شيئاً عن هذا العمل، ولم يعرض علي من الاساس كي ارفضه أو اعتذر عنه، كما انني لم اسمع من قبل عن تصريحات الجهة الإنتاجية بخصوص مشاركتي في هذا العمل، وهذه المرة الأولى التي اعرف انني كنت ساشارك في هذا العمل، فهذه إجتهادات صحافية لا اساس لها من الصحة، واتمنى من الصحافة ان تتحرى الدقة فيما يُنشر عني.

ولكنكِ صرحتِ باعجابك الشديد بمُسلسل "حارة اليهود" ومدحتِ أبطاله من خلال الصحافة؟
هذا صحيح.. فالعمل أعجبني للغاية وشاهدته منذ الحلقة الأولى وحتى الأخيرة، وفي الحقيقة ان منة شلبي هي أكثر من أعجبتني وجذبتني لمتابعة هذا العمل، حيث أنني قلقت عليها من كثرة إندماجها في أداء دورها، لكني اوجه من خلالكم التحية لمنة شلبي والتقدير على الدور الصعب الذي قامت به في هذا العمل والذي لا يستطيع غيرها أداءه.

وهل تابعتِ أعمالاً درامية أخرى من تلك التي عرضت في رمضان الماضي؟
بالتأكيد.. تابعت "حارة اليهود" كما قلت لك، وشاهدت أيضاً مسلسل "طريقي" لشيرين عبد الوهاب واعجبني أداؤها ومشاعرها وانفعالاتها خصوصاً انها التجربة الأولى لها في الدراما، ولكن اعجبتني أكثر منها ممثلة شابة اسمها ياسمين صبري واتوقع لها أن تكون نجمة يوماً ما إن كانت محظوظة بالحصول على فرص تمثيلية مميزة فيما بعد، وكذلك اعجبني شاب اسمه محمد عادل والذي تألق في أكثر من عمل أيضا.

ولكن ما الذي غيّبك عن المشاركة في الاعمال الفنية طيلة السنوات الماضية؟
لم اشعر برغبة في المشاركة في اي عمل فني خلال السنوات الماضية، خصوصاً أنني كنت مكتئبة للغاية بسبب ما كانت تمر به مصر من أحداث وظروف سياسية صعبة، ولذلك فضلت الإبتعاد عن الفن لأنني لم أكن مهيأة نفسيا لذلك الأمر.

إذاً.. فلماذا صرحتِ من قبل أنكِ إعتزلتِ الفن؟
لم أصرح بذلك، ولكنني قلت انني مُبتعدة عن الفن لأنني كنت مكتئبة، ولكنني لم أفكر من قبل في إعتزال الفن والإبتعاد عنه نهائياً لأن الفن يجري في عروقي وعملت به حبا فيه وليس من اجل شهرة أو ماديات وما إلى ذلك.

عدد كبير من النجمات كتبن سيرتهن الذاتية في كتب تم نشرها، فهل أنتِ من هواة هذا الأمر؟
لست من هواة كتابة المذكرات الشخصية، وانا بصفة شخصية اعتبر حياتي الخاصة واسرتي خطاً أحمر وتخصني وحدي، فلماذا أكتب مذكراتي وأنشرها للجمهور؟.. فالجمهور لا يهمه سوى ما ظهر على الشاشة من أي فنان سواء في السينما أو الدراما، كما أنني في الوقت نفسه ضد فكرة إعلان الفنان عن أسراره وخباياه للجمهور رغبة منه في كتابة مذكراته أو أن يحكي اسراره وكواليسه الفنية للجمهور، فالخصوصية شيء مهم لابد ان نحافظ عليه، ولذلك أرفض القيام بهذا الأمر.

وماذا لو عُرض عليكِ عائد مادي كبير مقابل كتابة مذكراتك الشخصية بما فيها من أسرار وأشياء خاصة؟
بالتأكيد لن أقبل الأمر لأنني في الاساس لم أدخل الفن رغبة مني في أن أمتهنه او للحصول على عائد مادي، ولكنني كما قلت أعشق الفن ولا احب ان أنشر أسراري للجمهور وافضل الاحتفاظ بها لنفسي، كما أنني أنفق على نفسي من أموالي الخاصة التي تركها لي والدي ووالدتي وليس مما جمعته من الفن، ولذلك فالماديات أمر غير موضوع في الإعتبار بالنسبة لي.

