أعاد حفيد الملحن اللبناني الراحل رفيق حبيقة (1945 – 2007)، جاد مغامس، تسليط الضوء على جده بفيلم جميل أعده وصوّره كعمل قصير للتخرج بإجازة جامعية في السمعي والبصري من جامعة NDU اللويزة، وهو التجربة الإخراجية الأولى له.

وقد إستضاف مسرح بيار أبو خاطر في جامعة سيدة اللويزة عرض الفيلم (15 دقيقة) مساء الأربعاء الماضي.. جاد أسمى فيلمه "خطرنا على بالك"، وهو إسم الاغنية الشهيرة التي لحّنها حبيقة، للفنان طوني حنا، ولا تزال رائجة لليوم.

الفيلم يحمل في جوانبه رفيق الانسان والفنان ورفيق النقيب، وعازف الكمان وقائد الاوركسترا والملحن، هو الملحن الذي عاصر كبار الفنانين أمثال وديع الصافي وسميرة توفيق وفريد الأطرش، وغيرهم.

وللوقوف أكثر على تفاصيل هذا العمل، كان لموقع "الفن" هذا الحديث مع إبنة حبيقة، السيدة جمانة، وحفيده بطل ومخرج الفيلم، جاد مغامس.


السيدة جمانة

كيف تصفين لنا رفيق حبيقة الفنان والإنسان والأب؟
والدي توفيّ منذ 7 سنوات وإبتعد عن الفن قبل وفاته بـ7 سنوات، هو فنان من الجيل القديم رافق كبار الفنانين أمثال وديع الصافي وسميرة توفيق وفريد الأطرش، وكان يقوم بتوزيع الكثير من الأغاني للفنانين طوني حنا وإيلي شويري وغيرهما، وكان قريباً جداً من الفنانة سميرة توفيق، ووالدي من أوائل كاتبي النوتة في لبنان، الذين تعبوا كثيراً على إعلاء شأن الأغنية اللبنانية.
وكأب فهو "حبيب قلبنا" في العائلة ونحن نعيش دائماً بروحه الموجودة بيننا، زرع فينا الحب والحنان، وكان لديه حب كبير لزوجته أي والدتي.

هل أخذ رفيق حبيقة حقه فنياً وإعلامياً؟
إذا كنا نريد أن نتكلم عن أيامنا الحالية، فوالدي لم يأخذ حقه كما يجب خصوصاً في الإعلام المكتوب، أما في أول صعوده الفني فكان دائماً يظهر على شاشة التلفزيون، ووالدي من الأشخاص المتواضعين جداً الذي لا يلتفت الى المظاهر، وكنا نناقش كثيراً معه في هذه الأمور، لكن هذا ما أورثنا اياه التواضع والمحبة والصيت الحسن، وللأسف أين أصبحنا اليوم.

ما هي المشاريع أو الأفكار التي تقومون بها كعائلة لتكريم وتخليد ذكراه؟
أنا أعمل دائماً على تحضير أفكار ومشاريع لتخليد ذكرى والدي من تكريمات وأعمال أخرى، وحتى بدأت بفكرة إقامة متحف له لكن هذا يتطلب إمكانيات مادية وغيرها. احتفط بالكثير من النوتات والأغاني التي عمل عليها والدي ولم تظهر الى العلن، وأفضّل أن تبقى للعائلة وخصوصاً لإبني جاد، فمن الممكن أن يعيد غناءها لأن صوته جميل. لا أريد بيع هذه الأغاني لفنانين.. فالفن لم يعد كما كان من قبل.

جاد مغامس

حدثنا أكثر عن الفيلم.. لماذا إخترت هذا العنوان؟
الفيلم يحمل عنوان "خطرنا على بالك"، ونحن إخترنا هذا العنوان للفيلم مع الممثل والمخرج جورج خباز . الفيلم يتحدث عن الشخصية الرئيسية "جاد" والذي هو أنا، المتأثر جداً بجده رفيق حبيقة، الذي يخطر على باله، وجاد يخطر على بال جده، وبالطبع يركّز الفيلم على الأغنية.

هل عايشت جدك لفترة طويلة لتستطيع إنجاز هذا الفيلم عنه؟
توفيّ جدي حين كان عمري 15 عاماً ، أتذكر أشياء كثيرة منه وعنه، ومن خلال معايشتي له في تلك الفترة.
وأنا أصريت على الشروع في تنفيذ هذا الفيلم بعد رحيله، من أجله، وأيضاً لتعريف الناس أكثر عليه وعلى فنه وما قدّمه من أعمال نفتخر بها، ولأن كثيرين لا يعرفون قيمته.. وللأسف نحن نعيش في زمن قلة الوفاء.

ما هو هدفك ورسالتك في هذا الفيلم؟
من خلال الفيلم، كل الأفكار واصلة الى الجمهور، وبالتحديد شخصية "جاد" حفيد رفيق حبيقة، الذي يوجز المراحل التي عاشها مع جده، والفيلم صوّر الأشياء على طبيعتها من أغراضه وغرفته، وحتى يصوّر عالم "جاد" الخاص مع جده، ويوثّق العلاقة الوثيقة التي تربط هذه الشخصية بجده.

ومن الناحية الفنية، الفيلم رسالة الى كل العالم ليتعرفوا أكثر على رفيق حبيقة، الذي كان من أوائل الفنانين الذي عملوا على الأغنية اللبنانية، وحتى أن الموسيقى التصويرية للفيلم مأخوذة من ألحان جدي، وهذا الشخص الفنان الكبير رفيق حبيقة رحل عن الدنيا، وتركا لنا أعماله وفنه العظيم، ولولا أعماله لما إستطعت أن أقوم بأي شيء لتكريمه وحفظ ذكراه عند الناس.

لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا