لم تكن المرة الأولى التي يتألق فيها نجوم لبنان والعالم العربي، لم تكن البسمة الأولى التي ترتسم على وجوه الآلاف لمجرد سماع صوتهم، ولم تكن ليالي بيروت لتموت أبداً، إنهم فخر للفن في لبنان والعالم العربي، تألقوا مساء أمس في ليلة من ليالي العشق السرمدي لبيروت وأرضها وتاريخها والتي تنبض بالحياة ولن تموت أبداً.

إعتلى المسرح بكل ثقة، حمل بين يديه قضية منذ الانطلاقة، رفض الخضوع والاستسلام، لم يشأ أن يغيب نور بلده عن أي إحتفال، بل إنطلق بإسم بلده عالياً، مقدماً أجمل الاغاني بحنجرته الذهبية التي تصدح نوراً ونار ، تشعل القلوب من فرط حنانها وعذوبتها، محمد عساف إبن القضية، قدّم أروع أغانيه فبدأ بأغنية "يا حلالي ويا مالي" ، ثم "أيوه هغني" وختم بأغنية "جراح في جراح"، حيث اعطى الجمهور جرعة عالية من الفرح مع بداية السهرة بموسيقى صاخبة اشتاقت لها الآذان والقلوب منذ زمن.

عامر زيان، الشاب الذي إنطلق في مسيرته الفنية معتمداً على نفسه، انهال بالقبل على محبيه إشتياقاً، وقال "صحيح انو لبنان مريض، بس لبنان ما بموت، وصحيح انو الزبالة وين ما كان، بس انتو اجمل وانظف قطعة بلبنان".

ثم إجتاح صوت الفنانة نجوى كرم الساحة خلال فترة الاستراحة والتي إمتنع الجمهور عن أخذها ليستمر في الرقص والتفاعل مع الأنغام الموسيقية.

الفنانة أسمرا مع بداية أغنيتها التي قدمتها للمرة الأولى مساء أمس على مسرح البيال "انا انثى انا"، حصل خلل تقني، ما دفعها لغنائها مجدداً، من دون أن تتوقع ان يكون الجمهور قد حفظ بعض الكلمات ليرددها معها للمرة الثانية.
ولم تكتف أسمرا بهذا الحد ، فأغنية "ما شاء الله" والتي إنتظرها الجمهور كان لها وقع خاص في قلوبهم، كما رسمت أسمرا بجسدها لوحة فنية متقنة، سحرت الجمهور.

سورية الأصل، لبنانية الهوى، تلك التي اطلقت صوتها للعنان ليصل لأعلى المستويات، احبت لبنان وانطلقت منه، انها رويدا عطية التي فاجأت الجمهور باطلالتها، فاستهلت وصلتها بأغنية "رشرش"، ثم "أبو سمرا" فإنساب سحر نغمها ليسكر الجمهور.

زاوج بين جمال الشكل وعذوبة الصوت ، هو صاحب الصوت الرومانسي، انه سعد رمضان الذي دخل على وقع موسيقى أغنية "يللي مدوبني"، ثم توقف ليوجه كلمة لجمهور، قائلاً "نحن هنا لأن هناك من يحمينا أنه الجيش اللبناني، الذي ندعو الله أن يحميه لنا". ثم قدّم رمضان أغنية "ضد النسيان ليختتم بها.

ومن يتملكه الحنين الى بلده، من سكن قلب كل من سمع صوته، هو الفنان الذي صنع نفسه بنفسه، انطلق من العدم، وحصد من عرق جبينه تحية من جمهور اشتعل بالهتافات وصيحات الفرح لدى سماع صوته، انه سحر من بسمته، انه الفنان ناصيف زيتون الذي قدم أجمل أغنياته .

حازم شريف، الذي حزم حقائب نصره في "أراب ايدول"، راسماً وتراً خاصاً يعزف عليه الوان الحب والثورة، الوان الحياة والفرح، الوان ما حرم منه، لكن لم يكن ليحرمنا منه في بلدنا، كأنه بعث رسالة بعينينه ، "أغني لابنتي بيروت، لتسمعني أمي سوريا"، انه من تحدى الانكسار وما كان لينكسر يوماً انه حازم شريف الذي انحنى تواضعاً امام محبيه بكلمات ارق من النسيم، وبدأ بأغنية "بعرف مش طالع بإيدي"، ثم قدم أغنية للفنان والموسيقار ملحم بركات "بدك مليون سنة"، ولم ينته شريف هنا، بل أكمل قائلاً "انا بحب لبنان، وانتو هلي وانا دايماً بحس حالي ببلدي".

