من أهم المخرجين المجددين في الدراما السورية ويأخذ منحى خاصاً به في الكوميديا ويعتمد مسلسلات ذات صبغة خاصة ومميزة له، فيبتعد بالكاميرا عن الصخب والضجيج ومشاكل المجتمع التي فيها دم وبكاء، ويقترب فقط من الأعمال التي تحاكي شفاه الناس بداعي الابتسامة.


إنه المخرج فادي سليم وأفكاره البناءة يطل بنفسه وبتلك الأفكار على صفحات الفن هذا في الحوار .

بمسلسلك الجديد فارس وخمس عوانس تستمر في تقديم الأعمال الخفيفة.. هل سيبقى هذا علامة مميزة لفادي سليم؟
هناك شطران للإجابة، الأول أن المسلسل الخفيف ليس خفيفا بالمعنى الثقلي للدراما، بل هو مسلسل مثله مثل أي مسلسل ثقيل الحركة وصعب التصوير، ويحتاج إلى ما يحتاجه أي مسلسل آخر، فالأوردرات صعبة واللوكيشنات صعبة ايضا، وأحيانا تنزل علينا القذائف كما تنزل على أي مسلسل آخر، لكن الفكرة التي يكون هذا المسلسل يطرحها تأتي خفيفة وبعيدة عن المشاكل والحوادث والدماء، فيقال إنه خفيف.
أما الشطر الثاني فهو أنني لم أختص بهذا النوع، وفي العام الماضي مثلا اشتركت أنا والكاتب أسامة كوكش على كتابة سيناريو لمسلسل ثقيل الفكرة، وانتهينا منه، وعندما وصلنا للشركة التي اتفقنا معها على إنتاجه، فوجئنا بأنها لا تملك المال الكافي لإنتاجه.

هل يعني هذا أنك لن تختص بنوعية معينة من الأعمال؟
أنا مخرج، والمخرج يعمل وفق كل الظروف ووفق كل الأنواع الفنية والدرامية، وعندما تتاح الفرصة لإخراج مسلسل ثقيل كما تسمونه لن أتأخر، لكن هناك شروط لهذا الأمر.

كيف تصف بكلمات المسلسلات التي أخرجتها حتى الآن؟
باختصار هي وجبات خفيفة بعد وجبة إفطار ثقيلة للصائم في شهر رمضان، ونبتعد فيها عن كمل ما يشحن أو يؤذي ونطرح قضايا بشكل طريف وخفيف وبعيدا عن أي شيء من شأنه إبعاد الابتسامة عن وجه المشاهد.

لوحظ أنك لم تتعامل إطلاقا مع مسلسلات الأزمة.. لماذا؟
الأزمة السورية للأسف نعيشها بشكل يومي، ولا نفهم شيئا منها، وأتحدى أي شخص بإمكانه القول بأنه يعرف كل شيء عنها. هناك وجهات نظر فقط، وأنا لست مستعدا لتبني أي وجهة نظر، ومن جهة أخرى لدي وجهة نظري، لكن إذا طرحتها في مسلسل فسأصادر وجهات نظر أخرى في المجتمع السوري. وعلى ذلك، يفضل ألا نعمل في مسلسلات هذه الأزمة في الوقت الحالي.

وماذا تقول لمن عملوا في مسلسلات كهذه؟
هذا شأنهم ولا علاقة لي بعملهم، وعموما أنا أتمنى أن تتألق الدراما السورية بشتى الأنواع الدرامية وفي كل زمان ومكان.

لوحظ في مسلسلاتك هذه أن نوعية معينة من النجوم لا تشارك معك.. ما السبب؟
للأسف الأمر يعود إلى قوة المال أو ضعفه في الشركات التي تنتج الأعمال، وأيضا يعود لنجوم في الدراما السورية يريدون العمل في سورية وفق شروط الدراما العربية وهذا غير مقبول إطلاقا، فليس من المعقول أن يشارك نجم سوري في مسلسل سوري ويطالب بقيمة مسلسل كامل كأجر مادي له. لكن على الرغم من ذلك يتواجد معنا نجوم من الصف الأول وخصوصاً في مسلسلي الأخير "فارس وخمس عوانس" كعبد المنعم عمايري وعبير شمس الدين وجرجس جبارة ومديحة كنيفاتي وغيرهم.

