هو صاحب تاريخ فني طويل، قدم الكثير من الأعمال الفنية الناجحة للسينما والدراما، فعلى الرغم من غيابه من حين لآخر إلا أنه وحينما يعود لا بد أن تحمل أعماله المُفاجأة للجمهور .

هو الفنان عزت العلايلي الذي يعود بمُسلسل "همس الجذور" الذي يُناقش أوضاعاً تاريخية مصرية في فترة النهضة طوال أكثر من ثلاثة قرون من الزمان .

وفي حديثه لـ"الفن" يكشف العلايلي موقفه من مُسلسل "عمر المُختار"، ويتحدث عن مُسلسلات الإنتاج الحكومي وتعثرها، وعن إبتعاده عن السينما لسنوات طويلة، وعن رئاسة المسرح العربي وأشياء أخرى في حياته الفنية .

بداية.. نرحب بحوارنا معك عبر موقع "الفن"؟
أرحب بكم.. وفطر سعيد على الجميع.

ما أسباب غيابك عن الساحة الفنية لأكثر من عامين؟
ليس هُناك أي أسباب سوى انني أقوم بالتحضير لعمل جديد وهو "همس الجذور" الذي يحتاج لفترة طويلة من التحضيرات نظراً لرغبتي أنا والجهة المُنتجة في أن يتم تقديمه للجمهور بأفضل شكل مُمكن، فأنا لا أحب التسرع أو الإرتباط بموسم مُعين، ولكنني أترك الأمور تسير بالشكل الطبيعي كي تخرج بشكل جيد من دون حدوث أي أخطاء بسبب التسرع فيها.

وما صحة تعثر العمل بسبب المشاكل الإنتاجية؟
أعتقد أن الأمر كذلك، خصوصاً أن المسلسل بشكل عام ضخم ويحتاج لفترة طويلة من التحضيرات وميزانية ضخمة من أجل تقديمه بشكل جيد، فأنا لا يهمني التواجد والسعي وراء عدم الغياب، ولكنني أسعى لتقديم العمل الجيد الذي يستحق ثقة جمهور ويُقدمني بشكل جيد، وهذا ما أعتبره قمة الفن.

وما حقيقة مناقشة مسلسل "همس الجذور" للأوضاع السياسية الحالية؟
العمل ليس له علاقة بالسياسة، ولكنه يتحدث عن مصر تاريخياً مُنذ عام 1789 وحتى 1973 وما بين هذه الفترة من مراحل تاريخية طويلة، فهذه هي فترة النهضة المصرية التي بدأت من القرن الثامن عشر مروراً بمرحلة محمد علي واحمد عرابي والكثير من المراحل والشخصيات التي ساهمت في نهضة مصر إلى أن نصل إلى مرحلة طه حسين ومحمد عبده ورواد الأدب والفن وكذلك رؤساء مصر العظماء مثل جمال عبدالناصر والسادات، ولذلك كما قلت لك فالعمل بحاجة للتريث في تقديمه لأنه عمل مُهم وضخم للغاية.

ولكن كيف ترى مسلسلات الإنتاج الحكومي والتي قد يصفها البعض بأنها مُتعثرة دائماً؟
هذا العمل ليس إنتاجاً حكومياً، ولكن هُناك شراكة مع إحدى الجهات الاخرى، فالإنتاج مُتعثر بالنسبة للجميع وليس بالنسبة لي أنا بمفردي، ولذلك فنجد أن الكثير من النجوم غائبين عن الماراثون الرمضاني المُقبل قد يكون لهذه الأسباب أيضاً مثل يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز ومحمود ياسين وغيرهم، ولكن الأمر لا يتعلق بفكرة الإنتاج الحكومي فقط ولكن هُناك تعثر في الإنتاج على الكثير من الاصعدة.

هل كانت الأحداث السياسية سبباً في إقصائك عن الساحة؟
لا أعتقد أن للأحداث السياسية دخل بإبعادي عن الساحة أنا أو غيري، ولكن الامر مُتعلق بالمسألة الإنتاجية إلى جانب عوامل أخرى تخص كل فنان، فبالنسبة لي أنا لا أحب الظهور إن لم أجد العمل المُناسب وإن وجدته فأعطي له حقه في التحضير ولا أتسرع في أي خطوة قبل القيام بها.

وماذا بخصوص مُسلسل "عمر المختار"؟
هذا العمل معروض علي في الوقت الحالي كمجرد كلام مبدئي، ولكن لم تحدث خطوات جادة بخصوص هذا العمل إلى الآن حتى أنني لا اعرف جهة الإنتاج بكامل تفاصيلها، أو ما وراء العمل إن كان من إنتاج ليبي مشترك أو غيره، ولكنني أنتظر الحديث عنه بشكل جاد حتى نتفق على تفاصيله، وبالتأكيد شخصية مثل عمر المختار ثرية بالكثير من الأحداث المُهمة، فهو مناضل ليبي وشخصية تستحق التقديم، وأعتقد أن الحديث عن أي تفاصيل تخص هذا العمل في الوقت الحالي ستكون سابقة لآوانها.

