عندما تتكلم، لن تسمع منها إلا الحقيقة والصراحة ولو اضطرت لقول ما لا يقال في الإعلام على لسان الفنان الخليجي.

تنتقد واقع الفن في الخليج عموماً وفي الإمارات خصوصاً وتشدد على أنها تكره التلفزيون وتطالب بدعم المسرح والسينما. وعندما تأتي المقارنة بين الخليج من جهة ومصر وسورية من جهة أخرى، تفرد التاريخ لتقديم الجواب، فيخرج من الجواب الذي ندر أن يبوح به خليجي.

إنها النجمة هدى الخطيب وحوار خاص لـ"الفن" .


ما الأعمال التي تشاركين فيها للموسم الجديد 2015؟

أشارك في ثلاثة أعمال وكلها مهمة ومؤثرة، أولها مسلسل "لو أني أعرف خاتمتي"، والثاني "حال مناير" مع النجمة حياة الفهد، والثالث سيكون مسلسلا تراثيا كويتيا يعتمد على الحدوتة الشعبية.

ماذا عن شخصيتك في أهم عمل "لو أني أعرف خاتمتي"؟

بصراحة لا أحب الحديث بإسهاب عن الشخصيات التي أؤديها، لكني أعطي الصورة العامة عنها والفكرة التي تقف وراء هذه الشخصية. وفي " لو أني أعرف خاتمتي" ألعب دور المرأة أو الأم الثكلى التي لا تجد السعادة بالمال إنما تعود لزمان كان فيه المال وسيلة وليس غاية أو هدفا، فتختار لنفسها سجنا إراديا لأنها تريد تحقيق شيء في الحياة عبر أولادها، وحين ترى الظلم يقع على الأولاد من قبل الأب تتحول إلى إنسانة شرسة بعد أن كانت هادئة ومسالمة.

هذا العمل قيل عنه الكثير.. كيف تصفينه أنت؟

بالنسبة لي لم أقرأ نصاً لمسلسل خليجي كالنص الذي وضعه اسماعيل عبد الله لهذا العمل، وبصراحة أنا وافقت على العمل في هذا المسلسل لسبب متعلق بالنص ولأني أعرف كيف يكتب اسماعيل عبد الله وما الذي يريده اسماعيل من القلم. نص رهيب جدا ومتعب جدا ويساوي بين جميع الشخصيات فلا تجد نجما واحدا للعمل، بل الكل نجم، وهناك ترابط قوي جدا بين أي مشهد وباقي المشاهد، ورسائل العمل تصل للجمهور بسهولة ولو بشكل غير مباشر أحيانا.

هذا عن السيناريو.. ماذا عن العمل ككل؟

كذلك انتقلت عدوى النجاح من السيناريو إلى باقي الأمور الفنية في العمل، فلا تجد كومبارس هنا على الإطلاق.. الإنتاج نجم والإضاءة نجم والديكور نجم. عمل ثقيل جدا لكنه بصراحة وفي الوقت نفسه هو متعب جدا وشيق جدا.

وفي المسلسل الثاني " حال مناير".. من تكون هدى الخطيب؟

في هذا المسلسل ألعب شخصية مختلفة عن باقي شخصيات العمل وأكون المرأة الكويتية " الشيك" التي لديها ولد لكنها تبقى مهتمة بنفسها، وأكون مع شخصية متفردة في الحدث، وبصراحة وافقت على هذه الشخصية لأنني أريد من خلالها توجيه رسالة لظاهرة كثرت في الآونة الأخيرة في الخليج وتتمثل هذه الظاهرة في الشخصية التي ألعبها.

هل من تفاصيل أكثر حول الشخصية وما هي تلك الظاهرة؟

الأفضل أن نبقى بلا تفاصيل، وعلى الشاشة سيظهر كل شيء، وبالنسبة لتفاصيل الشخصية فأنا أعطيت ما يمكن إعطاؤه، لأنني لا أحبذ الحديث في التفاصيل لأن عنصر التشويق مصان، ولماذا حرق الشخصية منذ الآن؟

لماذا ثلاثة أعمال في موسم واحد.. أليست هدى الخطيب من المشجعات على العمل الواحد في العام؟

بلى، أنا مع أن يظهر الفنان في عمل واحد، وبصراحة مرّ موسمان لم أظهر فيهما في أي عمل وكنت راضية، لكن هذه المرة أجبرت ولأكثر من سبب على الظهور في ثلاثة أعمال، وفي الحقيقة لو كان الأمر بيدي لما ظهرت في أي مسلسل على التلفزيون.

