أحد أهم مسلسلات الدراما السورية للموسم الحالي.

. كيف لا ومخرجه ليس إلا المشاكس والمختلف، نجدت أنزور، الذي يطل من جديد بمسلسل إشكالي بدأ التهديد بمنع عرضه على الشاشات السورية بتهمة تناوله لألفاظ طائفية في ثلاثين حلقة من القطع الناري!!.

امرأة من رماد ونخبة من نجوم سورية يتحلقون حول أنزور يروون حكاية أربع سنوات من الصراع النفسي بين العقل والمنطق، مقتحمين حرمة كل مسموح في المجتمع السوري، لكن التقارير التي تحدثت عن منعه أحبطت الكثير من المترقبين للعرض.

بالعموم، الفن استطلع آراء المخرج وأبرز نجوم العمل وخرج بتحقيق خاص عن امرأة من رماد.

المخرج نجدت أنزور

يشرح نجدت أنزور فكرة مسلسله فيصورها على أنها قصة مشوقة اجتماعية تركز على تداعيات الأزمة السورية المندلعة منذ أربع سنوات ونيف.

ويقول:" البحث في امرأة من رماد هو عن إيجاد حل أو أجوبة عن أسئلة كثيرة تهم شخصيات مهمة في المجتمع السوري تأثرت بفعل الحدث الدموي، ونريد في الجانب السياسي التركيز على مدى تأثر القرار السوري بفعل الداخل وقت الغضب، وبفعل الخارج بخصوص المؤامرة الكبرى المنظمة ضد البلاد".

لكن أنزور وفي الوقت نفسه لا يأتي بكل ما هو سوداوي، بل يطرح في جوانب أخرى وخطوط هامة جرعة من التفاؤل يستعرض فيها قدرة السوري على تجاوز المحنة وهذه المرحلة الخطيرة.

وماذا بشأن منع عرض المسلسل فيما لو صحت التقارير الرقابية الصادرة؟

يؤكد أنزور:" لا يوجد في المسلسل ما يستدعي المنع، وما تم التوافق عليه في النص الذي وافقوا عليه، تم تصويره.. الرقابة الذاتية هي خطي الذي أعمل عليه في تاريخي مع الدراما السورية".

سوزان نجم الدين:

أؤدي دور جهاد وهي المرأة القابعة تحت الرماد، وأدخل في صراع بين عقلي الذي يسلم بأن ولدي قد استشهد في الأحداث وبين قلبي الذي يؤكد أنه ما زال على قيد الحياة لعدم ثبوت وفاته في تفجير ارهابي.

شخصيتي صعبة ومركبة وفيها عرض لفلسفة الصراع بين غريزة الأمومة وبين القدر، وأبقى رافضة لصوت القدر والعقل ومتمسكة بصوت القلب الذي يرشدني إلى أن ولدي ماال زال حيا. وفي النهاية سيقف المشاهد أمام الحقيقة التي لا أرغب بحرقها هنا حفاظا على التشويق.

صباح الجزائري:

أؤدي شخصية أم يامن، امرأة بسيطة من النساء السوريات المنكوبات في هذه الأزمة، ويكون الحنان والرقة عنوانان لها في حياتها مع كل الناس.. وأبقى على خوف دائم على أولادي من مغبة الخطف أو الموت، حتى يتكرس هذا عمليا باستشهاد أحدهم، فتنقلب حياتي لجحيم، وأدخل في صراع يومي مع نفسي كي أتجاوز المحنة، فتكون هناك عوامل مساعدة على هذا التجاوز وأنجح.

تجاربي السابقة مع الاستاذ نجدت مثمرة وتعاونت معه في معظم الخالدات التي أخرجها، واليوم لا أتوقع أن يخرج مسلسل امرأة من رماد عن الخط الذي رسمه نجدت لنفسه، وأتوقع النجاح الكبير للجميع.

ندين تحسين بك:

شخصيتي في المسلسل هي مايا ولا تقل صعوبة وقسوة وشدة عن شخصية جهاد التي تؤديها السيدة سوزان نجم الدين، لكن في جوانب أخرى غير الأمومة.

أكون ابنة لعائلة دمشقية هي بطلة في القصة وتكون العائلة بسيطة وطيبة، وأكون أنا شعلة من النشاط والحيوية لكنني أفاجأ بأن وحش العنوسة قد داهمني والزواج تأخر، فأدخل في صراعات نفسية بالتوزاي مع الصراعات اليوميات في الأزمة السورية.

العمل مع الأستاذ نجدت أنزور علامة مميزة لأي فنان أو فنانة، والنجاح معه مكفول على الدوام وتجاربي السابقة معه خير شاهد.

سعد مينة:

ألعب دور المقدم عمران حيث أكون ضابطا في الجيش العربي السوري وأؤدي دورا محوريا في الحياة اليومية منها في جانب عسكري ومنها في جانب اجتماعي، وأكون مع من يدفعون ثمنا لما يجري، وأحاول التقرب من الناس برغم ضبابية نفوس البعض وعدم وضوحها.

المسلسل يطرح فلسفة خاصة لما يجري في سورية، وعلينا تقديم ما هو مختلف للجمهور، وأؤكد وجود الاختلاف في "امرأة من رماد" خصوصاً عندما يكون مخرجه الاستاذ نجدت أنزور صاحب الباع الطويل في أعمال القضايا المصيرية.

زهير عبد الكريم:

أكون رجلا صعبا وقاسيا في البيت، ونزقا جدا مع الناس، وأكون متقلب الأفكار في الحياة وفي المواجهات، وفي النهاية تكون الفاتورة باهظة حيث أتعرض للاختطاف من قبل مجموعات مسلحة بسبب تقربي من الدولة.

المسلسل واقعي وسيشعر كل مشاهد أنه معني به، لأن الشخصيات التي تم انتقاؤها من المجتمع السوري تمثل غالبية الشرائح اليوم.

بالنسبة للمخرج نجدت أنزور فلا أجد كلمات لوصفه وأفضل أن أترك المسلسل وقت العرض ليقدم الوصف الذي يستحقه نجدت.

سحر فوزي:

أؤدي دور امرأة سورية تتعلق ابنتها بشاب من طائفة أخرى، ويقع خلاف على هذه النقطة خصوصاً أن الأحداث السورية جارية ليأتي الطرح جريئا جدا وغير مسبوق في الدراما السورية، لكن كل هذا في إطار المقبول ومن دون التشهير بأي طرف أو فئة في سورية.

الشخصية قاسية جدا وصعبة وفيها ما هو محرج للإنسان في قضايا كانت تبدو لنا في سورية عادية وطبيعية، لكن براثن الحرب جعلت كل شيء ينقلب.

العمل جدي وجريء كما قلت، والنجاح مضمون لأنه مختلف، والأهم أن من يدير الدفة هو الأستاذ نجدت أنزور الذي خضت معه أهم تجاربي في الدراما منذ 20 عاما.

ويشارك في المسلسل كوكبة أخرى من النجوم مثل نجاح سفكوني ويحيى بيازي ورنا كرم ومحمد الأحمد وزيناتي قدسية ومحمد خير الجراح.