كيف تصف لنا عبد المنعم عمايري طالما سمعنا عن مأثرة يقوم بها وتسجل له بخصوص الأمور المادية؟
بصراحة لا يمكن لي أن أفي عبد المنعم عمايري حقه الذي يستحقه، فهو يعمل معنا على الرغم من كل نجوميته، وفق الشروط السورية، وليس وفق الأجور والشروط العربية وهذا يسجل له. عبد المنعم لا يقول لا، ولا يرفض فكرة لمسلسل سوري ستخدم المجتمع، ويضحي ولو على حسابه الشخصي ووقته ليصور في المسلسل السوري. أريد أن أكشف أن عبد المنعم يأتي إلى التصوير في السادسة مساء، وينتهي في السادسة صباحا، ويتوجه فورا إلى بيروت ليتابع تصوير في مسلسل هناك من دون توقف. عمايري مثال للنجم الذي يخدم الدراما بعرقه ودمه قبل مصلحته الشخصية.

أين أنت في الأزمة السورية بعيدا عن موضوع العمل والإخراج؟
أنا هنا في بلدي في سورية في دمشق وبشكل طبيعي والحمد لله ولا ينقصني شيء ولم أشعر ليوم واحد بأننا لم نعد قادرين على العيش في سورية أو أي مدينة سورية أخرى، وكثيرا ما أتلقى اتصالات من اقرباء في الخارج يسألوني كيف تعيشون؟ فأجيبهم: نعيش بشكل طبيعي ولا شيء تغير علينا من ناحية القدرة على العيش.

ماذا عن مسلسل "فارس وخمس عوانس"؟
مسلسل مهم جدا وسيكون ضربة كوميدية مبشرة في شهر رمضان ويتناول أفكارا حول العوانس لم تكن مطروحة سابقا، ومن أهم تلك الأفكار هو تقديم العانس بحقيقتها وليس كما يشاع عنها أو ما هو سائد.

كيف ذلك ولو بمثال؟
يعني معروف عن العانس كما هو سائد أنها غير مرغوبة من الشباب، لكن في الحقيقة وفي مسلسلنا هذا سنطرحها بصورة أخرى، الصورة الحقيقية لها، إذ إنها الفتاة الجميلة جدا التي لا يجرؤ الشباب على الاقتراب منها مخافة الرفض من كونها جميلة فوق العادة ومهتمة بنفسها جدا، فنبرز جمالها وأهميتها وخوف الشبان منها، ومن ثم نبرز الفاتورة التي ستدفعها هذه الجميلة حين يفوتها القطار.

وماذا عن المشاريع المقبلة؟
لدينا مشروع للموسم المقبل بعنوان "عشقي وحبي وغرامي" وهو خماسيات تروي قصص حب مؤثرة، وسنباشر فيه بعد الانتهاء من مسلسل فارس وخمس عوانس.



ماذا عن الوضع الاجتماعي لفادي سليم؟
حاليا أنا خاطب وخطيبتي شاركت في كتابة خماسية من خماسيات (عشقي وحبي وغرامي) وهي قريبة مني في الحياة والمهنة، وسنتزوج في وقت لاحق أعتقد أنه سيكون بعد المسلسل.

ألا ترى أنك تأخرت في الزواج نوعا ما؟
أنا أعيش مع خطيبتي طقوسا خاصة تفهمها هي وتبادلني بالمثل، فمثلا يوم خطوبتي ألبستها الخاتم باليسار وليس باليمين، ووضعت خاتمي بيساري وليس بيميني.. وبالمزاح قلت لها: خلّصينا بقى!!.

ما الجميل في حياة فادي سليم؟
الجميل هو ضيعتنا في مصياف، على الرغم من أن مسقط رأس والدي هي مدينة القدموس.. في مصياف الضيعة جميلة جدا وكل شيء فيها يذكرني بالجمال.

وما الذكرى السيئة في حياتك؟
وفاة أهم صديق لي عاش معي منذ الصف الثاني الابتدائي وحتى زواجه، وكنا معا في الجامعة.. صديقي ذاك رحمه الله سافر إلى الامارات وعاد بعد ثلاثة أشهر جثة هامدة، فتأثرت كثيرا عليه.