ما الذي تعنيه بذلك؟

أعني أنني لا أحب التلفزيون، لكن هناك أسباب موجبة تفرض عليك الظهور فيه مثل الشهرة والمادة، ولولا هاتان القيمتان لما كان من داع لأن أعمل في التلفزيون إطلاقا.

أين ستعملين وقتها؟

أنا ابنة المسرح أولا وأخيرا وهو حبي ومجراي وعشقي، وفي المسرح أرى نفسي شيء مهم جدا، لكنني في التلفزيون أرى نفسي دمية يتناقلها الآخرون كما يشاؤون.

كيف ترين وضع المسرح طالما أتيت على ذكره؟

بصراحة لدينا في الخليج أفضل النصوص وأفضل مسرح، لكن ليس هناك أدنى إيمان بأن المسرح أو المسرحي يجب أن يعيشا.. وبصراحة لو دفعوا المال في المسرح وحرّكوه فلن أظهر في التلفزيون إطلاقا ومنذ يوم الغد!!.

والسينما كيف هي؟

تشبه المسرح والجرح الثاني بعده، فلا توجد صناعة سينما، وما زالت حتى الآن في طور التجريب، وللأسف ستبقى كذلك. وعندما يتحرك المسرح ستتحرك السينما، والأمر يحتاج إلى قرار.

برأيك ما الذي ينقص الخليج حتى يضاهي سورية ومصر في الدراما والمسرح والسينما؟

بصراحة المقارنة ظالمة بيننا وبين السوريين والمصريين والأسباب تتعلق بالتاريخ بيننا وبين ذلك البلدين، فمصر 7000 عام من الحضارة وسورية بلد ثقافته عربية محضة، بينما نحن لم يمض على تمدننا سوى 300 عام فهل سنلحق بهم على الفور؟. هذا جانب، وفي جانب آخر هناك القضية التي يمكن طرحها فهي غير متكافئة بيننا وبينهم، ففي مصر وسورية تفاوت طبقي يحدث مشاكل تصنع قصصاً اجتماعية تتحول إلى مسلسل أو فيلم، بينما عندنا في الخليج كل الناس تعيش بمستوى معيشي واحد والمشاكل في هذا الجانب محدودة.

وهل سيكتفي الخليج بدعم المخرج والمنتج السوري والمصري؟

للأسف هذا ما يحصل ولست مستاءة من الدعم، بل مستاءة لأن المخرج الخليجي لا يحظى بنفس الدعم، والأكيد أن المخرج المصري أو السوري يحصل على المال هنا أكثر من الإماراتي. لا بد من إيجاد طرق وحلول لهذه الناحية.

هل أنت ممن يعتبرون أن الإماراتيين دعموا الدراما السورية في السنوات الأخيرة؟

نعم ودعموها منذ سنوات بعيدة وليس في السنوات الأخيرة فقط، والسوريون برغم كل مشاكلهم الحالية تراهم ينتجون مسلسلات بسوية عالية بسبب الدعم الإماراتي خصوصاً والخليجي عموماً، والسؤال عن السبب في هذا الدعم وعدم دعم الإماراتي للدراما الإماراتية، يجب أن يوجه للمسؤولين وليس لي أنا كممثلة.

بصراحة هل أنت مستاءة من ذلك الدعم للسوريين؟

لا أبدا وأتمنى دعم الدراما العربية كلها، لكنني أسأل عن سبب عدم دعم الفن في الإمارات، مع العلم أن الدعم هذا سيطور الفن وسيغير نظرة الإنسان الخليجي للفن وللفنان، وبالنسبة لسورية أتمنى لهم التألق دائما وكذلك في مصر ولبنان وباقي الدول العربية.