لطالما تمنى الفتى الطموح ان يحتل مساحات كبيرة امام الكاميرا، الا ان نظرته البعيدة للأمور جعلته يستلم الأمور من خلف الكاميرا فمن فنان الى مخرج ثم الى ساحر قلوب الملايين، سطع نجم جاد شويري ما بين حياته المقسمة بين أطراف الكاميرا، أطل شويري هذه المرة لترصده كاميرات المراقبة كافة فاعتلى خشبة المسرح وانهال بالأغاني الصاخبة وأولها أغنية "أجازة" التي رددها معه كافة الحضور ثم "كسرتلي السيارة "، واختتم شويري بكلمة شكر لكل الجمهور الذي حضر متمنياً ان يبقى لبنان وشعبه يعيش في حالة فرح.

الفنانتان جنى ومايا نعمة كانت لهما قصة خاصة ، حيث تحركت أحاسيسهما بالعشق والحنين ، رسمتا بلوحاتهما الغنائية أجمل المشاعر، فقدمتا العديد من الأغنيات منها "ع مدرستي بدي روح"، "فيك وفيها"، "يا حبيبي" و"أنا حوا" التي لاقت تفاعل الحضور .

لم يتخلَّ عن أحلامه، بل رسمها بإصرار، تألق في برنامج the voice ورفض الاستسلام، حتى في الحب، بقي الى جانبها يغني لها، حتى حاز قلبها، انه موري حاتم، هو من انطلق في رحلة اميركية حطت رحالها مجدداً في بيروت، رسم موري من خلال رقصة أغنية جديدة زخرفها بكلمات تلامس العقل والقلب والحب في آن فبدأ بـ "عم تحكي مع حدا" ثم "شو عندك الليلة" تحت أضواء المسرح التي نقلت الجمهور الى عالم آخر مليء بالرومانسية.

حمل بإسمه الأغنية اللبنانية الجميلة ، هو الفنان ربيع بارود، الذي سطع نجمه وبقي مرافقاً لكل محب، غنى باقة من أجمل أغنياته وأشعل مسرح بأغنية "اشتقتلك كتير" و "خايف سميكي عمري" فنقل الجمهور من حالة المستمع إلى حالة المشارك بالغناء..

ربيع الجميّل الذي دخل الوسط الفني بطريقة ساحرة، تألق وسطع نجمه، اخترق من دون استئذان قلوب الملايين بأغنية "أجمل غمرة بالعالم" التي جعلت كل محب يحتضن حبيبته، اضافة الى "البالونات" التي تم استخدامها على المسرح ليضفي نوعاً من الحماس على الجمهور.

مجد موصلي، إبن لبنان، الذي أشعل المسرح بدخوله على وقع أغنية "اذا مش علشاني علشانك"، وعلى وقع هتافات من الحماس والتشجيع اطلق موصلي أغنيته التي أصابت بسهامها كل عشاقه ، موجهاً لهم تحية الوداع، على أمل اللقاء القريب.

فادي حرب جذب إنتباه كل من كان موجوداً وسرق وقتهم من دون أن يشعروا ، وبدأ بأغنية "شو باكي"، ثم "هما يومين".

وأطل الفنان الذي إنتظره الجماهير بفارغ الصبر، ورفض الحضور أن يرحلوا من دون أن يشبعوا توقهم إلى فنه وإطلالته ، فإمتلك المسرح والجمهور بصوته الشجي، انه ناصيف زيتون، الذي بدأ بأغنية "نامي على صدري"، "مش عم تزبط معي"، "لا والله ما بيعك" وختمها بأغنية "قدا وقدود"، وطالبه الجمهور بأغنية آخرى، فإلتزام زيتون ليغني هو الجمهور أغنية ختمت سهرة البيال بدمعة الفرح.