كانت ليلة الجمعة 12 حزيران ليلة فنية بإمتياز بالنسبة لبيروت، فبعد طول انتظار والكثير من "المد والجذر" كرّم مهرجان "بيروت الدولي للتكريم- بياف" في دورته السادسة أكثر من عشرين شخصية تنوعت بين الفنية، السياسية، رجال أعمال، ومخترعين من العالم العربي والعالم بحضور فنانين واعلاميين جاؤوا ليصفقوا لهم ويشاركوهم فرحتهم.

بالبداية نقدم تحية لكل من تعب لإتمام هذا الحدث ولكل فريق العمل الذي حاول أن يقدم أفضل ما لديه، فتبقى الخطوة إيجابية لشعب يسرق الفرحة وسط وضع معيشي وأمني صعب، ولكن هل جاءت النتائج حسب التوقعات؟

كما عرف الجميع من المؤتمر الصحافي أن المهرجان حمل اسم الشحرورة الراحلة صباح وأراد ان يكرمها كونه العام الأول الذي تعيش فيه بيروت من دون صباحها، لكن هذا التكريم جاء ناقصا الى حد كبير فالصحافة كما الجمهور توقع ان يكون التكريم هو الأضخم على الإطلاق نظرا لما وعدوا به. لكن التكريم كان مقتضبا اقتصر على صورة لها على المسرح وبعض أغنياتها.
حضور إبنة الصبوحة هويدا اثار جدلا ولفت الأنظار، فهويدا التي لم تحضر عزاء والدتها حضرت بياف! لما لم نرها على المسرح ولما لم تطلق كلمة للصبوحة فهي الأحق والأجدر والأصدق بذلك!

قام مهرجان بياف بتكريم الفنانة نانسي عجرم التي كانت أنيقة وراقية ويمكن أن نعتبرها الرابحة الأكبر: أولا لأنها دخلت على السجادة الحمراء وقامت بلقاءات صحافية على عكس بعض زميلاتها وزملائها الذين يتهربون من ذلك، وكانت نانسي من القلائل الذين بقيوا حتى نهاية السهرة فلم تنسحب عند تسلم جائزتها وهذا ما أثنى عليه جميع الحضور، فالإحترام للشخصيات المكرمة واجب ونانسي قامت بواجبها على أكمل وجه. قدم الجائزة لنانسي زميلها الفنان وائل كفوري الذي وصل متأخرا وبمزاج سيّئ نظراً لوقوعه بزحمة سير خانقة فرفض أي لقاء صحافي حتى لو دقيقة واحدة لكنه حاول أن يبتسم ويبدو أكثر هدوءاً.

ومن المكرمين ايضا الممثل الكبير أنطوان كرباج الذي كانت كلمته قمة في التواضع والأخلاق على الرغم من أن مقدمة الحفل ديانا رزق قاطعته وهذا ما لا يجوز أياً كان السبب فهو مدرسة نتعلم ونستفيد من كل كلمة يقولها أمامنا.

الممثلة ورد الخال أيضا كانت من بين المكرمين وهي تستحق هذا التكريم بجدارة نظراً لمسيرتها الفنية الناجحة والتي نفتخر بها كما تفتخر هي، وكرم بياف ايضا الفنان الكبير إيلي شويري، الكاتب شكري أنيس فاخوري، كذلك الممثلة السورية سلافة معمار، الفنان التونسي صابر الرباعي، الفنانة نوال الكويتية، المخرجة المصرية الجريئة إيناس الدغيدي، النجم الإيطالي أليساندرو سافينا الذي بدا سعيدا ومتواضعا التقط الصور مع الجميع من دون ملل ولا تكبّر، السفير البريطاني توم فليتشير، النجمة التركية بيلين كاراهان، المخترع اللبناني زياد السنكري، طبيب التجميل طوني نصار، الشاعر صلاح ستيتية ، د جوزيف جبرا، ورئيس بلدية مدينة جبيل زياد حوّاط ، الشاب رالف دباس الرائد في عالم صناعة السيارات. والتكريم الذي طُرحت حوله علامات استفهام كان لرجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة فبعد الموركس دور كرم في بياف فهل كان هذا العام عامه؟ وهل انجازاته ظهرت فقط هذه الفترة؟


برافو وعيب:

بعد اللغط الذي حصل قبل المهرجان بيوم واحد والإتصال ببعض الصحافيين المدعوين لإلغاء دعواتهم نسأل لما على الصحافيين الذين يقصدون المهرجان للقيام بعملهم ونقله لأكبر عدد من الناس ان يكونوا هم "كبش المحرقة" ذلك من دون أن ننسى أن هناك عدداً لا بأس به من المقاعد بقي شاغراً، ومنذ منتصف السهرة بدأ بعض المدعوين ينسحبون.


اختيار المقدم روبير النخل جاء صائبا فكان محترفا في أول تجربة تقديم له في عالم المنوعات ولم يرتبك على عكس زميلته ديانا رزق التي وقعت ببعض الأخطاء التي يمكن تفاديها.


على السجادة الحمراء كان الأمر منظما ومرتباً ولم يسجل مخالفات أو خلافات كما يحصل في بعض الأحيان.


ربما نقطة القوة في بياف هي الإختصار لكن هذا العام جاء أقل اختصارا من قبل والدليل هي المقاعد التي فرغت حتى استلم الكبير شكري أنيس فاخوري جائزته أمام عدد قليل من الحضور.

-يبقى بياف وكل مهرجان يقام في لبنان خطوة مميزة نحن ندعمها وندعم وجودها كي تبقى بيروت عاصمة للفن والجمال، وكل ملاحظة نقدمها هي بهدف التحسين وليس التجريح.

لمشاهدة الصوراضغط هنا