بدعوة من إدارة "بيت الموسيقى" في النجدة الشّعبيّة اللّبنانيّة، وبحضور رئيس فرع عكّار الأستاذ جورج الضّهر وأفراد الهيئة الإداريّة ونائبة رئيس الجمعيّة في لبنان الدّكتورة نهاد منصور، والإعلاميّ منذر المرعبيّ، وفعاليّات ثقافيّة واجتماعيّة وتربويّة وبحضور تلامذة الموسيقى وذويهم وأساتذتهم، أقيمت حلقة دراسيّة موسيقيّة على مسرح المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة – الشّيخطاباعكّار، تمّ فيها الشّرح عن "آلة السّنطور"، وقد تطرّقت إلى تاريخ نشأته، وكيفيّة صناعته، وآليّة العزف عليه، قدّمها عازف السّنطور العالميّ الأستاذ غلام رضا مشايخي الّذي حلّ ضيفًا على "بيت الموسيقى".


في البداية، رحبّ الدّكتور هيّاف ياسين مدير عام "بيت الموسيقى" بالأستاذ غلام، معرّفًا به كأحد أهمّ عازفي السّنطور في العالم، مستعرضًا مسيرته الأكاديميّة والموسيقيّة العريقة. بعدها شكر الأستاذ غلام "بيت الموسيقى" والحاضرين على دعوته، وشرح باختصار عن تاريخ آلة السّنطور التّي تعود إلى 3 آلاف سنة قبل المسيح، وشرح عن أنواع السّناطير المستخدمة في العالم لا سيّما السّنطور الإيرانيّ من جهة، والسّنطور الهنديّ الكشميريّ من جهة ثانية، والسّنطور الأوروبيّ تحت مسمّى "سيمبالوم" من جهة ثالثة، والسّنطور الصّينيّ من جهة رابعة. وقد عبّر عن سعادته لدخول هذه الآلة إلى الموسيقى العربيّة المشرقيّة وانتشارها بين أوساط الأكاديميين والموسيقييّن والمربّين على حدّ سواء، شاكرًا فضل الدّكتور هيّاف ياسين وجهودته في ابتكار نوع جديد من آلة السّنطور سمح بعزف الموسيقى العربيّة بكلّ دقّة وجمال.


بعدها قدّم الأستاذ غلام فاصلًا من الرّديف الموسيقيّ الفارسيّ من "داستكاه شور" ما يوازي "مقام البيّاتيّ" في الموسيقى العربيّة، مستعرضًا أشكال موسيقيّة عزفيّة كلاسيكيّة عديدة مثال: بيش دارآمد – درآمد – جهار مضراب إلخ... أبهرت كلّ الحاضرين بسبب تلك الأحاسيس الرّاقية والعالية والتّقنيّات الخارقة والعالميّة الّتي يتمتّع بها الأستاذ غلام.
بعدها قدّم تلامذة "بيت الموسيقى" على شكل مجموعات سلسلة من الأشكال الموسيقيّة الكلاسيكيّة العربيّة تمثّلت بالسّماعيّات والبشارف والدّوايب والتّحميلات والتّقاسيم مرورًا بالموشّحات الغنائيّة الأصيلة، وكان الأستاذ غلام يتابع بكلّ دقّة ويعطي ملاحظات قيّمة لكلّ تلميذٍ على حدًى.


في نهاية اللّقاء قدّم الأستاذ غلام فاصلًا عزفيًّا هائلًا وضخمًا وصعبًا من "داستكاه سيكاه" المرادف لمقام السّيكاه في الموسيقات العربيّة، وأذهل الحاضرين من جديد بتلك الموهبة الخارقة الّتي يتمتّع بها. ثمّ طلب إلى الدّكتور هيّاف ياسين مشاركته العزف في المقام عينه، فقدّم الأخير تقاسيمًا مرسلة من مقام السّيكاه بأسلويه المعتاد المتميّز بكثير من الرّصانة والجديّة حيث أطربت بها آذان الحاضرين المتعطشّة. ثمّ قدّم الاثنان مقارنة بين آلتيّ السّنطور "الفارسيّ" من جهة والسّنطور "المشرقيّالعربيّ" من جهة ثانية وقد كانت الفروقات واضحة للعيان إن من حيث الشّكل أو من حيث الصّوت والرّنة والجرس أو من حيث التّقنية الخاصّة بكلّ آلة لصياغة الجمل الموسيقيّة الخاصّة بالتّقليد الموسيقيّ الّذي تنتمي إليه.


بعدها قدّمت الطّالبة كريستين عبد المسيح باقة من الورود إلى الأستاذ غلام كعربون محبّة وتقدير، ثمّ قدّم له رئيس الفرع الأستاذ جورج الضّهر درع "بيت الموسيقى"، كذلك الأمر قدّم له الطّالب عبد الله حنّا آلة "بزق" من التّراث الشّعبيّ اللّبنانيّ كذكرى موسيقيّة محليّة أصيلة، وقدّم له الرّسام التّشكيلي الفنّان نقولا عيسى لوحة فنيّة مجسّدًا فيها العازف مع آلته، ثمّ قدّم الدّكتور ياسين إفادة موسيقيّة رسميّة أرشفت تفاصيل الحدث الموسيقيّ وتوقيته، وبعدها أخذت الصّور التّذكاريّة مع التّلاميذ والأساتذة والحاضرين.