إستضاف برنامجريتنغرمضان، بطلي مسلسل حنايا الغيث الممثل الأردني منذر رياحنة والممثلة لونا بشارة، وتحدّث ضيفا البرنامج عن دوريهما في المسلسلين حيث قال منذر بأنّه يقوم بدور "الغيث" الرجل البدوي العاشق لـ"حنايا"، فحبّه لها تخطّى كل الحدود على الرغم من الحواجز التي اعترضته لكن الحُب بالنسبة إليه لا يمكن أن يتلاشى ولولاه لا يمكن أن نستمر، والدليل أن شعراء الجاهليّة ما زالت أسماؤهم حاضرة معنا حتّى اليوم والسبب وجود الحب بيننا.

أمّا الممثلة الصاعدة لونا بشارة التي قالت إن حبها للتمثيل وأداءها أتى بالفطرة وهي تقوم بدور "حنايا" الفتاة التي تُحب بصدق وتعتبر ان لا شيء مستحيلا أمام عشقها كما انها تكسر القواعد في الحب لكن مع إحترام العادات والتقاليد وأكدت لونا بأن ما أغراها في تمثيل هذا الدور بأنها عاشقة لجو الصحراء والحياة البدوية وبأن شخصية"حنايا" ستظهرها كممثلة بعيداً عن وجود مظاهر الفخامة والجماليات في العمل.

وفي الحديث عن المواهب الجديدة في التمثيل أكّد رياحنة أنّه مؤمن بالشباب ودورهم في تطور البلدان وبأن لونا بشارة أقنعته بآدائها من المشاد الأولى واعتبرها على قدر المسؤولية، أما بالنسبة إلى لونا فإنّ وجود الممثل منذر رياحنة في العمل زاد ثقتها بنفسها وقدم لها الكثير من الدعم، وساعدها في إتقان اللهجة البدويّة وكان وجوده عاملاً مساعداً لها ولكل فريق العمل.

ورداً على سؤال الإعلامي وسام بريدي عن عدم وجودهما في الأعمال العربية المشتركة قال منذر إنّ الفن ليس له حواجز ويمكن أن يكون في أي بلد فهو الآن موجود في مصر ووجوده هناك لا يشعره بالغربة وأيّد دخول لونا في الأعمال العربية المشتركة، أمّا لونا التي ما زالت ببداية طريقها قالت إن طموحها كبير وهي تسعى لتحقيق أهدافها وتطمح بالدخول الى السينما المصرية والدراما العربية.

وانضمّ إلى الحلقة الممثل نبيل المشيني الذي عبّر عن سعادته بالوقوف الى جانب الوجوه الجديدة ووصف لونا بسندريلا الشاشة الأردنية، وقال إنه من الجميل ان يأتي الجيل الجديد ويكمل ما بدأته الدراما الأردنية، ليقول بعدها إنّ العمل البدوي هو من أرقى الأعمال الدرامية التربوية وفيه الفروسية والكرم والضيافة والحب العذري. كما أكّد أنّ الدراما لها علاقة بتربية النّاس لأنها تدخل بيوتنا من دون إستئذان فمن المعيب وجود أعمال درامية تُخِل بثقافتنا العربية وتخدش الحياء، ويجب على المحطات رفض تلك الأعمال الدرامية التي تُرعب الناس، كما قال.

وفي اتصالٍ هاتفي مع الناقدة الفنية الإماراتية مريم الكعبي، أكّدت أن الدراما الأردنية هي التي عالجت الأعمال البدوية التي من خلالها نحصل على القيم العربية الأصيلة، ولكنها تأسفت لعدم وصول هذه الأعمال إلى العالم العربي، وقالت إنه بسبب الإنتاج والكتاب والتسويق تراجعت الدراما الأردنية وشعبيتها وأصبح عددها أقل، إلاّ أنّ بدايات هذه الأعمال كانت مؤشراتها إيجابية أكثر في الاستمرار والمنافسة، فهناك مسلسلات قديمة ما زالت عالقة في أذهان المشاهدين حتى الآن على الرغم من عدم وجود الفضائيات في حقبة الثمانينيات.

وانتقلت مريم الكعبي بحديثها عن الأعمال الدرامية العربية لتقول متأسفة إن الدراما العربية أسقطت "ورقة التوت الأخيرة"، لأنّ المادة طغت على هذه الأعمال فأصبحنا أمام مسلسلات تجارية بحتة انتهكت من خلالها كل المعايير والمحرمات وأصبحت لا تعرف العيب أبداً، فتنميط الشخصية العربية بهذه الصورة كارثة على المجتمع وأعطت مثالاً على ذلك مسلسل "مولانا العاشق" الذي شاهدت منه حلقتين، ووجدت بأنه يُروَّج لبيوت الدعارة، وتساءلت متفاجئة ما الهدف من كل هذه الإيحاءات الجنسية؟، فالشخص العادي يتلقّى الكثير من ثقافته من الصّور الدرامية التي من خلالها نصنع واقع مرادف لواقعنا الحقيقي لأنّ الصور البصريّة تؤثر بشكل كبير على سلوك الإنسان.

لتختم اتصالها قائلة إن نجاح الأعمال الدرامية العربية يجب ان تتمثّل بالمضمون لا الشكل، لكن الإتجاه المادي هو المسيطر عليها الآن فنحن بحاجة ماسة إلى إعادة تشكيل الوعي العربي من خلال الدراما التي أصبحت في وقتنا هذا أهم من التعليم.

أمّا الممثل نبيل المشيني الذي لامَ المحطّات التي تختار أعمالاً مشينة لا تليق بالدراما العربية، قال إنّ مسلسل "حارة أبو عوّاد" كان من أنجح الأعمال وبأنه قام بتقديم عرض لإحدى المحطات العربية بخصوصه ولم يتلقى أي جواب ، ليؤكد بعدها أنّ الدراما الأردنية في حقبة السبعينيات والثمانينيات كانت الأولى والرائدة في الوطن العربي والمسلسلات التاريخية التي قدموها كانت من أهم الأعمال، لكنّها اليوم في سُبات بسبب غياب المنتجين فالصناعة اليوم تحتاج إلى أموال طائلة.

وقبل مغادرته الحلقة أكد المشيني أن حلمه كممثل لن يتوقف إلا بعد نزوله القبر، وعن الموضوع نفسه اعتبر الممثل منذر رياحنة بأننا فهمنا الحرية بشكل خاطىء وعدم اهتمام المنتجين بهذه الأعمال يعود لتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وبأن المنتجين هم المشكلة الأساسية في تراجع الدراما الأردنية، ووجّه صرخة للحكومة الأردنية والمنتجين ليهتمّوا بالقطاع الفني لأن في الأردن كوادر فنية ممتازة.

كذلك انضمّت إلى الحلقة الممثلة عبير عيسى، التي قالت ان الفن هو "دم جديد" وفي مسلسل "حنايا الغيث" تقدم رسائل كثيرة واعتبرت ان الفن أصبح تجارة وبأنّ الثقافة في العالم العربي تتراجع، والدراما العربية تدخل كل بيت فمن المعيب وجود هذه الألفاظ وعرض هذه النماذج خصوصأ في شهر رمضان الفضيل، كما شنّت هجوماً على برنامج "رامز واكل الجو" حيث تساءلت عن المتعة في استفزاز الضيف لتخرج منه ألفاظ نابية وعن هدف وجود البرنامج والغاية منه. وأكدت عيسى أنّ العمل الفني يجب ان يكون رسالة محترمة للمشاهد فالفن أحياناً أهم من السياسة لأن من المفترض أن يكون الفنان قدوة للناس.