أعماله الفنية بمفردها بمثابة تاريخ فني طويل يحتاج للكثير من المؤرخين للحديث عنه، وقد ارتبط اسمه بالكثير من الأعمال الفنية الناجحة والتي أثرت في نفوس الجمهور المصري والعربي بشكل ايجابي، حيث أنه يستطيع التلون بالكوميديا والتراجيديا، فهو من أهم نجوم الفن المصري وقدم الكثير من الاعمال التي ما زالت موجودة في الذاكرة ولم تختف مثل "الكيف" و "ليالي الحلمية" و "الليل وآخره".

هو النجم الكبير يحيى الفخراني الذي يخص موقع "الفن" بمقابلة حصرية عن أعماله الفنية الجديدة، والكثير من التفاصيل حول حياته الخاصة والفنية وأمور أخرى في اللقاء الآتي .

في البداية .. كيف سيكون الإختلاف بين المسلسل الكرتوني المعروض حالياً في رمضان "قصص الآيات في القرآن" عن الأجزاء السابقة التي تم تقديمها على مدار السنوات الماضية؟
المسلسل يعتبر إستكمالاً للأجزاء الكرتونية التي قدمتها من قبل، لاسيما أن العمل مختلف عن كل الأجزاء السابقة، حيث يناقش العمل شرح الآيات القرآنية بطريقة مبسطة وسهلة، وبالتأكيد سيكون هناك إختلاف عن الأجزاء السابقة لأن الجزء الجديد يتحدث عن قصص الآيات في القرآن الكريم وليس عن قصص الحيوان أو الإنسان كما تم تقديمه من قبل.

بشكل عام.. ماذا أضافت لك هذه السلسة الكرتونية؟
بالتأكيد.. أضافت لي الكثير، خصوصاً أن الأطفال أصبحوا أكثر تعلقاً بمشاهدة هذه السلسلة الكرتونية، إضافة إلى أنها ومنذ الموسم الأول منها إنتشرت بشدة في الوطن العربي كله، والدليل أنه كل عام يتم عرض العمل على أكثر من عشر فضائيات مُختلفة الجنسية.

تعود للمسرح بمسرحية "ليلة من ألف ليلة وليلة".. فما السبب؟
المسرحية قائمة حالياً على مرحلة البروفات لكي نبدأ في العروض الخاصة بها ، كما أن المسرحية ستعرض على المسرح القومي، وأنا سعيد للغاية بالعودة للأعمال المسرحية، حيث أن موضوعها جذاب وأعجبني للغاية وحينما قرأت النص شعرت برغبة في العودة للمسرح.

إذاً.. فما الذي غيّبك عن المسرح طيلة السنوات الماضية هل هو النص المناسب؟
كان للنص دور كبير في غيابي عن المسرح، ولكن هُناك أسباباً أخرى منها أن المسرح يحتاج للإرتباط بشدة وبشكل يومي لشهور طويلة في الوقت الذي كنت مرتبطاً فيه بأعمال درامية قدمتها خلال الأعوام الماضية، ولذلك فلم يسمح لي الوقت أيضاً بالعمل المسرحي خلال السنوات الماضية، هذا إلى جانب أن المسرح كان في حالة ركود ولم تكن هناك أعمال مسرحية بكثافة كما كان من قبل بسبب الأوضاع السياسية الصعبة، ولذلك فحينما وجدت أن الوقت مناسب لم أتأخر عن العمل المسرحي، كما ان أكثر ما شجعني على ذلك هو أنني انتهيت من تسجيل جميع حلقات "قصص الآيات في القرآن" في الوقت الذي لم أرتبط فيه بأي أعمال درامية أخرى لرمضان .

وماذا بخصوص المسلسل الإذاعي "أحلام شهرزاد" الذي تؤدي بطولته لرمضان ؟
هو مسلسل إذاعي تم عرض فكرته علي وأعجبتني للغاية، حيث أن كاتبة المسلسل هي زوجتي الدكتورة لميس جابر، وقمنا بتسجيل حلقاته، وكانت تجربة مميزة ومختلفة ولم تستهلك مجهوداً كبيراً مقارنة بالأعمال الدرامية والسينمائية لأن العمل الإذاعي يعتمد في الأساس على الأداء الصوتي على عكس عنصر الصورة التي تحتاج لمشاعر وأداء تمثيلي وما إلى ذلك.

نتطرق للحديث عن العمل الدرامي، فلماذا تشارك في الماراثون الرمضاني في عام وتغيب في آخر؟
لا أحب الظهور في الدراما الرمضانية بشكل منتظم وكل عام، كما أن أعمالي الدرامية تحتاج لفترة طويلة من التحضيرات، وعلى سبيل المثال مسلسل "دهشة" الذي عرض في رمضان الماضي كنا قد بدأنا التحضير فيه قبل البدء بتصويره بحوالى خمسة شهور، كما أن المُنتج صادق صباح يعرف عني ذلك، خصوصاً أن هناك عملاً درامياً جديداً سيجمعني به في رمضان 2016.


على الرغم من عرض أعمالك داخل السباق الرمضاني إلا أنها تبقى لفترات طويلة في ذاكرة الجمهور.. فكيف ترى ذلك؟
الحمد لله.. هذا شيء يسعدني للغاية، وأعتبره دليلاً على صدق أعمالي الفنية والواقعية التي تتحدث عنها، ولذلك كما تقول تعيش في ذاكرة الجمهور لفترة طويلة بعد العرض الأول لها، وهذا أمر مهم للغاية أن يراعي الفنان الدقة في اختياراته.

