مغامر شاطر .

. يعرف جيداً أين ومتى يرمي صنارته في بحر الفن والتلفزيون. خياراته صادمة في بعض الأحيان ولكنها رابحة. يتمتع بنظرة فنية قلّما تخطئ. انه المنتج اللبناني مروان حداد الذي ينهمك حالياً بتحضير مسلسل "احمد وكريستينا" الذي سينافس به خلال شهر رمضان المبارك، بالاضافة إلى تحضير اعمال جديدة للفترة المقبلة. موقع "الفن" التقى المنتج مروان حداد في كواليس تصوير "أحمد وكريستينا" وكان لنا معه هذا اللقاء الصريح جداً .

المنتج مروان حداد أهلاً وسهلا بك عبر موقع الفن.

شكراً جزيلاً وأهلا بكم.

لماذا اختار مروان حداد المشاركة في الدراما الرمضانية من خلال عمل لبناني في حين ان المنتجين يسعون لإدخال ممثلين عرب في أعمالهم كي يحققوا انتشاراً عربياً ويحققوا الربح؟

أنا إلى الآن لم أخض غمار الخلطة المشتركة بالممثلين والأكثرية يسمونه انتاجاً مشتركاً، وهذا ليس صحيحاً فالانتاج إما أن يكون لبنانياً أو سورياً أو مصرياً وتوجد فيه خلطة في الممثلين أو المخرجين، وأنا حين أحاول أن أقدم على هذه الخطوة أعود وأتوقف، وأنا لست مقتنعاً بها إلا من الناحية المادية يعني إذا وضعت قصة الربح المادي الذي يمكن أن توفره فلا أتخيل أن تجربة الخلطة العربية نجحت ولن تنجح وهي مؤقتة ولا يصح إلا الصحيح وكل التلفزيونات اليوم بمصر وغداً بدول مختلفة يشعرون بهذا الأمر وفي لبنان شعرت جميع هذه المحطات أن هذه التركيبة لم تحقق نسبة مشاهدة عالية والأرقام خير دليل، وما زال المسلسل اللبناني يتفوق كلبناني وما زال المصري بمصر هو من يتفوق وما زال المسلسل السوري في الخليج هو الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية. انا أتحمس ثم يخف حماسي، وفي المبدأ أنا أقدّم خمس أو ست مسلسلات لبنانية بالسنة ولكني أستطيع أن أقدم مسلسلين في السنة بخلطة عربية، فالتكلفة تصبح نفسها، لكن هذا ليس همي، وأنا منذ أن بدأت وهمي هو الدراما اللبنانية وما زلت أعمل عليها، ولا شك أن الممثلين اللبنانيين استفادوا من انتشارهم العربي بمشاركتهم بهذه المسلسلات وليس الجميع، "وبينعدوا عالأصابع اللي استفادوا"، الأكثرية أبداً لم يستفيدوا حتى الأجور التي يتقاضاها الممثلون لا تختلف كثيراً عن أجورهم حين يشاركون في مسلسل لبناني فبعض الأسماء استفادت وأقول :"صحتين عقلبن" ، هذا أمر جيد، وهذا سيفيدنا لاحقاً في المستقبل وسيفيد المسلسل اللبناني حين نستعين فيه بالممثلين الذين انتشروا وصاروا معروفين في البلدان العربية لتوظيف نجاحهم في المسلسل اللبناني، لذلك ما زالت الدراما اللبنانية هي قضيتي وكما أوصلتها ليكون العرض الأول اللبناني الصرف، إذ إنه حين عرضت مسلسلات لبنانية عرضاً ثانياً عرضت في مصر وmbcودبي، ويبقى العرض الأول اللبناني مئة بالمئة الذي أعمل عليه، وما أتوقعه أنه في غضون سنتين سيأخذ المسلسل اللبناني حقه وحده، وسيعرض عرضاً أول في مصر وفي الـmbcمن دون حاجة الى الاستعانة بالممثلين العرب.

