حلّت المخرجة كلودا عقل ضيفة على أولى حلقات مهرجان "الموريكس دور" والتي خصصت لتكريم الشحرورة صباح.

كلودا، وإلى جانبها عدد من أهل الفن والاعلام تذكروا صباح واعمال صباح .

"الفن" كان حاضراً في كواليس الحلقة والتقى بعقل التي تحدثت عن أمور كثيرة تتعلق برحيل صباح وبالأعمال التي تحضرها عن الشحرورة ، واليكم التفاصيل .

خصص مهرجان "الموريكس دور" حلقة تكريمية للشحرورة صباح. فرغم رحيلها بالجسد، ما زال المجتمع اللبناني غير قادر على نسيانها .

لأنها تجسد الفرح والفرح لا أحد يستطيع أن ينساه وهي تكرم كثيراً حالياً حتى أن المدارس تكرمها.

هل تعتبرين أن التكريمات كانت أكثر بعد رحيل صباح وهل هذا أمر مؤسف؟

كلا، كانوا يكرمونها بوجودها أيضاً ولا نستطيع أن نظلم أحداً إن كان الإعلام وحتى المدارس تكرمها بأغنياتها وبمسرحياتها التي قدمتها، وهذا يدل كم كانت محبة وكم أحبوها، فهي زرعت وحصدت.

اليوم فنانون كثيرون يشاركون في تكريم الصبوحة، كيف تجدين لهفة هؤلاء الفنانين على تكريمها؟

أحب هذا الأمر منهم، وهم يحيون تراث الماضي ويأخذون العبر منه، وأصلاً المشتركون سيصبحون نجوما في المستقبل .. "الإنسان بتخلص حياتو وبيضل ياخذ عبر".

هل هناك مشروع ضخم تحضرينه عن حياة الصبوحة؟

"عم أعملا كتاب وشهلت"، أنا وشريكتي التي تساعدني في الإعداد والتوثيق وهي الدكتور كارول خوري، لديها أرشيف كبير مثلي، ونكمل بعضنا، وهي متعمقة جداً بموضوع صباح وكانت تتابعها دائماً، ولدي أنا أرشيف مذكرات والدي ووالدتي وخالتي، ونحن نكمل بعضنا وهناك أمور ناقصة بالنسبة للمجلات ليست صحيحة، هناك أمور خطأ في التواريخ والأحداث، إذ في بعض المجلات يضعون حدثاً بتاريخ مختلف، ونحن نتعب كثيراً كي نصحح الأمر".

متى سيبصر هذا الكتاب النور؟

قريباً إن شاء الله ونحن في صدد العمل عليه، وهذا أمر صعب جداً إذ لدى الصبوحة 60 سنة عمل، فالموضوع يتطلب جهداً كبيراً وليست القصة مادية، "وصباح منا حبتين" فهي قامت بمشاريع عديدة في حياتها ولم تكتف بالغناء، فكانت سيدة مجتمع، سيدة أناقة، سيدة أفلام، بدأت بطلة، كانت الرقم واحد في كل شيء.

هل هناك جهة منتجة للكتاب؟

هناك جهات منتجة كثيرة بصراحة وكلهم يريدون أن يحصلوا على الكتاب من دون مقابل، فأنا أفضل أن أحضره وحدي على أن أقدمه مجاناً، لأن لدي معلومات جديدة، والأمور المعروفة فيها سأروي تفاصيلها التي لا يعرفونها بالاشتراك مع شريكتي في الكتاب وصديقتي كارول.

هل ستكون هناك شهادات في الكتاب لمن عاصروا صباح؟

سيحوي كل شيء. ولن أخبر شيئاً حالياً.

هل ستكون هناك صور كثيرة في الكتاب؟

هناك صور غير منشورة، لدي صور للصبوحة من طفولتها، مع اهل الضيعة، وأخرى لم يرها أحد، فسأحضر كتاباً سيسعد الجميع ولن أبخل بأي شيء لأنها لم تبخل أيضاً بأي شيء، وهذا تراثها بالنتيجة، وسأكون أنا كريمة مثلها، "بس مش ببلاش".

وماذا عن مقتنيات الصبوحة من الأرشيف؟

لدي أرشيف صباح الموجود في مكتبة والدي الذي ترك لي كل ما يتعلق بصباح.

وبالنسبة لمتحف صباح؟

هذا المتحف يتطلب عملاً وهو الآن في صدد البناء.

هل هذا العمل تقومين به على صعيد شخصي او أن هناك تبن من الدولة اللبنانية لتكريم الصبوحة؟

حين تولد الدولة نتحدث عن الأمر، "بعد ما في دولة هلأ، ليعرفوا بعضن قبل وبعدين بنحكي بالدولة"، حالياً هناك مبادرات فردية وبلدية بدادون اقترحت، وماذا يحدث لاحقاً لا أعلم .. أتمنى الخير على كل حال.

ماذا إختلف بعد رحيل الصبوحة لديك؟

التواصل معها صار مفقوداً وبالطبع أتذكرها وأحبها، لكن لم يعد هناك تواصل، وكنت حين أزورها تقول لي :"يي حياتي جيتي..خي اشتقتلك" وحالياً لا أحد يقولها لي، أما ذكراها ومحبتها فبقيت كما هي.

هل هناك احد من الفنانين بعد رحيل الصبوحة طلب تجديد أغان من أغانيها، أو تواصل معك؟

هناك أمور فردية يحبون القيام بها، هناك فنان جديد لا أعرفه، وضع صوته مع صوتها على أغنية قديمة وهذا لا يحق له القيام بها وأنا وكلت محاميا في هذا المجال وسيجعله يدفع ثمنها، لأن المفروض أن يكون الإنسان لديه أخلاق "بدو يستعمل صوت خالتي مش ملكو، أغانيها ملك العالم ما منقول لأ بس صوتها مش ملكو".

لماذا نلاحظ أن هناك دائماً أشخاص يحاولون استغلال صباح؟

لأنها كانت متساهلة مع الناس، وكانت طيبة وتقدم للناس كل شيء ولا تسأل عن مقابل مادي، لذلك تعودوا هكذا، لكنني حذرته، وأخبروني قبلاً فرفضت، يستطيع أن يأخذ الأغنية لكن صوتها لا.

لماذا تغيّبت هويدا عن تكريم والدتها، حتى أنها لم تحضر إلى الدفن.

كل إنسان لديه طبعه في الحياة ولا تستطيع أن تلوم الغائب، بالنتيجة هي والدتها، فالدم واحد.

هل حدث تواصل بينكما بعد رحيل الصبوحة؟

بالتأكيد، فهويدا بمثابة أختي، وهي لا تستطيع أن تتحمل وضعاً كهذا وهي كانت تتوقع أن ترى صورة والدتها وكأنها ما زالت موجودة وهي لا تستطيع أن تشاهد هذه "الهمروجة" التي حصلت، الغائب عذره معه، لا نستطيع أن نظلمه.

في الختام، بعد فترة على رحيل الصبوحة، ماذا تودين أن تقولي لها؟

أود أن أقول إنني اشئتقت إليها ولن أنساها وأوصتني أن أعمل لها كتاباً وقالت لي :"هيدا الكتاب بدك تنصفيني فيه، وأنا رح أنصفها فيه".

أشكرك كثيراً على هذه المقابلة ونحن بانتظار صدور الكتاب، لنتعرف على الصبوحة أكثر.

ستتعرفون على أمور مهمة كثيراً لأن لدي ذكريات والدتي ووالدي وخالتي، ولا أستطيع أن أكذب، والصبوحة طلبت مني أن اقوم بتحضير كتاب عن حياتها، فهي قالت لي :"انتي بدك تعمليلي الكتاب وما حدا غيرك".

وأنا متأكد أن الصبوحة حتى بعد رحيلها راضية عن كل ما قمت به لأجلها، لأن كل وصية تركتها نفذت.

نفذت لها كل رغباتها وسأكمل، وأنا أعمل وكأنها ما زالت موجودة.