في خطوة يراد لها أن تصبح واقعاً ملموساً لفعاليات دورية ومستمرّة تعيد إلى العاصمة اللبنانية نبضها، أعلنت جمعية مهرجانات بيروت الدولية، برئاسة السيدة لمى تمام سلام، عن إطلاق دورتها الأولى تحت عنوان "نبض بيروت" والتي تبدأ في 21 أيلول المقبل وتستمرّ حتى 27 منه، وذلك خلال مؤتمر صحافي احتضنه المتحف الوطني وحضره وزير السياحة ميشال فرعون، وزير الثقافة روني عريجي، رئيس بلدية بيروت د.

بلال حمد، محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، رئيسة المؤسسة الوطنية للتراث السيدة منى الياس الهراوي، نقيب المحرّرين إلياس عون، نقيب الصحافة عوني الكعكي، مدير عام الشركة اللبنانيّة لتطوير وإعادة إعمار بيروت "سوليدير" منير الدويدي، وبعض أعضاء مجلس إدارة جمعية مهرجانات بيروت الدولية، بالإضافة إلى حشد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

بعد النشيد الوطني، إفتتح المؤتمر بكلمة لرئيسة الجمعية السيدة لمى تمام سلام التي اعتبرت هذا المشروع حلماً يتوخّى منه أن يلعب دوراً بارزاً في ضخّ الحياة في مختلف مناطق بيروت وعلى مدار العام، وذلك من خلال أنشطة عديدة سواء أكانت فنية، موسيقية وثقافية أم تكنولوجية وتراثية شعبية ورياضية. وأعلنت سلام عن برنامج الدورة الأولى والذي ينطلق رسمياً يوم الإثنين 21 ايلول 2015 مع "رواية بيروت" التي تنبض بتاريخها على إيقاع مقطوعات للأوركسترا الفيلهرمونية المؤلفة من أكثر من 60 موسيقياً ومع غي مانوكيان إلى جانب استعراض ثلاثي الأبعاد سيتمّ العمل به باستخدام الأضواء وتقنية الـ Mapping D3، وهو بعنوان Story of Beirut. وفي 22 أيلول، ستنبض بيروت بنجومها في حفل ضخم سيحييه كل من السوبر ستار راغب علامة والنجمة نانسي عجرم، بالإضافة إلى مشتركي المرحلة النهائية من برنامج X-Factor. من 23 أيلول ولغاية 26 منه، ستنبض بيروت بأصالتها مع "زواريب بيروت" وتحديداً زواريب ساحة النجمة التي ستتحوّل إلى واجهات تقدم متعة التسوّق والاستمتاع باستعراضات الشارع. أما في 27 أيلول، فستقدّم مهرجانات بيروت الدولية إستعراضاً مميّزاً للدراجات النارية Red Bull X-fighters Jam مع أبطال الدراجات النارية الدوليين في الإستعراض الحُر الذين سيقدّمون استعراضاً للمهارات .

وكان لـ"الفن" مداخلة خلال المؤتمر تساءل فيها عن مدى مراعاة الجمعية لظروف المواطنين المادية من خلال تخفيض أسعار البطاقات خصوصاً في ظل مشاركة نجمين كبيرين هما راغب علامة ونانسي عجرم في حفل سيقام في وسط بيروت، فأجابت سلام بالقول إن هذا الموضوع تمّ أخذه بعين الاعتبار من قبل أعضاء الجمعية لأن الهدف الرئيس هو مشاركة المواطنين كافة في المهرجان ولهذا فقد تعددت النشاطات على مدى الأيام السبعة.

وعلى هامش المؤتمر، إلتقى "الفن" وزير الثقافة روني عريجي الذي شدّد على ضرورة تنظيم مواعيد المهرجانات في لبنان تبعاً للمناطق وظروفها المناخية وبالتالي توزيعها على أشهر السنة بدءاً من أيار وصولاً إلى تشرين الأول أو حتى خلال فصل الشتاء إذا ما توفرت الإمكانيات لإقامتها في أماكن مغلقة فهذا الأمر من شأنه منح هذه المهرجانات المزيد من الأضواء بعيداً من المنافسة، وأضاف أن وفرة المهرجانات هي نعمة على لبنان لكن تضارب مواعيدها يدخلها حيّز المنافسة مع بعضها البعض لذا فإن التنسيق السليم والتوزيع الجيد يجنّبها هذه المشكلة. وردّاً على سؤالنا حول إمكانية إدخال المتحف الوطني ضمن فعاليات المهرجانات أكد الوزير عريجي على اهتمام الوزارة بهذا الصرح وأن ثمة نشاطات عديدة يدخل في إطارها ومن ضمنها ليالي المتاحف، ونوّه بفكرتنا مشيراً إلى أنه سيلفت النظر حول إمكانية فتح المتحف في إطار المهرجانات.

رئيسة جمعية مهرجانات بيروت الدولية لمى تمام سلام أكدت لـ"الفن" أن المشروع كان من المفترض إطلاقه العام المقبل لكن أعضاء الجمعية عادوا وارتأوا البدء هذا العام لإظهار وجه بيروت الحضاري والثقافي على الرغم من كل ما يحصل، وتكريماً لبيروت أبدى عدد كبير من المواطنين المحبّين تجاوبهم واندفاعهم للمشاركة. وحول ما إذا ما تمّ اتخاذ تدابير إحتياطية في ظل إمكانية هطول الأمطار، أشارت سلام إلى وجود خطة رديفة لأن العمل سيتمّ في الهواء الطلق.

أما وزير السياحة ميشال فرعون فاعتبر أن رهانه على نجاح المهرجانات هذا العام كان صائباً على الرغم من الشكوك والمخاوف، وأشاد بالمستوى العالمي للمهرجانات والحركة الإستثنائية في هذا البلد الصغير، وعبّر عن فخره بالنتيجة الرائعة التي حققتها هذه المهرجانات. وأضاف الوزير فرعون في حديثه لـ"الفن" بأن مهرجانات بيروت الدولية، إذا ما استفادت من إمكانيات بلدية بيروت، فستصبح المركز الرئيس لتطوير بعض النشاطات الإستثنائية وذلك من خلال السيدة لمى تمام سلام واللجنة وبعض الطاقات المتوفرة في بيروت التي لطالما كانت عاصمة للفن والتراث والحضارة.

وكان لنا لقاء أيضاً مع السيدة منى الياس الهراوي التي نوّهت بمشروع إطلاق مهرجانات بيروت الدولية، مشيرة إلى الصداقة المتينة التي تجمعها بالسيدة سلام، وهي بدورها عضو في المؤسسة الوطنية للتراث التي ترأسها الهراوي، وأكدت أن سلام طلبت منها الحضور كونها معنية بكل ما يتعلّق بالعلم والثقافة وإرادة كل لبناني يرغب في تحسين بلده ولفظ كل الصعوبات والمتاعب. وتابعت بالقول: "باختصار أنا من المشجعات على إظهار وجه لبنان الحضاري".

وختام لقاءاتنا كان مع السيد خضر علامة، مدير عام شركة Backstage Production الذي أكد أن حضوره ليس قائماً فقط على كونه مدير أعمال شقيقه راغب بل لأنه أحد أعضاء جمعية مهرجانات بيروت الدولية التي من شأنها القيام بنشاطات فنية وثقافية ورياضية وإبداعية واسعة في بيروت وعلى مدار العام. وأشاد علامة ببرنامج الدورة الأولى من المهرجان والذي يتضمّن باقة من النشاطات المتنوّعة، ونوّه بالاهتمام ومتابعة التفاصيل الدقيقة والرعاية الكاملة التي تبديها السيدة لمى تمام سلام بغية نجاح هذه المهرجانات وكافة نشاطات الجمعية.

لمشاهدة كامل ألبوم الصور الرجاء الضغط علىالربط التالي