يغيبون بالجسد ويبقون حاضرين فينا بأغنياتهم الجميلة التي طُبعت في وجداننا، يتركون لنا الذكريات، الفرح والسعادة، زرعوا الفن الجميل في حياتهم ، فأزهر لنا ورداً نشتم عبيره حتى الآن، رسموا لبنان الجميل الذين نفخر به.


سلوى القطريب "شفيعة الفنانين" ، العمود السابع من قلعة بعلبك، رحلت عنا لكنها ما زالت حاضرة في قلوبنا، ألهمت جيلاً من الفنانين بأغنياتها، رسمت لهم درباً مختصراً، هي أم وفنانة، هي المرشدة، هي تلك الانسانة التي بلسمت بضحكتها نفوسنا.
تكريم استحقته بعد مسيرة طويلة، حملته شبيهتها في الشكل ووريثتها في الفن، انها ابنتها ألين لحود، تكريم أقل ما يقال فيه انه أنصف انسانة تعبت وتمرست لتزرع الأمل في قلوبنا.

إستهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني تلاه نشيد بلدية الحازمية ، وأطل الزميل روي حرب مقدم الحفل ، ثم تم تقديم ريبورتاج خاص عن البلدة، والتطورات الحاصلة فيها من انجازات تحققت خلال هذه السنوات، لم تكن هذه المرة الأولى التي تتألق فيها بلدية الحازمية، لتكرم نجمة من نجوم الفن، فبعد سمراء البادية سميرة توفيق، كرمت بلدية الحازمية ابنتها البارة، سلوى القطريب.


رئيس بلدية الحازمية جان الأسمر، أكد في بداية حديثه عن المهرجان انه مخصص كأولوية للشباب، بعد مؤتمر اللجنة الشبابية الذي عُقد مؤخراً، وسيغني فيه شباب الحازمية كـ منال ابو ملهب الى جانب فرقة الحازمية باند وماريا الغاوي، وهذه الخطوة اتت لتفعيل دور الشباب على كافة الأصعدة، وقال "نحن لا نستسلم أبداً ومهما كانت الظروف التي يمر بها لبنان سنتحدى ونتألق".

ولفت الأسمر، الى ان "هذا التكريم اتى في الوقت المناسب، ولم نتأخر أبداً، فالظروف التي يمر بها الناس تحتاج الى مهرجان من هذا النوع، مشيراً الى انه "يجب ان زرع فيهم الأمل والحياة، وتكريم الكبار ليس تكريماً لهم، بل هو تكريم لنا، هذا تكريم للبلدة، التي سكنوها، نحن نشعر بأن هذا الأمر هو تكريم لفن "الزمن الجميل" الذي سنسعى للحفاظ عليه".


بدأت ماريا الغاوي بمعزوفاتها، فنقلت الحضور إلى عالم من الرومانسية والحلم، تفاعل معها كل من سمعها، فتأثروا بها، كما وقدمت الغاوي معزوفتين الى جانب زميليها ميليسا وغسان مدلج حيث اضفوا على اللحن رونقاً جديداً وتمازجاً بالألوان، فخرجوا بمعزوفة أقل ما يقال فيها انها رائعة.
كما تم تكريم الغاوي، بتسليمها درع بلدية الحازمية، كتحفيز منهم لاستمرارها.

حازمية باند، بقيادة منال أبو ملهب، وعبدو أبو ملهب، قدموا مزيجاً من أغنيات الشحرورة صباح والسيدة فيروز والفنان الكبير وديع الصافي، التي اشتعل على إثرها الجمهور، حيث أقيمت حلقات الدبكة، اضافة الى قيام أعضاء البلدية للرقص.
وقدموا أغنيات "يا دلع دلع"، "دقوا المهابيج"، "ميجانا"، "ميل يا غزيل"، عالندا الندا"، "قتلوني عيونا السود"، "عندك بحرية يا ريّس".
وعادت وختمت الفرقة بأغنية "راجع يتعمر لبنان" حيث عاد المكان ليشتعل مجدداً، وانتهت الفرقة من وصلتها الغنائية على وقع التصفيق الحار من الجمهور.


وقبل أن تعتلي ألين لحود المسرح، قدمت البلدية درعاً تكريماً لوالدها وزوج الفنانة الراحلة الأستاذ ناهي لحود تكريماً له على عطائه وعطاءات الراحلة سلوى لبلدة الحازمية ، كما تم تكريم الفنانة ألين لحود بدرع تكريمي.

ألين إعتلت المسرح لتكمل ما بدأته والدتها، لتكرمها وهي تنظر اليها مبتسمة، لتصلي لروحها، أبت ان تتوقف حياة الحازمية، فكانت ألين شاهدة على عظمة الفنانة والأم السيدة سلوى لتكمل ما بدأت .

موقع الفن الذي كان حاضراً في حفل التكريم إلتقى الفنانة ألين لحود في هذا الحوار .

ماذا يعني لك هذا التكريم خصوصاً وانك تكرمين والدتك؟
يعني لي الكثير لأنه متعلق بوالدتي بالدرجة الأولى، ولأنه المكان الذي ولدت وترعرت فيه، وكانت عزيزة جداً على قلبي، وهذا مبادرة رائعة من بلدية الحازمية، وانا اقدر كل الجهود المبذولة، وكنت اتمنى ان يتم تكريمها قبل وفاتها، لأن هذا الشيء كان ليجعلني سعيدةً أكثر.


ما هي المستجدات على صعيد تجديدك لمسرحية "بنت الجبل"؟
ما زلنا نعمل على الموضوع، وسنبدأ بالتمارين الأسبوع المقبل، وفي تشرين الأول سيبدأ العرض الأول، وانا اعد الناس بأنهم سيرون نسخة جديدة من بنت الجبل، لن ننسيهم القديمة، لكننا سنقوم بإحياء الأعمال الخالدة لروميو لحود.

الارث الفني الذي ورثته عن والدتك، الى اي مدى انت قادرة على الحفاظ عليه؟
انا على يقين بأن الله اعطاني القدرة للحفاظ على كل ما اخذته منها، وهي التي شجعتني للدخول إلى عالم الفن، هناك مسؤولية تقع على عاتقي لأن الناس تحب المقارنة، وانا لست امتداداً لوالدتي، انا هدفي ان اخلق خطاً خاصاً بي، وسأحاول قدر الأماكن ان اكرمها بأخلاقي ومبادئي.


ما هي الصفات التي ورثتها من والدتك ؟

يقولون انني امتلك نفس خامة الصوت، واحب مهنتي كما كانت تحبها، واتابع أعمالي بشكل مستمر، واحب الفن الأصيل مثلها تماماً، ولكن هناك اختلافاً في الشخصيات بيننا، لكن دعني اقول انها ربتني على مبادئ ما زلت اسير عليها، وهي التي صقلت شخصيتي وطوّرتها.


كلمة أخيرة .
أشكر موقع الفن على متابعته الدائمة لي وانتظروني الشهر المقبل بأغنيتي الجديدة، وسوف تفاجئ الناس، من كلمات وألحان روميو لحود توزيع جوزيف كيروز "جنينا سوا" واتمنى ان تعجب الناس.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.