أضاف فيلم حلم شهرزاد جائزة جديدة لرصيده من مهرجانات السينما العالمية، حيث فاز فيلم المخرج فرنسوا فيرستر بـجائزة أفضل فيلم وثائقي من جنوب أفريقيا في مهرجان ديربان السينمائي الدولي بجنوب أفريقيا والذي انتهت فعالياته يوم الأحد الماضي.

وفي حيثيات الجائزة، قالت لجنة التحكيم إن الجائزة ذهبت لفيلم حلم شهرزاد "لأسلوبه الذي يتضح فيه قيام صناع الفيلم بدفع أنفسهم لما وراء المنطقة السهلة، حيث أخذوا الميثولوجيا وجلبوها إلى قلب الحداثة، وأيضاً لكونه فيلماً طموحاً"، حيث يشتبك الفيلم مع قصة الحراك الاجتماعي في الشرق الأوسط قبل وبعد الثورات التي تفجرت به، اعتماداً على أسطورة ألف ليلة وليلة.

وقد انطلق العرض العالمي الأول للفيلم في الدورة الـ 27 من مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية في نوفمبر - تشرين الثاني 2014، ضمن قسم Masters الذي يوصف بأنه يضم نخبة الأفلام الوثائقية لكبار السينمائيين عالمياً، ثم فاز بـجائزة الحسيني أبو ضيف لأحسن فيلم في مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وقد شارك في عدة مهرجانات أخرى منها مهرجان هيومن رايتس ووتش للأفلام بلندن في عرض كامل العدد بعد إقبال الجمهور عليه، ومؤخراً مهرجان D-CAF (مهرجان وسط البلد للفن المعاصر).

ويتناول فيلم حلم شهرزاد التطورات السياسية والاجتماعية في السنوات الأخيرة بمصر وتركيا في إطار جذاب غير معتاد يعتمد على حكايات كتاب ألف ليلة وليلة، حيث يدمج الرصد الوثائقي بالموسيقى والتناول السياسي، ويستعير الفيلم شخصية شهرزاد الشهيرة لاستكشاف كيفية تواكب الإبداع مع وسائل التعبير السياسي رداً على القمع. يقدم الفيلم مجموعة من الشخصيات ذات خلفيات متنوعة، منها مايسترو أوركسترا تركي يستخدم مقطوعة شهرزاد للمؤلف الموسيقي راميسكي كوريسكوف كأداة لتعلم السياسة، مع ممثلة لبنانية تتصالح مع ماضيها بأن تصبح ناشطة على الإنترنت في مصر، فنان بصري عجوز يجسد حلمه عن شهرزاد في شخصية حكاءة شابة وجميلة، ثم رحلة قاصة سكندرية أثناء لقاءاتها مع أمهات شهداء الثورة سعياً لتحويل شهاداتهن إلى عروض حكي أدائية.

وبينما اعتمد الفيلم بشكل كبير على التمويل الشخصي، تلقى أيضاً مساهمات أخرى عبر عدد من الجهات، وهي: مؤسسة جنوب أفريقيا الوطنية للسينما والفيديو، صندوق مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية / بيرثا، صندوق ساندانس الوثائقي، أفلام سبير، صندوق وورلدفيو التابع لـاتحاد إذاعات الكومنولث، الصندوق السينمائي الهولندي، الاتحاد الأوروبي ومبادرة وثائقيات لأفريقيا (أفري دوكس).

وتم إنتاج الفيلم بتعاون بين فيرستر مع وائل عمر من شركة أفلام ميدل وست، شميلة سِدات من شركة آندركارانت للسينما والتلفزيون التي أسسها فيرستر، ونِيل براندت من شركة فايروركس ميديا. كما شارك في الإنتاج فليركنوبتش ودنيس فاسلين من شركة أفلام فوليا (هولندا)، لوكاس روزانت من شركة أفلام مِليا (فرنسا)، سريين هُليلة وريم أبو كشك من شبكة حكايا الإقليمية.