وما سبب غيابك عن الاعمال الكوميدية التي قدمتها من قبل وحظيت بنجاح كبير ومنها "يتربى في عزو"؟
ليس هناك ما يمنعني من تقديم الاعمال الكوميدية خصوصاً أن الجمهور بحاجة لها في الوقت الحالي نظرا للظروف الصعبة التي عاشتها الأمة العربية خلال السنوات الماضية، ولكن الأمر المهم هو العثور على النص المناسب والمميز الذي يدور في اطار كوميدي، وهذا أمر صعب للغاية لأن المؤلف الذي يتوجه لكتابة الأعمال الكوميدية لا بد من ان تتوافر له الكثير من العناصر المهمة لكتابة عمل كوميدي مميز وليس من اجل الضحك فقط، ولذلك فأنا أرى ان من يقوم بكتابة هذه النوعية من الاعمال هم عدد قليل للغاية من المؤلفين، وفي الوقت نفسه أحب أن أقول لكم إن عملي المقبل سيكون كوميديا.

على الرغم من نجاح التعاون بينك وبين نجلك المخرج شادي الفخراني، إلا أن البعض أثار بلبلة حول فكرة "الوساطة" في العمل الفني.. فما ردك؟
أرفض هذا الإتهام، خصوصاً ان ابني بعد تخرجه ظل مبتعداً لفترة طويلة عن الوسط الفني حتى أن بعض أصدقائي والمقربين مني سألوني عن سبب عدم دخول ابني المجال الفني على الرغم من اعجابهم بموهبته، ولكن الأهم بالنسبة لي هو النجاح والطريقة الاخراجية التي قدمها ابني خلال تعاونه معي.

ومن يختار شادي للتعاون معك؟
ليس أنا من أقوم بإختياره لتولي المهمة الاخراجية، ولكن هُناك منتجاً يتولى هذه المسؤولية.

حينما تكون انت وشادي تحت سقف عمل فني واحد.. ماذا يدور بينكما؟
قبل أن نبدأ بالتصوير وحينما نكون في مرحلة التحضير أتعامل معه على أساس أنه مخرج يتولى اخراج العمل الفني وليس كابني، وأعتقد أن هذا من الأمور التي ساهمت في نجاح التعاون بيننا.

وما مصير فيلم "محمد علي"، فبعد أن كان مسلسلاً درامياً تم تحويله لفيلم سينمائي من دون أن تبدأ العمل عليه؟
هذا العمل مهم بالنسبة لي وما زال في الحسبان، وحينما نجد الظرف المناسب سوف نبدأ في التحضير له والعمل عليه.

ماذا تعني لك المنافسة مع نجوم جيلك؟
لا أضع المنافسة في اعتباري يوماً ولم أهتم بها من الاساس لأن الفنان كالسلعة في كل شيء، وكل سلعة لها جمهورها الذي يتردد عليها، كما أن بقية نجوم جيلي وحتى النجوم الشباب لم يضعوا في اعتبارهم هذه الفكرة، ولكن قد يكون الجمهور هو من يرى وجود المنافسة، ولكن في الحقيقة هي ليست موجودة في بالي على الاطلاق.

إذاً.. فأنت لا تمانع دخول عمل يتواجد فيه أبطال مثلك لهم تاريخ فني طويل وأعمال من بطولاتهم المطلقة؟
أنا شخصياً لا أمانع هذا الأمر، ولكنني أراه شبه مستحيل لأن وجود أكثر من نجم كبير في عمل واحد يحتاج لجهة انتاجية ضخمة تتحمل هذه المسؤولية، إلى جانب مؤلف مخضرم يعي توزيع الأدوار بشكل جيد وعوامل أخرى كثيرة لا بد من توافرها.

دعنا نتطرق لحياتك الشخصية.. فكيف تعيش يومك؟
ضاحكاً.. أعيش حياتي بشكل طبيعي كأي انسان، ولم أضع في اعتباري فكرة الشهرة والنجومية، كما أنني أعطي كل طرف حقه سواء العمل الفني أو الحياة الخاصة حتى وإن كان هناك تقصير في أوقات التصوير، فحينما أنتهي من ارتباطاتي الفنية أعوض أسرتي عن التقصير، حيث ألعب وألهو مع أحفادي وأعيش حياتي بشكل طبيعي.

وما الذي يدفعك للنجاح؟
النجاح شيء من عند الله سبحانه وتعالى، ولكن لا بد أن يراعي الفنان الكثير من العوامل التي تؤدي إلى النجاح مثل الدقة في الاختيارات والعمل بجهد من دون تقصير، حتى وان كان هناك فشل فلا بد أن يتعلم الانسان من أخطائه ويعيد التفكير في كل العوامل التي أدت به الى الفشل حتى يعاود النجاح مرة أخرى.

وفي الختام.. كلمة أخيرة لقراء موقع "الفن"؟
أتمنى أن تنال المقابلة حسن اعجابكم، وأن يصل كلامي اليكم من القلب للقلب، وأن أظل دائماً عند حسن ظنكم.