ولكن هناك انتاجات لبنانية ضخمة ؟

اليوم يتحدثون عن ضخامة الانتاج اللبناني وهذا يعني أنني حين أشاهد صورة المسلسل، فأتساءل هل هذه الصورة نالت حقها من جميع النواحي؟ من ناحية الإضاءة، الديكور، الثياب ، الممثلين، وهنا أقيم الانتاج ولا يهمني إذا أتى الانتاج بممثل بـ 10 مليون دولار أو بمليون أو بألف وهذا لا علاقة له بالانتاج بل بالممثلين ودائماً نخلط ضخامة الانتاج بأنه أتى بممثلين أجورهم مرتفعة، وهذا أمر مختلف، فالممثل الذي تأتي به وأجره مرتفع لست أنت كمنتج من تدفع له، بل المحطة التلفزيونية كي لا يضحك علينا أحد، فإذا أتيت بممثل تريده محطة ما أجعلها تدفع له اجره وأضيف المبلغ على كلفة الإنتاج الخاصة بي، فالانتاج بحد ذاته هو هذه الصورة كم هي غنية وتعطي المسلسل حقه، وهناك خلط للأمور، فكمسلسل لبناني من "باب ادريس" لـ "عشرة عبيد زغار" إلى "أجيال" إلى "سارة" إلى كل المسلسلات، إذا نظرنا إلى الإضاءة والصورة فهذه المسلسلات مرت على كل الدول العربية و حازت موافقة اللجان الفنية في هذه الدول، وأقول من الممكن أنني كمنتج لبناني اخرّج ممثلين لبنانيين يراهم المنتج العربي ويأتي يأخذهم إلى خلطة عربية، وحين يشتهرون أعود وأضمهم إلى مسلسلاتي وهذا الموضوع يدور في دائرة ، وأنا لست ضد الانتاجات التي تحوي خلطات عربية على مستوى الممثلين ولكني إلى اليوم لم أشعر ان هذه هي قضيتي.

اليوم نحن في كواليس تصوير أحمد وكريستينا والموضوع بحد ذاته جريء جداً وحساس يحوي الكثير من الثورة على موضوع يكبل الشباب بلبنان والعالم العربي، وهذه الجرأة في اختيار الموضوع هل هي لمجرد الاختلاف او لها غاية أخرى؟

الدراما اللبنانية كي تنجح يجب أن تصور الواقع اللبناني، فالدراما السورية تصور الواقع السوري وكذلك الدراما المصرية، و المسلسلات التي تحوي خلطة تشعر بأنها لا تنجح لأنها لا تصور أي واقع، فاللبنانيون لا يشبهون المصريين والعكس صحيح، ونحن نعالج مواصيع تجسد الواقع اللبناني، ومشكلتنا الأساسية منذ نشوء لبنان هي الطائفية، لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي، فنحن نجامل بعضنا وعندما يصبح الموضوع جدياً نكره بعضنا ونشتم بعضنا، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو ان تقرب الطائفتين الكبيرتين من بعضهما بالزواج المختلط، حينئذ تكسر حدة الطائفية فعندما يكون هناك شخص والدته مسيحية ووالده مسلم أو العكس فتبدأ بكسر هذه الحدة، وكلما طرح الزواج المدني تقوم القيامة لأن هناك تجار للطائفية في لبنان على جميع المستويات، الدينية والسياسية سيفقدون عملهم، ولا يريدون هذا الامر، لذلك نحن نعاني اليوم، وإذا لاحظت فالمشكلة الكبرى التي نعيشها اليوم بالنسبة للزواج المدني هو ان هناك الكثيرين الذين لم يسجلوا لهم زواجهم، وكيف أنني إذا أردت الزواج أسافر إلى قبرص وإذا أردت أن أطلق أطلق في لبنان، والتكبيل الطائفي يمنع هذا الامر من التحقق، وكمسيحيين لا يتعارض الزواج المدني مع ديننا، وحالياً وزير الداخلية مسلم "جمدها لأنو ما بيقدر يحملا" وهو زواجه مدني بالنسبة لطائفته ولا يستطيع ان يعطي تصريحاً، ومن سألني عن هذا الموضوع قلت لهم، انتظروا حتى ياتي وزير داخلية مسيحي عندها تحصلون على ما تريدونه بالنسبة لأوراقكم القانونية.

وماذا تريد ان تقول من خلال هذا المسلسل ؟

نحن في مسلسل أحمد وكريستينا جئنا لنقول إن هذا الموضوع موجود منذ نشوء لبنان من خلال ضيعة مسيحية وضيعة مسلمة والواقع هو نفسه، وقصة الحب ستفجر هاتين الضيعتين، ومن خلال الحب جئنا لنقول إن الجيل الجديد هو من يقوم بالثورة ومن هنا نبدأ، وانا أطلقت شعاراً جميلاً جداً على مسلسل "أحمد وكريستينا " أنه مسلسل لبناني للعضم كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وموضوعاً، أي ماذا نتناول في الموضوع "كلو لبناني عكلو" وفي رمضان سيكون المسلسل الوحيد الذي لن يحوي خلطة عربية.