ومن أكثر من تشاهدين أعمالهم الفنية وتستمعين إلى اغنياتهم من نجوم ونجمات الزمن الجميل؟
الحقيقة أنني لا أستمع فقط للأجيال القديمة ولكنني مهتمة بمتابعة نجوم ونجمات العصر الحديث، فأنا من عشاق موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، هذا إلى جانب إستماعي للأجيال الجديدة وأحرص على متابعة كل ما هو جديد شرط احتوائه على القيمة الفنية.

وما حقيقة رفضك تقديم مسلسل يروي سيرتك الذاتية في رمضان الماضي، وخلافك مع احد المنتجين وإصرارك على الإبتعاد عن حياتك الخاصة أو تقديم عمل يحكي عنكِ؟
نصف السؤال صحيح ونصفه الثاني غير ذلك، فأنا بالفعل رفضت تقديم سيرتي الذاتية في أعمال فنية ومازلت على موقفي إلي الآن ولن يتغير، ولكن بالنسبة لخلافي مع أحد المنتجين فهذا غير صحيح، وأنا لست على خلاف مع أي شخص، والحمد لله علاقتي طيبة بالجميع.

للجوائز والتكريمات الفنية عائد معنوي كبير على كل فنان خصوصاً كبار السن، فماذا يعني لكِ الأمر؟
الجوائز والتكريمات الفنية لها عائد معنوي كبير على كل فنان سواء كان كبيراً أو صغيراً، ولكن الإختلاف يمكن في أن بعض الفنانين الكبار مبتعدون منذ فترة عن العمل والأضواء، ولذلك فحينما يأتي التكريم والجوائز يكون له أثر معنوي كبير بحيث يشعرون بأن أعمالهم ما زالت خالدة والجمهور يتذكرهم، ولذلك فالأمر مهم لكل فنان وليس لي وحدي.

بالحديث عن حياتك الخاصة.. فماذا عنها؟
حياتي تسير بشكل طبيعي كاي إنسان، فأجلس في منزلي وأسافر مع أصدقائي ضمن رحلات داخل مصر وخارجها، وأعيش حياتي مثل بقية الناس، فالموضوع ليس مختلفاً عن الآخرين.

وماذا عن علاقتك بأحفادك؟
أحفادي هم كل شيء في حياتي.

وماذا عن شخصيتك والصفات الإيجابية والسلبية الموجودة بكِ؟
ضاحكة.. شخصيتي عادية، ولكنني عنيدة لأبعد الحدود، وحينما أتخذ قراراً لا أستطيع الرجوع عنه مهما كانت العواقب والنتائج، ولكنني أراجع نفسي حينما أخطئ، هذا إلى جانب أنني أمتلك ذاكرة قوية للغاية والحمد لله، فما زلت أتذكر أحداثاً في طفولتي وفي فترات مختلفة من حياتي.

ومع من تتواصلين من الأصدقاء من داخل الوسط الفني؟
أتواصل مع كل الناس وعلاقتي طيبة بالجميع، والحمد لله سعيدة بالحب الذي يجمعني بنجوم ونجمات جيلي، فأنا شخصية متصالحة مع نفسها واحب الخير للجميع، ولكن علاقتي القوية بأصدقاء من خارج الوسط الفني وهم من أسافر معهم وأتنزه وأقضي معهم أغلب أوقاتي.

وفي النهاية.. ماذا عن أمنياتك؟
أتمنى الصحة والستر والسعادة لي وللجميع، واتمنى أن تستقر الأمور في مصر والعالم العربي، خصوصاً أنني سعيدة للغاية بقناة السويس الجديدة، واعتقد أنها ستكون سبباً من أسباب عودتي للعمل في الفن، خصوصاً انني بحاجة إلى أن أفرح وأكون سعيدة كي أكون مهيأة للعمل الفني فكما قلت لك غيابي عن الفن سببه أنني كنت مكتئبة.