لاحظنا في اعمالك أنك تسعى لتقديم اعمال تسير عكس التيار .. فهل هذا صحيح؟
لا أرى أنها عكس التيار، ولكن المفروض أن يعيش الفنان تاريخ بلده سواء سياسياً وعلمياً وثقافيا، خصوصاً أن الفن هو ظل المُجتمع والمرآة العاكسة للأوضاع التي عشناها ونعيشها في الوقت الحالي.

وما سبب غيابك عن السينما مُنذ سنوات طويلة؟
لم تعرض علي مواضيع سينمائية جاذبة للعودة للسينما، ولذلك كنت أعتذر عن الكثير من السيناريوهات، وأعتقد أن الامر نفسه يتكرر مع أغلب فناني جيلي، هذا بالإضافة إلى أن السينما أصبحت شبابية وأنا الآن لست في مرحلة الشباب.

ولكن النُقاد يقولون إن سبب غياب النجوم الكبار عن السينما هو عدم تنازلكم عن فكرة البطولة المُطلقة التي تعودتم عليها من قبل في أعمالكم القديمة .. فما رأيك؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، ولكننا نتعاون مع الشباب ولا نُمانع القيام بذلك شرط أن يكون الدور مناسباً ومميزاً ولا يُقلل من رصيدي ونجوميتي، ولكن غير ذلك لا أقبل الظهور في السينما.

وماذا بخصوص توليك مؤخرا رئاسة لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي؟
سعيد للغاية بالمشاركة في هذا المهرجان، خصوصاً ان هناك رغبة واضحة من جميع النجوم للعودة للمسرح في الوقت الحالي، فهو أمر مهم للغاية ودور العرض المسرحية ظلت فارغة منذ قيام ثورة يناير لحين عودة بعض الأعمال التي أنعشتها مرة أخرى.

وكيف ترى أهمية هذا المهرجان بالنسبة للمسرح؟
هذا المهرجان مُهم للغاية، فالأمر يخص تواجد المسرح العربي على الساحة الفنية، وهذا أمر جيد لا شك فيه، هذا بالإضافة إلى إستقطاب الكثير من النجوم العرب والأعمال المسرحية العربية للمُشاركة في هذا المهرجان.

وكيف ترى عودة الكثير من النجوم للمسرح، وهل تقبل تقديم اعمال مسرحية في الوقت الحالي؟
شيء جميل للغاية ان يقوم الفنانين بإعادة الروح المسرحية مرة أخرى، فالمسرح مُهم للغاية من أجل النهوض بثقافة الشعوب، وأنا شخصياً لا أمانع في العودة للمسرح إن وجدت العمل المُناسب.

وماذا عن الصداقة التي كانت تجمعك بالفنان الراحل عمر الشريف منذ سنوات طويلة؟
بالفعل كانت تجمعني بالشريف صداقة طويلة وبقيت مستمرة لآخر أيامه ، رحمة الله ، هو فنان عالمي وكلامي عنه لن يوفيه حقه، فقد قدم للسينما المصرية الكثير من الأفلام المهمة، وكنت أشاهد أفلامه الأجنبية وكنت سعيداً به.

ولماذا صرحت بأهمية ألا تطغى الدراما الرمضانية على طقوس شهر رمضان؟
بالفعل صرحت بذلك لأنني مقتنع للغاية ومؤمن بأن رمضان يأتي مرة واحدة كل عام ولا بد أن نستفيد من فضائل هذا الشهر الكريم، ولكن الأعمال الرمضانية أصبحت كثيرة للغاية واصبح هناك زحام وأكثر من 40 مسلسل كل عام معروضين في وقت واحد.. فمن ستكون لديه القدرة على العبادة والمشاهدة؟.. الإجابة: لا أحد، ولذلك قلت من الضروري ألا تطغى الاعمال الدرامية على العبادة في رمضان، خصوصاً ان هناك مواسم درامية اخرى يُمكن أن تعرض فيها الأعمال، وهذه التجربة حققت نجاحاً من خلال أكثر من نموذج.

وفي النهاية.. ماذا تتمنى للفن؟
أتمنى كل الخير للفن، حيث قضيت عمري كله في التمثيل، وكنت سعيداً للغاية بما أقدمه، فكانت السينما حقيقية وواقعية إلى ابعد حدود، والحمد لله أنا راض للغاية عما وصلت له اليوم، ولكنني أتمنى أن يواصل النجوم الشباب العمل الجاد وضرورة الإختيار الصائب للأعمال من أجل الحفاظ على أن تكون السينما والفن في مصر في المُقدمة، وهذا لا بد أن يتحقق من خلال دعم الدولة للفن أيضا.