لماذا "أحمد وكريستينا" وليس "إيلي ومريم" مثلاً أي زواج الشاب المسلم من الفتاة المسيحية أسهل تناوله من زواج فتاة مسلمة من شاب مسيحي؟

هذه فكرة حلوة كثيراً، والمسلسل أحداثه تجري في فترة الستينيات وممكن البيئة المسيحية المتصلة بالغرب أكثر من بيئة الفتاة المسلمة تجعلها منفتحة اكثر وتستطيع ان تقف بوجه أهلها مع أن كريستينا تعذبت جداً لتصل إلى مبتغاها وتكون متحررة في ذلك الزمن واليوم اختلف الوضع، وهذا المسلسل الذي كتبته كلوديا من أجمل ما كتبت، وسمير حبشي كمخرج أعتبر أنه من أهم المخرجين الذين يصورون الضيعة، ولا يوجد مخرج كسمير يستطيع أن يصور لك أجواء الضيعة وهذا شاهدناه في "باب ادريس" و "لونا" و"الليلة الأخيرة" واليوم سنراه في "أحمد وكريستينا" فالخلطة التي قمنا بها مع ممثلين كبار كجورج شلهوب ، ألسي فرنيني، نقولا دانييل، دارين حمزة، مي صايغ، يوسف حداد، نيكولا مزهر، وغيرهم أعطوا عصباً للمسلسل ودفعاً وقوة، وأتمنى ان يحب الجمهور هذا المسلسل كثيراً.

تعودنا ان يكون هناك نجوم لـ"مروى غروب" هل سيكون وسام صليبا نجم "مروى غروب"؟

دائماً حين اعتدت أن يكون هناك نجوم وجدت نجوما جدد ولا تنسى أن بيتر سمعان كان بطلاً للمرة الأولى في مسلسل "غنوجة بيّا" وكذلك زياد برجي، وأنا حين اخترت وسام لم أختره عن عبث، اخترته بعد أن التقيته وأراني أعماله وقام بكاستينغ معي ومع المخرج سمير حبشي ووجدت أن لديه كل مقومات "أحمد" ولا تنسى أن الشكل والعمر والحضور يلعب دوراً كبيراً وأنا لا أستطيع أن آتي بممثل ليلعب دور أحمد ويكون في عمر الـ 35 ويجبره والده أن يتزوج فتاة، فحكماً يجب أن يكون أحمد في الخامسة والعشرين من عمره حتى يستطيع والده السيطرة عليه، وهذا أيضاً يجبرك أن تقوم بكاستينغ وتأتي بوجوه جديدة ليست متوافرة لديك.

هل سنرى وسام بأعمال "مروى غروب"؟

أنا أقول لوسام كما قلت لزياد برجي وبيتر سمعان، العمل الأول عليّ والثاني عليكن.

كيف أقنعت سابين بالتمثيل وخوض تجربة "احمد وكريستينا" ؟

بصراحة أنا أفكر بـ "سابين" منذ فترة طويلة .. فهي ، ولا أدري اذا كانت ما تزال تذكر، جاءت إلينا وقامت "بكاستينغ" من أجل مسلسل "فاميليا" وكانت ستصور معنا. ولكن بعد أيام من التصوير اعتذرت وتركت العمل. ومنذ ذلك الحين افكر بالتعاون معها. ومن فترة شاهدت زوجتي كليب لها فذكرتني بها وكنا حينها نبحث عن "كريستينا".

ولكن ألم تتعاون مع ممثلات شابات نجمات في اعمال سابقة. لماذا لم تكن "كريستينا" واحدة منهن ؟

انا لا اعمل بـ "الفن للفن". انا اليوم يكلفني المسلسل اللبناني حوالى المليون دولار . وأنا أريد شاشة لأبيع هذا المسلسل. وهذه الشاشة بدورها تريد استرداد أموالها من خلال الاعلانات. لذلك شركات الاعلانات تفرض عليك بعض الأسماء المعروفة التي يمكن أن تشجّع المعلن على الاستثمار وزيادة المردود. وبالتالي نحن دائماً على تنسيق مع ادارات التلفزيونات الذين هم بدورهم ينسقون مع ادارات شركات الاعلان لذلك نسعى من خلال عملنا كله إلى التوفيق بين الفن والتجارة. "ما في شي اسمو الفن للفن". لذلك نحن بحاجة دائما إلى اسماء "بتبيع".

على جدول اعمال المنتج مروان حداد ، من هي الثنائيات التي سنشاهدها قريباً. وهل بالفعل هناك عودة لثنائية داليدا خليل وزياد برجي؟

كل شيء وارد. أنا أقول دائما ان الفن مثل السياسة ليس هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة. كل شيء مطروح وكله سيظهر بوقته.

في الختام شكرا جزيلاً وبالتوفيق.

شكرا لكم ولحضوركم، واتمنى لكم كل التوفيق أيضاً وأخص بالتحية رئيسة تحرير "الفن" الاعلامية هلا المر التي أحبها كثيراً.