منذ العام 1992، تطرح "مون بلان" تشكيلة إصدار الكتّاب كل سنة وبإصدار محدود للغاية، تكريماً لأعظم رموز الأدب والثقافة في التاريخ.

ليو تولستوي، العلّامة الروسي وأستاذ الخيال الواقعي، ومؤلف مجموعة من الأعمال الروائية الملحمية مثل "الحرب والسلام" و "أنّــا كارنينا"، هو أحدث الشخصيات البارزة في الأدب العالمي، والتي تكرّمها "مون بلان" بإصدار محدود مستوحى من حياته وإرثه الثقافي.

وبالإضافة إلى تأليفه لبعض أهم الروايات في العالم، قضى الكونت ليو تولستوي (1828-1910) معظم فترات حياته ساعياً نحو الكمال الأخلاقي، وباحثاً عن المعنى الحقيقي للحياة. لقد كان تصويره الدقيق للمشاعر الإنسانية، وتعبيراته النابضة والبليغة، سبباً لصعوده سُـلّم الشهرة، ليصبح الشخصية الأبرز في عالم تأليف وسرد القصة الواقعية في روسيا. وبمرور الوقت، تطوّرت شخصية المؤلف العظيم بوتيرة متنامية ليصبح مفكراً مسيحياً، وشارك في النضال السلمي ضد رسملة المجتمع، وعدم المساواة في العبودية، وهيمنة الكنيسة والدولة، مما أدى إلى فرض رقابة صارمة على كتاباته الدينية، وعلى آرائه حول القضايا الاجتماعية الحرجة. وإلى جانب إرثه الأدبي، روّج تولستوي لفكرة التعليم للجميع من خلال تأسيس عدة مدارس لتحسين مستوى التعليم بين سكان الريف، كما نشر جريدة شهرية استعرض فيها أفكاره حول التعليم المجاني.


إصدار الكتّاب ليو تولستوي: بساطة الحياة

يستلهم الإصدار المحدود ليو تولستوي إبداعاته من منزل العائلة "ياسنايا بوليانا"، حيث ولد تولستوي وأقام مع زوجته وأطفاله. وفي هذه الأجواء الريفية المثالية، تمسّك تولستوي بتعاليمه لإيجاد السعادة في الحياة البسيطة التي يعيشها الفلاحون، وهي فكرة انعكست في بساطة الشكل والتصميم لأداة الكتابة.

وتظهر الأعمدة المميزة لمدخل "ياسنايا بوليانا" في شكل الجزء العلوي من الغطاء، والتي تزدان بشعار "مون بلان" بالراتنج الأسود والأبيض. وتتجلّى فلسفة تولستوي للعمل بيديه في الأرض في علبة الأنبوب المطلية بالفضة والمصنوعة يدوياً بدقة متناهية مع نمط فني مميز.

ويتناغم الغطاء بالراتنج الثمين وباللون الرمادي الداكن، مع الأنبوب من الراتنج الرخامي الأزرق، والأجزاء الإضافية المطلية بالبلاتينيوم، لتعكس الألوان الموجودة على أغلفة أولى أعماله الأدبية، وأيضاً ألوان غرفة المكتب التي قام فيها بتأليف أهم رواياته وأعماله المميزة. أمام الزخرفة التي تظهر على حلقة الغطاء، فهي مستوحاة من النمط التقليدي الروسي للمنسوجات، والذي يزيّن السترات المتواضعة للفلاحين وأيضاً السترة التي صنعها تولستوي لنفسه. ويحمل الغطاء نقشاً محفوراً لتوقيع المؤلف العظيم، في حين يظهر الشعار الأرستقراطي للعائلة على الطرف الذهبي الخالص بعيار 750 لقلم الحبر السائل والمطلي بالروديوم، وهو تصميم دقيق يشير إلى موطنه والقيم التي أرساها في العائلة.


ويعتبر رقم الإصدار المحفور على الغطاء بمثابة دليل لتفرّد كل قطعة بحد ذاتها. وتأتي نسخة قلم الحبر السائل من هذا الإصدار بكمية محدودة من 9,000 قطعة، أما نسخة قلم الحبر الجاف فتضم 12,000 قطعة. وتأتي نسخة قلم الحبر السائل برأس دوّار بكمية محدودة من 7,000 قطعة، في حين أن المجموعة التي تشمل قلم حبر سائل، وقلم حبر جاف/ قلم حبر سائل برأس دوّار وقلم رصاص ميكانيكي فتضم كمية محدودة من 1,600 قطعة.






الإصدار المحدود 1868: سر السعادة من تولستوي

برقم التحديد الذي يستند إلى سنة الطبعة الأولى من رواية "الحرب والسلام" التي تعتبر أشهر أعماله الأدبية، يأتي تصميم الإصدار المحدود 1868 ليصوّر ذكريات الحياة البسيطة التي آثرها تولستوي على وجه الخصوص في الفترة التي عاشها قبل رحيله، وأصوله الأرستقراطية ومكانته الاجتماعية باعتباره كونت. ويظهر الأنبوب المطلي بالذهب مع نمط فني مميز ليُعبّر عن العمل الذي أنجزه بيده في أرضه، منسجماً بأناقة مُلفتة مع غطاء مطلي بالورنيش الأزرق. وتستحضر الظلال الفنية تحت الغطاء مظاهر الأرستقراطية في الامبراطورية الروسية، وهي فكرة تكرّرت في رواياته، ومنها: "أنّــا كارنينا"، و "الحرب والسلام".

ويسرد الأنبوب الخشبي قصة قصره الريفي المفضّل "ياسنايا بوليانا"، والذي كان بمثابة موطن للعديد من الأشجار المعمّرة حيث اختار تولستوي أن يُدفن بينها. وتزيّن قطعة من المالاكايت الأخضر نهاية طرف الأنبوب، لترمز إلى أسطورة العصا الخضراء. فعندما كان ليو صبياً يافعاً، أخبره شقيقه نيكولاي بأنه يمتلك سراً قد يجعل جميع الرجال سعداء، وينُهي الحرب والمعاناة. ويُقال إن السر مكتوبٌ على عصا خضراء تم دفنها في أرض "ياسنايا بوليانا". وظلّت هذه القصة في ذهن تولستوي طيلة حياته، وعندما تقدّم في العمر، طلب أن يُدفن جثمانه في تابوت خشبي بسيط في الموقع المفترض للعصا الخضراء الصغيرة. ويتجلّى إرثه الدائم وإسهاماته في الحضارة الإنسانية عبر أعماله الرائعة من خلال التوقيع الذي يُزيّن الطرف الأمامي، وصورته البارزة على الطرف الذهبي الخالص من عيار 750 والمطلي بالروديوم.

ويعتبر إصدار الكتّاب ليو تولستوي من "مون بلان" إصداراً محدوداً يُكرّم رجلاً لم يترك وحسب بصمة أزلية في الأدب العالمي مع العديد من الروايات الشهيرة إلى اليوم، بل وأيضاً من خلال أفكاره الاجتماعية والفلسفية، والتي أصبحت أسطورة أثناء حياته الخاصة، وألهمت العديد من محبي الخير والإنسانية بعد رحيله، من أجل مواصلة رحلة النضال للعدالة الاجتماعية.

يتوفر "إصدار الكتّـاب ليو تولستوي" فقط بإصدار محدود للغاية في محلات "مون بلان" حول العالم، ابتداءً من 1 أغسطس 2015.