سمير صفير حالة إن لحّن، وحالة إن غنّى، وحالة إن تكلم، هو انسان وفنان خارج الزمان والمكان، يجلس على فوهة بركان ويطلق تصاريحه النارية التي تمثله، يجاهر بأفكاره وآرائه، هو حرّ صريح جريء وحقيقي، مبدع في اعماله الفنية، وعنيف في تصاريحه الاعلامية، إنه بكل إختصار سمير صفير ومعه يحلو الحوار.

سمير صفير أهلا بك عبر موقع "الفن"، اين انت وما هو جديدك الفني؟

اهلا بك، انا موجود هنا ولكن وللحقيقة لا رغبة لي في العمل انا خارج "المود" الفني كلياً ولا رغبة لي بالاختلاط بهذا الوسط.

اغلبكم يصف الوسط الفني بالعاطل والوسخ وانتم تعملون في الفن، غريب أمركم

تصفه بالعاطل لانه عاطل، ولِمَ يكون امرنا غريباً، اذا قلنا الحقائق نصبح غير طبيعيين وغرباء؟ انا لست من هذا الوسط ، انا حالياً خارج كل هذا "المود" ومبتعد عنه قدر المستطاع.

كيف ترى الوضع في لبنان والعالم العربي؟

أراه من سيئ الى أسوأ، ولا بوادر انفراج قريب، فكل شيء حولنا يبشر بالاعظم، لا يوجد بصيص امل قريب.

الى اي درجة تؤثر عليكم هذه الاجواء؟ الفنان يجب ان يعيش حالة جميلة ليبدع؟

للحقيقة ليس كل الناس متأثرين بما يحدث في الوطن العربي، فالبعض منهم يعيش حياته الطبيعية و"عقلو فاضي" ولا دخل له بكل ما يحصل، انا شخصيا الوضع اللبناني والعربي يزعجني كثيراً وبسببه اطفأت "موتوري" بنسبة 80 بالمئة.

والعشرون الباقية اطفأتها لاسباب أخرى؟

صحيح.

هل الاسباب فنية؟

الاسباب فنية وغير فنية.

وكيف تعيش هذه الايام؟

اشعر بالقرف من داخلي، لا يوجد استقرار وهذا اكثر ما يزعجني ،عدم الاستقرار شيء مؤلم وفظيع.

هل تفكر بالهجرة انت وعائلتك لمكان يوجد فيه استقرار وامان؟

لا اخفي عليك ، هذه الفكرة تراودني من فترة زمنية قصيرة، ويمكن ان يكون موعد تنفيذها قد اصبح في وقت قريب، كل شيء في هذا الخصوص اصبح وارداً.

قدمت اغنية "الناس اجناس" التي ما زالت حديث الناس لغاية اليوم، وصرحت وقتها بأن هناك العديد من الفنانين خافوا أن يقدموها، هل تتجرأ وتسميهم؟

ولماذا أسميهم ؟ ، فكل من رفضها ندم لانه لم يقدمها بصوته، فالاغنية اصبحت حديث الناس وكل مواطن يرددها عند كل موقف مذل يتعرض له.

ولكنها أحدثت ثورة، هناك من احبها، وهناك من اعتبر كلماتها لا تصلح للغناء ولم يحب الاغنية؟

الناس اجناس والدنيا ذوق، هناك من احبها وهناك من لم يحبها بحسب قولك، ولكن الاغنية "عملت إنقلاب كبير" لانها حقيقية وتلامس كل الناس.

متى ستقدم أغنية أخرى تشبهها؟

وماذا عساي اقول اكثر من الذي قلته في اغنية "الناس اجناس"، فانا في هذه الاغنية قلت كل شيء ونقلت هواجس الانسان كما هي من دون اي "رتوش"، قلت الحقيقة كاملة كما هي من دون زيادة او نقصان، وهي تصلح لما حدث في السابق ولما يحدث في الحاضر، اتمنى ان تتغير الاوضاع في المستقبل.

هناك محاربون على اكثر من جبهة، انت على اي جبهة تحارب؟

انا احارب على جبهة الفساد من كل النواحي الفنية والاجتماعية والسياسية، "دخلك انت شايف حدا غيري عم بحارب"؟

انت تحمل لواء المعارضة؟

اتحدى اي واحد منكم ان يكون "قبضاي" ويأتيني بتصريح خاطئ، ليضع "القبضاي" فيكم اصبعه في عيني ويقول لي انت هنا اخطأت وهنا تكلمت صح.

يجوز ان هناك من لا يوافقك الرأي؟

مالي ومال الناس انا.

انت لمن توجه كلامك، اليس للمتلقي؟

انا لا اوجه كلامي لاحد، انا اوجه كلامي لنفسي، انا يهمني ان ارضي نفسي وذاتي ومن ثم الناس ترضى وحدها، لا يهمني الناس.

تصوّر لي نفسك الان وكأنك في صومعتك ومنزّه عن الخطأ؟

انا لم اقل انني منزه عن الخطأ، ولا اصور نفسي انني انا الصالح، انا اقدم نفسي كما انا "وآخر همي هيدا شو بيقول وهيداك شو بيقول" وآخر همي الفن وآخر همي الصحافة.

ما دام الفن آخر همك لماذا تعمل في الفن وتسمي نفسك فناناً؟

من قال لك انني اعمل فناناً؟ انا هاوي فن ، انا اقدم الفن الذي يستهوني واقدم نفسي كهاوٍ وليس كمحترف، انا اقدم ما يرضي قناعاتي.

الهاوي لا يتقاضى المال من جراء ما يفعله، كيف تكون هاوياً وتقبض من عملك كفنان؟

اجلب لي قانوناً يمنعني من ان اكون هاوياً وان اتقاضى المال ،عندها اتوقف عن القبض بدل اعمالي، اقدمها هدية لمن يريد.

من انا لأحاسبك، انما انت تنكر ان تكون فناناً؟

عندما تكون هاوياً للفن يصبح أجرك اعلى "بِدَوبل سعرك".

هل تشعر بوجوب خلق منبرك الخاص لتطلق آراءك الخاصة منه؟

اشعر بضرورة الوصول الى يوم ترتقي فيه الصحافة ويصبح الصحافيون محترفين.

الصحافة راقية، من تقصد في كلامك هذا، اذا كنت تقصدني يمكنك القول بصراحة في وجهي؟

انا قلت اتمنى ان يأتي اليوم الذي تقدم فيه الصحافة للناس الامور الجيدة، والاخبار الجميلة والراقية، والا تعيش على الشائعات، وانا اقصد صحافة الباباراتزي والصحافة الصفراء.

اذا انت لا تعمم؟

بالطبع لا أعمم.

الصحافة تنشر اخباركم، ولا تختلقها، تنشر ما تنجزونه وما تتفوهون به

ما تقوله ليس صحيحاً، الصحافة المنتعشة هذه الايام هي تلك التي تعيش وتتغذى من الشائعات.

هل تقصد أن الصحافة ترتشي من الفنانين، انت لا ترتشي؟

حاول أن ترشيني تعرف عندها الجواب.

انا لا ارشو ولا ارتشي، اين اصبحت مشكلتك مع احلام؟

من هي أحلام؟ هل تصدق انني نسيتها.

طبعاً لن اصدق؟

لا افكر فيها كلياً.

سمير صفير شكراً على هذا اللقاء

شكرا لك ايضا على هذا اللقاء.